*فى انتظار الساعه العاشره· - من الصعب وصف الغيره الهوجاء التى تعصف بالدكتوره كريمه ، كما يصعب-من جانب أخر- وصف الهدوء الذى يقابل به محمود هذه الغيره ، إذ أنه يتمتع بكم هائل من برود الأعصاب واللا مبالاه ،فيرى فيما تفعله زوجته أمرا طبيعيا ،فمن غباوه الرجل -فى نظره- أن يعتبر أن هناك فرق بين الزواج وبين الحادث المؤسف....· ولا ينبغى تبرئه محمود تماما مما تنسبه إليه زوجته،لكن من العسير أن يصدق إنسان أن محمود يغازل جميع صديقاتها فى وقت واحد، حتى انتهى الأمر بكريمه إلى أنها لم يبقى لهامن الصديقات سوى صديقه واحده وحيده هى مرفت ، وهى فتاه فاتها قطار الزواج منذ وقت طويل ، ويطلق عليها محمود إسم (ميرفس) لشده الشبه بينها وبين بعض الحيوانات التى ترفس ،......· وعندما تبرع محمود بجانب من وقته ليعمل مستشارا قانونيا فى إحدى الجمعيات الخيريه، اتهمته كريمه بأنه لم يفعل ذلك حبا فى الخير ، بل حبا فى مدام رشيده أجمل الأعضاء، وترك محمود الجمعيه ، لكن مدام رشيده بقيت تهمه معلقه فوق رأسه...ثم تنوعت أسماء السيدات اللاتى أصبحن تهما تتطارد محمود واحده بعد أخرى ابتداء من إحدى موكلاته ، ومرورا بزينات وليلى وأمينه وعين الحياه أعضاء النادى ، وانتهاء بالفنانه شكريه....وما إن اقترب موعد سفر كريمه غلى مؤتمر طب الأطفال اختفت مشكله شكريه وظهرت مشكله دريه!!وعندما واجهت كريمه (محمود) باسم دريه لأول مره ، قال لها بهدوئه المعهود إنه لا يعرف امرأة بهذا الأسم ، واستمر يقلب صفحات الجريده بين يديه...-دريه كانت خطيبتك؟- خطيبتى أنا!!- اترك هذه الجريده ولا تتصنع البلاهه- لم أعرف فتاه أسمها دريه- إنها الآن سيده.- حسنا....لم أعرف امرأه أسمها الليدى دريه- انا لا امزح- ولا انا- ألم تحبها ذات يوم؟- لا أتذكر- لا تتذكر فتاه طلبت يدها! نسيت دريه قدرى؟- اسمها دريه قدرى؟- كم يقتلنى أنك كاذب ولعوب وتتقن تصنع البراءه- لا يوجد رجل كاملبهذا الاسلوب من اللامبالاه ، واجه محمود التهمه ، وكالعاده ارتاح إلى هذا الأتهام الجديد ، فإن الاحتداد الساخن الذى تبديه كريمه يتحول إلى صلح قصير تتحول فيه إلى حبيبه رقيقه دافئه العواطف ، كأنما تحاول من جانبها استعادته من المرأه التى تتهمه بأنه يحبها..-لماذا تنقصك الشجاعه يا محمود؟- هناك رجال لا يملكن الشجاعه أمام الكوارث.- تعتبرنى كارثه؟!!- أراك تحسنين استعمال ذكائك- لا تثرنى أرجوك- حبيبتى....أريد أن أنام- ليس قبل أن تحدثنى عن دريه..هل تود أن أذكرك بها؟!- ذكرينى.-الفتاه التى تشبه كلوديا كاردينالى- كلويا من؟!- الان استطيع أن افسر أعجابك الدائم بنجمه السينما الأيطاليه لأنها تشبه دريه طبعا- لابد ان اكون مغفلا حينما أفسخ خطبتى من فتاه فى جمال كلوديا كاردينالىتأزم الموقف ، فقد بكت كريمه ، لأنه لايزال يصر على امتداح جمال خطيبته السابقه ، وتركها محمود تبكى، غير انه قبل أن يتثاؤب تثاؤب الرغبه ف النوم ، أكد لها فى هدوء أنه لم يعرف فى حياته فتاه أسمها دريه كاردينالى.-دريه قدرى- دريه قدرى..لا تغضبى..تصبحين على خير

