وقفة أمام الموت -عَبرة ٌ وعِبرة-
وقفة أمام الموت -عَبرة ٌ وعِبرة-
الحمد لله الذي علا في دنوه و دنا في علوه ,لا يبلى جديده,ولا يحصى عديده ,ولا تُبلغ حدوده , تواضع كل شئ لعظمته , وذل كل شئ لسلطانه , كتب ربناعلى الدينا الفناء , وكتب على الآخرة البقاء , فلا بقاء لما كتب عليه ربنا الفناء , ولا فناء لما كتب عليه ربنا البقاء , فـــطــوبــــى لــمــن أخذ من فناءه الذي لا يبقى بقائه الذي لا يفنى .
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله الذي لو سلم أحد من الموت لكان هــو الســالــم , ولوكان الخــلــود في الدنيا منقبة لما أحراه بأن يكون هـــو الدائم.
أخواني / أخواتي في الله
ها هنا قد رأيت المواضيع الجمة التي تتحدث عن حياتنا وتعاملتنا اليومية وكأننا مخلدين على هذه الدنيا الدنية , ربما شغلتنا بهمومها وملذاتها ولهوها وصدتنا عن التذكُّر و التدبر فيما نحن حلقنا من أجله ألا وهو عبادة الله– سبحانه وتعالى – الذي لا تنفعه عبادتنا وطاعتنا له , ولا تضره معصيتنا وانصرافنا عنه , لكن الله- سبحانه وتعالى- احتفظ بغيبته وهويته فلا تبلغه الأوهام , ولا تحيط به العقول ولا الأفهام لعلة لا يعلمها إلا هــــــو .
هذا اول موضوع أكتبه وأول مشاركة غير مضطر الي كتابتها بعد وفاة أخي –رحمه الله إياه وجميع المسلمين-
لا أ ُ كثر عليك بالمقدمات التي تفقد الموضوع فحواه وأهميته .
أردت ان اذكر نفسي وإياكم بـهـادم اللذات ومفرق الجماعات – الموت- . كما قال الرسول الحبيب – عليه صلوات ربي وتسليمه- " اذكروا هادم اللذات "
فعجباً للموت , ذلكم الحوض المورود كل حي سيرده بلاريب كارهاً أو مطيعاً
* الموت حوض لا محالة دونه مر مذاقته كريه مشربه
عجباً لأبي يحي – الموت- , ذلكم الكأس المشروب
كل حي سيتجرع منه شربةً غير سائغة ولا هنية
* الموت كأس على كل الورى جاري وليس يبقى بلا موت سوى الباري
عجبا ً لمخرب الدور ومعمر القبور – الموت-
*الموت باب وكل الناس داخله فليت شعري بعد الباب ما الدارُ؟
لوكنت اعلم من يدري فيخبرني أجــنـة الخلد ماوانا أم النارُ؟
عجباً للموت بأس اسم تسمى ..وبأي كنية تكنّى .. وبأي لقب تلقّب ,فكل الطرق تؤدي إليه , سريعها وبطئيها , برها وبحرها وجوّها .
* سبيل الموت غاية كل حي فداعيه لأهل الأرض داعي
وأعجب منا – بني آدم , كأننا نستبطئه إذا تأخر كأننا استعدتنا لهـــو
ولكن
لا يأتي وقتما استعدتنا لهــــو
فهو يأتي بغتة !!
فنعاود على فعل ما تبنا عنه !!
ولكن هل الموت ينتظرنا ان نكون كالصحائف البيضاء ثم يأتي ؟!!!
كلا وألف لا!
ماذا تنتظر لتتوب توبة نصوحة لا رجعة عنها !!
اخي / اختي في الله!
ألا أسرع الدقائق في الساعات !
وما أسرع الساعات في الأيام!
وما أسرع الأيام في الشهور!
وما أسرع الشهور في السنين!
ولــكـــن
ما أسرع السنين في العمر!!!
