لقد حث الشارع الكريم على حسن الخلق ، وأن أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق ، فيجب على الزوج أن يكون مقتدياً بنبيه صلى الله عليه وسلم في حسن المعاشرة وحسن الخلق مع أهله في بيته ومع الناس عامة ، فمن الأزواج إذا كان مع أصدقائه وأصحابه وزملائه تراه مبتسماً مبتهجاً ، فالابتسامة قد لا تفارق محياه ، وتجده يمازح هذا ويضحك مع ذاك ، وإذا عاد إلى بيته انقلب وحشاً كاسراً ، يدخل والعبوس يكسو وجهه ، فلا ضحك ولا ابتسامة ، بل يكشر عن أنيابه في كل صغيرة وكبيرة ، وكل ذلك من وساوس الشيطان حتى يفرق بينه وبين زوجته والحكيم المنصف الذي يعرف عدوه يحاربه ويقف له بالمرصاد ولا يحقق له مراده ، فالمرأة غسالة منظفة لثيابك ، طباخة لطعامك ، مربية لأبنائك ، تكد في بيتها وتتعب من أجل أن توفر لزوجها وشريك حياتها كل سبل الراحة والاطمئنان ، فهي تسعى جاهدة لذلك ، فلا أقل أيها الزوج من أن تجد منك روحاً مرحة ، ومزاجاً صافياً ، وابتسامة عريضة وكلمة طيبة ، تزيل همومها ، وتقضي على تعبها ، حتى تقوم الأسرة على أساس من المحبة والإيثار ، فيقوى بنيانها ، وتزيد أواصرها ، هذا هو المطلوب من الزوج العاقل الذي يزن الأمور بميزانها ، والذي يقدر للأمور قدرها ، حتى تسير سفينة الحياة بكل يسر وسهولة ، فيفتدي بعضها بعضاً ، ويؤثر بعضهم بعضاً .
أيها الزوج اتق الله عز وجل في زوجتك وعاملها كما تحب أن يعاملك الآخرون ، وإياك والظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وستجد ذلك عند الله تعالى في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ، فكن نعم الزوج لزوجتك ، فإن كرهت منها خلقاً ، حتماً سترضى بخلق آخر ، فلا يوجد إنسان كامل ، وكونك تريد أن تكون راضياً عنها كل الرضا ، أعتقد أن ذلك لا يمكن ، لأن رضا الناس غاية لا تدرك ، ولكن حاول بالحسنى تعديل ما لديها من أخطاء ، وإن طال الوقت والزمان ، واحذر من العدو اللدود ، عدو البشرية إبليس وحزبه من شياطين الإنس والجن ، وإن جاءك فاسق بنبأ فتبين قبل أن تتخذ أي قرار .
واعلم أيها الزوج أنك أيضاً ناقص في كل شيء فلا تطلب الكمال من زوجتك ، وأنت لست بكامل ، بل ربما فيك من الأخلاق السيئة ، والمعاملة الخاطئة ، والتربية المذمومة ما يدعوها لطلب الفراق ، لكنها صابرة محتسبة ، فانظر لنفسك قبل نظرك لغيرك ، وأنت الحكم .