كانت السياره تقترب من المطار عندما ألقى محمود نظره ع الساعه أمامه ، بعد 90 دقيقه سيصبح حرا..ستحلق الطائره بكريمه إلى طب مؤتمر الاطفال فى ستكهولوم..من محاسن الصدف أن ستكهولوم هذه بعيده جدا فى الدور العلوى من الكرة الارضيه ..ستغيب كريمه اسبوع والولد الصغير ستتكلف به جدته ..ما ؟أروع هذه الاجازه يا محمود!وكم هى ساذجه كريمه هذه .لقد اتهمته ظلما بأنه يعرف رشيده وزينات وفافى وأمينه، ولكنها لم تستطع أن تتوصل غلى أسم من يعرفهن فعلا كجلوريا عارضه الأزياء، وتاتو، وشوشيت..شوشيت!سوف يلتقى بها الليله فى مطعم دوشس الشاعرى ، هناك ع الطرف الصحراوى من حافه المدينه، فهو رتب كل شئ حتى لا تضيع منه دقيقه واحده من أيام الحريه الجميله..لقد سألته شوشيت عن الفستان الذى يحب أن يراها به. كل الفساتين جميله عليكى شوشيت..-ما رأيك أن ألبس الفستان الموسلين الكحلى يا محمود؟- فعلا هذا الفستان....فجأه قطع خواطره صوت الدكتوره كريمه:-اعتن بنفسك يا محمودوهز محمود رأسه :..لا تخشى شيئا ..سأعتنى بنفسى كثيرا.-سيتولى عم حسنين إعداد مائده الغداء كما سيجهز لك وجبه العشاء على المائده قبل أن ينصرف..ولقد ملأت لك الثلاجتين الكبيره والصغيره بزجاجات عصير البرتقال..عصرته لك بنفسى..اعرف أنك تفضل شربه ف المساء..- أشكرككانت كريمه أقتربت من باب صاله المغادره وحانت لحظه الوداع . أمسك محمود بيدها ولثمها ثم عانقها وقد بدا على وجهه تأثر عظيم.وضغطت على يده باسمه تقول فى نبره بين الجد والمزاح:..-هل ستحاول خيانتى؟!!- سأحاول ألا أفعل ذلك- كن جادا.أراك غير متأثر لفراقى- بل متأثرا جدا..ألا ترين وجهى؟- يا حبيبى لم أكن أريد السفر. أنت بدونى طفل خائب- أعرف هذا.وابتعدت عنه ، وظل يلوح لها بيديه حتى أختفت.

وقف محمود يرتدى ملابسه ف المساء تراوده غبطه خفيفه أقرب إلى مشاعر الولد المراهق . وسعد كثيرا وهذه المشاعر تدغدغ كيانه . أطلق صفيرا مرحا وهو ينظر إلى ساعته . لابد أن شوشيت انتهت الآن من لبسها وزينتها .فأدار قرص التليفون.-مدام شوشيت مريضه يا سيدى.- ماذا تقولين؟!- حراراتها تقترب من الأربعين ، وقال الطبيب أنها أنفلوانزا حاده ، وهى نائمه الآن يا سيدى.ما هذه المهزله؟ هل هذا وقت أنفلونزا يا عالم؟ إن أيام الحريه المعدوده لا ينبغى أن تضيع منها ثانيه..والآن أين سأذهب هذه الليله، جلوريا فى رحله عرض أزياء بالخارج، وتاتو ف البحر الأحمر وستعود غدا!!-مدام زازا موجوده؟؟- المدام ف المشفى يا فندم- خيرا، ماذا حدث؟- أصابها انهيار شديد ،لأن والدها البقيه فى حياتك- حياتك الباقيهللأسف. هناك رجال يموتون ف الوقت الغير مناسب!!وضع محمود سماعه التليفون وقد أصاب بخيبه أمل..وفى خطى متثاقله اتجه نحو المطبخ وصب لنفسه كوبا من عصير البرتقال ،ومضى شارد الذهن نحو غرفه النوم..تمدد ع الفراش فى ملل ، ووقعت عيناه على أوراق مطويه بجانب منضده الزينه..لابد أنها سقطت من كريمه، التقط الأوراق وفرد الورقه الأولى أنها نشره طبيه عن دواء جديد، والورقه الثانيه إيصال إستلام، والورقه الثالثه من دفتر روشتات كريمه ومكتوب فيها بخط يدها:..دريه قدرى خطيبه محمود السابقه ، وتعيش بمفردها بعد إنفصالها عن زوجها بالطلاق.قالت لى سعاد:أن دريه جميله جدا جدا.ف ال32 من عمرها، فارعه القوام، خمريه البشره، خضراء العينين، قالت لى سعاد:..أن تقاطيعها تشبه تقاطيع كلوديا كاردينالى على اجمل.من تكون سعاد هذه؟ لا يهم الآن .فى ركن الورقه كتبت كريمه رقم تليفون، هل هو رقم دريه؟!!ولم يستطع محمود أن يقاوم .مد يده إلى قرص الهاتف. وجاءه صوت دافئ خفيف :..-آلو.- مساء الخير يا فندم- مساء الخير- هل هذا منزل مدام دريه قدرى- أنا دريه قدرىوقدم إليها محمود نفسه.قال لها ضاحكا إنها تتسبب له فى مشكله عائليه، إذ تتصور زوجتهانها كانت مخطوبه له قبل زواجه منها،وضحكت دريه ثم قالت:انها فعلا كانت مخطوبه لشاب اسمه محمود عزت.-انا؟؟؟وضحكت دريه...الصراحه أنت أكثر وسامه من محمود غزت الذى كان خطيبى.-هل رأيتنى؟!
- مرة واحده فى حفل استقبال..أشاروا إليك وقالوا لى هذا هو محمود غزت الذى يحمل اسم خطيبك السابق، فقلت لهم:..لا...هذا أفضل كثيرا من محمود...

