بعد رحيل ام كلثوم و فى احتفال اقيم لتأبينها ..
القى رامى هذه الابيات فى رثاء ام كلثوم
فى السابع من شهر يوليو عام 1975
ما جال فى خاطرى انى سارثيها
بعد الذى صغت من اشجى اغانيها
قد كنت اسمعها تشدو فتطربنى
و اليوم اسمعنى ابكى و ابكيها
صحبتها من ضحى عمرى و عشت لها
اوف شهد المعانى ثم اهديها
سلافة من جنى فكرى و عاطفتى
تديرها حول ارواح تناجيها
لحن يدب الى الاسماع يبهرها
بما حوى من جمال فى تغنيها
و منطقا ساحرا تسرى هواتفه
الى قلوب محبيها فتسبيها
و بى من الشجو من تغريد ملهمتى
ما قد نسيت به الدنيا و ما فيها
وما ظننت و احلامى تسامرنى
انى ساسهر فى ذكرى لياليها
يا درة الفن يا ابهى لألئه
سبحان ربى بديع الكون باريها
مهما اراد بيانى ان يصورها
لا يستطيع لها وصفا و تشبيها
فريدة من عطاياه يجود بها
على براياه ترويحا و ترفيها
و آية من لدنه لا يمن بها
الا على نادر من مستحقيها
صوت بعيد المدى ريا مناهله
له من النبرات الغر صافيها
و آهة من صميم القلب ترسلها
الى جراح ذوى الشكوى فتشفيها
و فطنة لمعانى ما تردده
بترنيمها اسرار خافيها
تشدو فتسمع نجوى روح قائلها
و تستبين جمال اللحن من فيها
كأنما جمعت ابداع ناظمها
شعرا وواضعها لحنا لشاديها
يا بنت مصر و يا رمز الوفاء لها
قدمت اغلى الذى يهدى لواديها
كنت الانيس لها ايام بهجتها
و كنت أصدق باك فى مآسيها
آخذت منذ الصبا تطوفين شقتها
و تبعثين الشجا فى روح اهليها
حتى رفعت على ارجائها علما
يرف باسمك فى اعلى روابيها
و حين احدق بالارض التى نشرت
عليك افيائها شر يعنيها
اهبت بالشعب ان يسعى فى مودتها
بالمال و الجهد احياء لماضيها
و طفت بالعرب تبغين النصير لها
و المستعان على اقصاه عاديها
حتى اذا صدقت فى العون همتهم
و جائها النصر و انجابت غواشيها
عاد الصفا لها و ارتاحت خواطرها
بعد القضاء على ما كان يضنيها
و اقبل الغرب يسعى فى مودتها
لما رأى من طموح فى آمانيها
يا من أسيتم عليها بعد غيبتها
لا تجزعوا فلها ذكر سيبقيها
و كيف ننسى و هذا صوتها غرد
يرن فى مسامع الدنيا و يشجيها
اضفى الهى عليها ظل رحمته
و ظل من منهل الرضوان يسقيها
تبلى العظام و تبقى الروح خالدة
حتى ترد اليها يوم تحييها
المفضلات