بقلم الشيخ الأسير
أبي الفضل عمر الحدوشي
- فرج الله عنه بمنِّه -


الحمد لله قاهر الجبابرة، ومذل الفراعنة في كل زمان ومكان، وقاصم ظهر الطواغيت الأكاسرة، وصلى الله على محمد الضحاك القتال، الذي بعث بالسيف بين يدي الساعة وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد : فمما يثمر حلاوة الإيمان، ويدفع الغربة عن أهل الإسلام، النظر في سير الأئمة المجاهدين الأعلام، أمثال شيخ المجاهدين، ومعلم الدعاة والمصلحين، وقائد الشجعان والأبطال والمجاهدين، الإمام العلَم البطل المقدام الشجاع عبد الله عزام، ولد في قرية تقع في الشمال الأوسط من فلسطين ﺇسمها (سيلة) الحارثية في لواء جنين (1941م) في حي ﺇسمه حارة الشواهنة، وﺇسم والده يوسف مصطفى عزام، توفي بعد سنة من ﺇستشهاد ﺇبنه المجاهد.

أما والدته فهي من عائلة أخرى لها صلة قرابة بآل عزام وﺇسمها زكية صالح حسين الأحمد. شب المجاهد وترعرع في أحضان والديه، وقد لوحظ نبوغه الفكري المبكر وشهد له بذلك أقرانه ومعلموه، تلقى علومه اﻹبتدائية والإعدادية في مدرسة القرية، وبدأ دراسته الثانوية في مدرسة جنين ولم يمكث فيها طويلاً؛ حيث ﺇلتحق بالمدرسة الزراعية الثانوية (خضورية) في مدينة طولكرم وحصل على شهادتها ﺑﺈمتياز عام 1959م، وكان- رحمه الله- قوي الإيمان منذ صغره ملازماً المسجد يتلو القرآن ويحافظ على حضور الدروس الدينية، على شيوخ كبار.

كان لا يضيع لحظة واحدة من وقت فراغه، بل وصل الأمر به- وذلك منذ نعومة أظفاره- أن يقوم الليل وهو في المرحلة المتوسطة، تقول أمه زكية صالح: (كنت أفيق في الليل فأدخل عليه وإذا به يصلي، فأقــول له: يا ولدي رفقاً بنفسك والزم فراشك واسترح. فيقول لي: وهل من راحة للنفوس والقلوب إلا بهذا؟ أي: بالعبادة. [ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ][2] وما كنت أراه إلا ملازماً للمسجد يحافظ على صلاة الجماعة ومدرساً وواعظاً يقرع آذان المصلين بالذكر والموعظة الحسنة)[3].

تم تعيينه مدرساً في قرية أدر بمنطقة الكرك جنوب الأردن وبقي فيها سنة واحدة، وفي أواخر عام 1960 م تم نقله إلى مدرسة برفين بالقرب من مدينة جنين، وفي عام 1966م نال شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جداً، هاجر إلى الأردن وفي عمان تعاقد مع وزارة المعارف بالسعودية لمدة سنة ورجع بعدها إلى الأردن[4].

ولما فكرت جماعة الإخوان في إقامة التدريبات العسكرية كان الشيخ أول من توجه إلى معسكر التدريب وذلك في عام 1968م [5] كل هذا لم يقف عائقاً أمام المسيرة العلمية للشيخ المجاهد، نال شهادة الماجستير في (أصول الفقه) عام 1969م من جامعة الأزهر بمصر، وفي عام 1973م نال درجة الدكتوراه في (أصول الفقه) وقد حصل عليها بمرتبة الشرف الأولى .

عاش أيامه في القاهرة في بؤس وشقاء حيث كانت المخابرات المصرية تلاحقه من مكان لآخر، وذلك بسبب إرساله برقية إلى الكلب المسعور (عدو الناصر) يُقَبِّح فيها ما صنعه بالأستاذ النابغة الأديب المفكر المجاهد سيد قطب وإخوانه من إعدام سَبَقَهُ ألوان ما بين تعذيب وتنكيل.