إني اذكر نفسي وإياكم ,فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
وها هي ذي أياينا ما برحت معفرة بالتراب , تهيله كل يوم على أصحاب وأحباب لو استطنعا لفديناهم دون الموت بالنفس والنفيس , ولكنه الموت الذي لا يقبل عوضاً .
* لو أن الموت يقبل فدية لفديناه اموالاً كــراماً وأنفسا
والموت لا يسلم منه ملك نافذ الأمر , ولا فقير خامل الذكر !
ولا رئيس دولة !!!!!!
ولا زعيم مؤسسة !
ولا وزير ولا غفير !
لكنه
الموت !
الموت!
الموت!
* لايرضيه بذل فدى ولا يصيخ إلى عذل ولا فند
ولا يرق لذي ضعف وذي خور ولا بحاذر بطش الفارس النجد
يأتي الملوك ملوك الأرض مقتحماً ويخرج الشبل من عريسة الأسد
أجل إنه الــــــــمــــــوت
الذي لا تتقدم حياتنا ولا تستأخر حياتنا اذا جاء ,
بل هي أنفاس معدودة لا تزيد ولا تنقص .
كما قال المولى –سبحانه وتعالى :-
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَسَاعَةًوَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } الأعراف34
لا أقول لكم هل اتهيأنا لهذا اليوم!!!
ولكن هل تفكر في هذا اليوم ؟!!
هل تذكرت انه سيأتي لا محال من ودنه!!
ومامنا ليست قيامته إلا عند موته !!
{وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُالسَّاعَةِإِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُإِنَّاللّهَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } النحل77
أخوتي في الله
اقسم بالله العلي العظيم الذي تهتز السموات والأرض لعزته – سبحانك ربي إني كنت من الظالمين-
ان اخي كان بين يدي قبيل دقائق معدودات من وفاته !!
ولكن ها هي إدارة الله– سبحانه وتعالى – قضت أمراً كان مفعولاً
إن لله وإنا إليه راجعون
ربما أخذت تدور رأسي وتلف بها الوساوس وتركت رأسي للشيطان يجول فيها ويلهو فيها
الى إنني اصبحت لا يأثر في شيطان فأصحبته شيطان نفسي !!!
ربما اكون شعرت بالتقصير نحوه !!!
فكان يان علي ضميري
لكني اتذكر إنني لم أر منه سئيا قط
ولكن شعرت بأنني لم أقدر تلك النعمة التي كانت بين يدي نهارا مساءا
هي وجود اخي- رحمه الله- بجواري
ها نحن لا نشعر بقيمة النعمة الا عند زوالها !
إنني اسرفت في أنانيتي لوجودي اخي بكاءا وأنينا لفراقه
الى ان قالت احدى مدرساتي – أ/ زينب-
انك كنت تريده لتستمتع به لنفسك !!
عذرا!!
انك اناني !!
وبالفعل هي عندها حق!
فهو – رحمه الله- في دار الحق
ونحن في دار الباطل
هو في مقر الحصاد
ونحن في مقر الزرع
هو بين أيدي الله– سبحانه وتعالى –
ها نحن بين ايدي اللهأيضا ولكن تسيرنا بشر تبعاً لأهوائهم ومصالحهم من أناس أخر
الحمد لله على كل شئ
واذكر نفسي وإياكم بقول الله– سبحانه وتعالى -:
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
ربما ذكرت تلك الآية للجهاد
ولكن قول الله سبحانه وتعالى لكثير المواقف
أو
ربما أخطأت في الإستشهاد بتلك الآية
اعذروني اذا اخطأت تفسيرها لذلك الموقف !!
واعلموني بزلتي خير من إخفاءها عليّ
ولو فضل اللهعليّ أنه قرب من اشخاص لولا بصيص الأمل الذي دفعوني به ما صرت على بقعلي وأنعم بالحياة
لا اطيل عليكم بذكرهم ولكن إذا أردتم معرفتهم فسوف أذكرهم في مشاركة اخرى .
