القصه
(غفرانك اللهم)
خرج الشيخ صابركعادتة الى صلاة الفجر وذلك قبل اذانه بساعه الى المسجد الواقع فى اخر قريته
ليقرأ بعض اجزاء من القران الكريم حتى يحين موعد الصلاه وكان فى وداعه كعادتها زوجته امينه
تلك المرأة الصابره التى رافقته سنوات الزواج وهى عشر سنوات يحلمان سويا بمجىءطفل يملأ
عليهما حياتهما ولكنها ارادة الله رغم ما صنعاه من محاولات عده وما كلفهما من مال قد انفق على
الاطباء وفى النهايه رضيا بما قسمه الله لهما رافضا صابر ان يتزوج عليها رغم ما به من فتوة
الرجال ووسامة الشباب*
الليله حالكة السواد وصابرلايتاخر كعادته عن نداء ربه يخرج من منزله متأملا منازل القريه ومسليا
نفسه ذلك خليل الرجل المرابى الذى اعطاه الله المال والولد فتاجر بماله بالربا وذلك عاشور الجزار صديقه الذى يحبه ويتمنى له الخير دائما وزوجته سعاد التى طالما ما نغصت عليه حياته بكثرة
مشاجراتها مع جيرانها لأتفه الاسباب وذلك هو منزل المهندس محمود وزوجته الطبيبه داليا بارك الله فيهما فهما دائمين الزياره لهما وذلك منزل ذبيده تلك المرأه التى كانت تحبه منذ الصغر وكان يحبها
ولكن ابوها زوجها الى ذلك الثرى العربى وهى رضيت وسافرت معه وعاشت هناك فى ذلك البلد العربى ولكنها رجعت منذ ايام قليله الى القريه واشترت منزلا فى اخر القرية كلها لتعيش فيه بمفردها
وتركت زوجها ولكنها لم تطلق *
افاق الشيخ صابرمن تأملاته على صوت تواشيح الفجر قد بدأت فدخل واعاد الوضوء وفعل ما يفعله كل يوم من قراءة الاجزاء ما تيسر منها ثم صلى وخرج من المسجد* وفى اثناء رجوعه شاهد لصا
يتسلق حديقة منزل ذبيده فهرول مسرعا ناحية منزلها وتسلق وراء اللص السور وانقض عليه داخل
الحديقه واراد انيمسك به ولكن اللص هرب وفى وسط هذه الاحداث استيقظت ذبيده على الصوت
فهرولت الى الحديقه فوجدت صابر وقد دفعه اللص فأتجهت ناحية صابر وقالت فى دهشه تملؤها السعادة صابر !! ماذا بك هل بك شىء قال لا الحمد لله وحكى لها ما حدث *
كان صابر يحكى و ذبيده تتأمل ملامحه وتتذكر ما كان بينهما من حب وهوى وكان هو يهرب من
نظرات عينيها حتى استأذن مسرعا الى باب الحديقه مستغفرا ربه*
رجع صابر الى بيته وكان فى انتظاره كعادتها امينه مبتسمة الوجه فرحة بقدومه
لم ينم صابر فى هذه الليله وتذكر ذبيده وحوارها معه ونظرات عينيها وهام فترة ولكنه فاق واستعاذ
بالله ونظر الى زوجته النائمه بجواره وهو يقول يا الله ابعدك انظر لأحد اه لو كان بيننا ولد لكانت ازدادت المحبه بيننا ولكنها ارادة الله وتذكر كم دعا الله بالولد حتى خجل من كثرة دعاءه فنام*
استيقظ صابر من نومه وباشر ما عنده من اعمال زراعيه وامينه معه رغم ما تشعر به من ارهاق
حتى جاء الليل واستعد صابرلكى يذهب الى المسجد ولكن امينه ارادت ان تمنعه من الخروج وقالت
له ان الظلام حالك الليله وهى مرهقه وتحس بتعب فيداعبها صابر كعادته اتقى الله ياشيخه*
خرج صابر وفى اثناء سيره وجد ذبيده تقف على باب حديقتها وتهمس له قائلة صابر صابر
تعالى بسرعه فيقترب منها صابر وهو يقول خيرا ذبيده هل من شىء فتجيب ذبيده كأن اللص قد رجع
مره ثانيه فهو يتحرك داخل المنزل فاسرعت الى الحديقه لأستنجد بأى انسان والحمد لله انى وجدتك
انت ياصابر انا خائفه* هدأ صابر من روعها ثم اسرع الى داخل المنزل يفتحه وذبيده وراءه
وبدأ فى البحث داخل الحجرات حتى خرج الى الصاله فوجد ذبيده وقد سدت الباب بجسدها متجهة اليه
تنظر اليه بشهوة امرأة قد حرمتها السنوات ولهفة الانثى المشتاقه الى الذكريات* نظر صابر حوله فوجد الطعام على المائدة والشموع مضيئه ونظراتها تحاصره وتتأمله وترجع فى قلبه قصة الهوى
وذبيده تقترب منه وتذكره بما كان بينهما وانها اعدت كل هذا له وبدأت تظهر ما بها ومن مفاتن جسدها وقد امسكت بكتفيه واقترب منها صابر وهى تقترب ونظراتها تعانقه فرجع الى الخلف
وهى تقترب حتى التقيا فاستند بيده على المنضده فلمست انامله الشمعه فأنتفض صابر باعدا دافعا
ذبيده قائلا ياالله ياالله ثم يهرول الى باب المنزل فتجرى ذبيده وراءه راكعه على ركبتيها ممسكه
برجله فينهرها صابر قائلا اتقى الله اذا كان هذا هو لهب الشمعه فما بالك بلهب النار وفتح الباب وخرج مسرعا الى باب الحديقه فسمع صوت اذان الفجر فذهب الى المسجد وصلى*
خرج صابر من المسجد مستغفرا ربه متجها الى بيته فوج امينه بانتظاره لا تستطيع ان تتحدث والدموع تملأ عينيها والكلمات تتعثر فى فمها يجرى نحوها صابر يسألها ماذا بك ماذا بك امينه امينه
امينه *تنظر اليه امينه وبدأت تستجمع قواها وتخبره بنبرات متحشرجه انه بعد ان ذهب الى المسجد
احست بألم فى بطنها لم تتحمله فاسرعت الى الطبيبه داليا جارتهم فكشفت عليها وبشرتها انها حامل
نعم ياشيخ صابر انا حامل فى ماتتمناه بعد تعب وشقاء السنين سيأتى الولد ياشيخ صابر
هنا يرفع صابر يديه الى السماء والدمع بلل عينيه قائلا(اللهم غفرانك )
انتهت
المفضلات