ومن أبرز الصفات الخُلُقية لشيخنا الهمام علم الجهاد عبد الله عزام:

العزة والإباء، والجرأة والشجاعة النادرة- ومقاله (الأسود الجائعة) خير شاهد على ما قلنا - والزهد والبعد عن الترف، تقول عنه زوجته الصالحة أم محمد: (كان لا يحب الدنيا ولا التمتع بها ولا يرضى إلا باليسير والشيء الضروري من المتاع فقط، كان قد طلق الدنيا ورماها خلف ظهره حتى الهدية سواء كانت ثمينة أم بسيطة فإنه كان يطلب مني أن أهديها لأنها شيء زائد وليس من الأساسيات [6] وكان معلماً من معالم الصبر والحلم والسماحة والبشاشة [7] ولم يكن يغضب لنفسه ولا أنه ينتصر لها، لم يكن ينتقد مخالفه نقداً عقيماً يكسر القلب، ويذل النفس، بل كان يلفت الأنظار إلى الأخطاء تلميحاً، وبكل لباقة وشفافية، يسلم بخطئه حين يخطئ، يقدم اقتراحات مهذبة، ويجعل الغلطة تبدو ميسورة التصحيح، (يجني العسل دون أن يحطم خلية النحل).

يشجع محدثه على الكلام عن نفسه [8] كما ترى ذلك جلياً في كتابه النفيس (عشاق الحور)، كتب [9] فيه وصايا عشاق الحور بنصها وفصها، (ولولا العظم ما طاب اللحم، ولولا النوى ما حلا التمر، ولولا القشر لم يوجد اللب).

كان حقاً من حراس دين الله في الأرض [10]، عاش الجهاد الأفغاني والفلسطيني بكل معانيه، وكان معروفاً بين إخوانه من المجاهدين: بالتقوى [11] والتواضع، والكرم، والجود، وقد شارك في كثير من العمليات العسكرية على أرض فلسطين نذكر منها:

أولاً: معركة المشروع أو: (الحزام الأخضر) وشملت هذه المعركة الغور الشمالي.

ثانياً: أشرف البطل المجاهد على معركة الخامس من حزيران عام 1970م واشترك فيها معه ستة من المجاهدين، تصدوا لدبابتين وكاسحة ألغام، وكان (دايان) وزير الدفاع اليهودي قد أرسل مراسلاً كندياً وآخر أمريكياً ليطوف بهم الحدود، ويريهم أن العمل الفدائي قد انتهى، وإذا بجند الله يخرجون لهم كالجن [12] المؤمن من باطن الأرض وانهالت عليهم بالقذائف وجرح الصحفيان واعترف اليهود باثني عشر قتيلاً من الجنود والضباط، ولكن قتلى الأعداء أكثر من هذا بكثير، وقد ﺇستشهد ثلاثة من الإخوان في هذه المعركة.

ثم حدثت قلاقل وفتن حالت دون مواصلة الشيخ جهاده ضد الأعداء، ومن ذلك ما حدث في أيلول عام 1970م حيث أغلقت الحدود.

ثم رحل إلى الجامعة الإسلامية بإسلام أباد حتى يكون ﻗﺮيباً من الجهاد الأفغاني وقادة الجهاد، وبدأ عمله بالجامعة الإسلامية بإسلام أباد وقلبه معلق بأﻓﻐﺎنستان (بشاور) يذهب إليها يوم الخميس والجمعة من كل أسبوع.

لقد أحب الشيخ الشعب الأفغاني لما رآه فيه من حب ووفاء وشجاعة (صفات تفتقدها معظم الشعوب)، إنه الشعب الذي وقف أعزل أمام أكبر قوة طاغوتية ملحدة في العالم تريد سلب إرادته ونهب خيراته وتحكيم الكفر بدلاً من الإيمان وشريعة الغاب بدلاً من شريعة الرحمان.

وقف الشيخ مع الشعب الأفغاني الذي ينازل الأعداء وجهاً لوجه، وقال كلمته المشهورة: (هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد هنا المحيا وهنا الممات)، من هذه اللحظة بدأ الشيخ جهاده ووضع أول كتبه عن الجهاد (آيات الرحمان في جهاد الأفغان)، وأحدث ضجة في جميع الأوساط وجعل مئات من الشباب العرب يذهبون إلى بيشاور ليشاهدوا كرامات الله سبحانه التي لا زالت تتنزل على جند الله في الميدان.

وأنشأ الشيخ (مكتب الخدمات) والذي من خلاله تُقَدَّم المساعدات لأكثر من ألف مجاهد أفغاني، وبدأ الجهاد ينتشر والمجاهدون حول القائد الحنون يستمعون نصائحه ويُنَفِّذُون أوامره، حتى حانت الفرصة لأول معركة في المواجهة مع العدو ودخل (الأنصار) مجموعة مسلمة في معركة جاور.