أتأسف لكم عن خروجي عن الموضوع لبرهات , ولكن أردت أن أذكر لكم موقف الموت مع أقرب الناس لي أخي د. يحي بن علي – رحمه اللههو ومن شهد لله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة ومات على ذلك-
وأنا هنا بصدده اكتب هذا الموضوع تذكرة وذكرى لي ولكم .
ربما لم أتب توبة نصوحة ولكن قلت أخطائي .!!
وأدعو ربي أن يصلح حالي وحالكم وحال امتنا المنكوبة.
اللهم اصلح أمورنا وأمور المسلمين آجمعين والهم نفوسنا تقواها وزكرها فأنت خير من زكاها "
لقد تحدثنا عن الموت ...
زلكن الموت لا يكفيه آلاف الموضوعات التي تردعنا وتذكرنا بالموت
حسبكم يا اخوتي في الله!
إن الموت هين !
أجل هين!
هين مما بعده!
* هو الموت لا منجى من الموت والذي نحاذر الموت أنكى وأفظع
فبعده ظلام القبور وهول النشور
· ومن بعد ذا حشر ونشر وموقف ويوم به يكسى المذلة مذنب
واذكركم بما قاله أمير المؤمنين – عمر بن عبد العزيز-
فيما يفعل الموت بالناس .
عمر بن عبدالعزيز- رضي اللهعنه- الخليفة الزاهد صلى العيد بالناس وخرج- رضي اللهعنه- فلما مر بالمقبرة وقف يبكي بكاءً طويلاً ..ثم قال:يا أيـــــــها الناس هذه قبور أجدادي وآبائي وإخواني وجيراني،أتدرون ما فعل بهم الموت؟. ثم بكى .فقال الناس: ماذا فعل يا أمير المؤمنين ؟؟ماذا تتوقعين بأنه فعل؟؟؟ها..أجيبي؟؟
قال عمر : يقـــول المــــــوت: إنني فقأت الحدقتين، وأكلت العينين وفصلت الكفين عن الساعدين والساعدين من العضدين والعضدين من الكتفين والقدمين من الساقين والساقين من الركبتين..وفصلت كل شيء على حده؟!! ثم بكى عمر وبكى الناس جميعاً .
هكذا كان الزاهد العابد أمير المؤمنين- عمر بن عبد العزيز- (رضي اللهعنه)
فهل الموت أهون أم ما بعده؟!
ها؟؟
أخبروني بإجابتكم ؟!!
فأنا منتظرها
..
..
ولكن تذكرواا
ان بعد الموت يوم ليس كمثله يوم
تالله بعده يوم عسير ,شره مستطير , فيه تتعالى صيحات الويل والثبور من أصحاب الغواية والفجور , ولو ذلك لصار الموت مطلب لك إنسان إذا ضاق عليه به المقام في دار الشقاء والهوان
وكما قال أمير المؤمنين – علي بن أبي طالب – رضى اللهعنه-
*لو أنا إذا متنا تركنا لــكان الموت راحة كل حي
ولـــكــنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شئ
ها هنا قد أفرغت من موضوعي
ولـــكــــــــــــــن
الحديث يـــطـــــــول فــيـــــمابيننا مدام في العمر بقية يا اخواني/ اخواتي في الله
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنرَّحْمَةِاللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
صدق الله العظيم
*إلـهـي لا تعذبني فإنـــي ُمـقـر باــلـذي قد كان مـنّي
فـمالـي حيـلة إلاّ رجائــي لعفــوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في البـراي وأنت عليّ ذو فضل ومــنّ
إذا فـكّرت في قدمي عليها عضضت أناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيرا وإنّـي لشرّ النّاس إن لم تعف عنّـي
نسأل اللهان يجعل الجنة مثوانا مثواكم ومثوى المسلمين آجميعن
اللهم آمــــــــــــــــــــيـــــــــــــن
بعزتك وجلالك يا أرحم الراحيمن
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
في رعاية الله
أعده وكتبه لكم
Messenger of Peace
معاذ بن علي آل جاد الحق
تم بحمد الله
20/12/2009
رد مع اقتباس
المفضلات