-أترين هذا؟!!
-مؤكد


كانت هذه الكلمات الرقيقه من جانبها كفيله بأن تسعد محمود كثيرا...وتعوضه عن هذه الليله الرائعه..وأستأذنها فى أن يتصل بها ف اليوم التالى فرحبت.
ووضع السماعه وهو مأخوذ بهذه المفاجأه السعيده التى لم يكن يتوقعها..دريه قدرى أبدت إعجابها به،

دريه قدرى التى تشبه معبودته كلوديا كاردينالى على أجمل ، ما هذه المفاجأه الخرافيه؟!!

وأحس محمود بخدر لذيذ يسرى فى كيانه، فخلع ملابسه ونام فى احلام سعيده!!1


وف اليوم التالى اتصل بها من مكتبه،وكان واضح انها فى عجله من أمرها، فرجته أن يتصل بها ف ال10 ليلا، لأنها مشغوله..
وبعد حديث قصير عادت تؤكد أنها ف انتظار تليفونه...

وأسرع محمود إلى البيت وهو ف انتظار الساعه ال10

وقال لها انه طول حياته لم ينتظر الساعه العاشره بهذا الشوق..

ربما ضايقه قليلا انها كانت على شئ من التحفظ وأقل انطلافا من الأمس،


ولكن ما لبث ضيقه أن يتبدد عندما سألته ماذا يحتسى؟؟؟
فقال لها انه يشرب عصير البرتقال أظهرت ارتياحا وقالت:..

إنها لا تحب صداقه الرجل الذى يشرب الخمر









صداقه!!!هذه بشرى رائعه...

ف الليله الرابعه نسى محمود تماما أمر شوشيت وجلوريا وزازا وأيه أمرأه ف الدنيا، فقد وعدته دريه باللقاء ف اول فرصه تسنح لها ..ربما غدا..ربما بعد غد...فإنها تعانى بعض الظروف المعاكسه وسوف تحدثه عنها بالتفصيل بعد اللقاء...


- هل أحضرت كأسك؟؟

- عصير البرتقال بجوارى

-وفى يدى عصير الليمون.....فلنشرب نخب صداقتنا الجديده

وف الليله الخامسه همست له على استحياء بأول أعتراف له بحبه!!!

واكتشف محمود ان هذه السيده كـأنما تطهره من خطاياه...أصبحت كلماتها وهمساتها كل ليله خدر يسرى ف جسده وتسلمه لنوم سعيد زاخر بالأحلام....



----------------------------------------------












عندما عادت كريمه أبلغتها صديقتها ميرفت أنها قامت


بدور دريه قدرى على خير قيام، وأن محمود لم يسهر

ف الخارج ليله واحده، وكان يأوى إلى فراشه مبكرا


بفعل الماده المنومه التى وضعتها كريمه ف عصير
البرتقال!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!