ذهب الشيخ عبد الله عزام و(أسامة بن لادن) إلى (ميرام شاه)، ونزلوا بيت المجاهد جلال الدين حقاني - الذي لم يرتد على عقبه كسياف، ورباني، وشاه مسعود - حيث كان الروس يشنون عليهم هجوماً عنيفاً.

وتمت مبايعة الشيخ عبد الله عزام على أن يكون أميراً للأنصار في القتال في هذه المعركة، وكانت التجربة الأولى التي يشتركون فيها، وكان دائماً يقول للشعب الأفغاني: (حياتكم حياتي وموتكم موتي يا معشر الأفغان).

ولقد تحمل كثيراً من المشاق والصعاب من أجل إعلاء كلمة الله، وكم دوى صوته في وسط الأنصار: (حي على الجهاد حي على نصرة الأفغان).

والرجل كان من طراز فريد رائع، كان مع المجاهدين متألقاً كالشمس في رائعة النهار، كان كالشمس لا تغرب مطلقاً، أو كان إذا غاب في جهة، طلع في جهة أخرى، فهو لا يزال طالعاً، كان دولة تمشي على الثرى، كان نجماً يعانق الثريا، كان موته خسارة لأفغانستان ومصيبة للقدس، كان- والله - تحفة للمجاهدين، كان مباركاً عظيماً للجهاد والمجاهدين، بل للحياة كلها، (إن العظائم كفؤها العظماء)، كان يحمل إيمان العباقرة علاة الهمة، وكانت المحن والبلايا والرزايا تتحول بين يديه إلى منح، والكوارث إلى ربيع.

والشيخ كان مستهدفاً من كل قوى الشر ولم تنم أعين الجبناء حتى نفذوا مخططهم الدنِئ ومؤامرتهم الخسيسة، فجاء غدر الأنذال وﺇستشهاد الأبطال.

توجه الشيخ كعادته إلى لاهور وذلك لحضور مؤتمر الجماعة الإسلامية، وهناك ألقى كلمة في الندوة العالمية لقادة الحركات الأسلامية حملهم فيها أمانة الجهاد وكانت كلمة مفعمة بالحب والحماس وكأنها وصية مودع.

وفي ليلة الجمعة الرابع والعشرين من نوفمبر عاد الشيخ إلى بيته، وجلس مع العميل (برهان الدين رباني)، يناقش معه قضية الجهاد وحتمية توحيد صفوف المجاهدين، وفي الصباح (يوم الجمعة) جلس المجاهد بمكتبه يراجع أوراقه ﺇستعداداً لخطبة الجمعة، وقرب وقت الصلاة ولم يحضر ابن أخيه أبو الحارث سائقه وحارسه الخاص، فقرر أن ينزل إلى المسجد بسيارته وطلب منه ولداه محمد وإبراهيم أن يصطحبهما في سيارته لأداء صلاة الجمعة، وقبل التحرك حضر أبو الحارث الذي أبدى تأسفه عن التأخير وطلب من الشيخ أن يركب معه ويترك سيارته ولكن محمداً وإبراهيم نظرا إلى والدهما يريدان البقاء معه، فحقق لهما ذلك وطلب من أبي الحارث اللحاق بهم، مشى أبو الحارث بسيارته خلف سيارة الشيخ، وفي شارع الشهداء ﺇنحرف الشيخ بسيارته إلى شارع جمرود (أحد شوارع بيشاور الرئيسية).

وأسرع أبو الحارث ليسبق سيارة الشيخ وفجأة سمع صوت ﺇنفجار ما كان يظن أنه في سيارة الشيخ وتطاير الزجاج.. نعم.. إنها مؤامرة الأعداء، وانشطرت السيارة نصفين وتطايرت الجثث الطاهرة عشرات الأمتار، وجرى أبو الحارث نحو الشيخ وهو ينزف الدم ولكن المنية واتته وفاضت روحه إلى بارئها واستشهد معه ولداه محمد وإبراهيم - رحمهم الله جميعاً -، وقد ترك الشيخ المجاهد وصية لشباب الصحوة الإسلامية [13] وأخرى لأمهات المسلمين وبناتهن، وأخرى لأطفال الأمة الإسلامية، وأخرى لزوجه وأبنائه.

وترك مؤلفات مفيدة وهي:

1- العقيدة وأثارها في بناء الجيل.
2- الإسلام ومستقبل البشرية.
3- السرطان الأحمر.
4- آيات الرحمان في جهاد الأفغان [14].
5- المنارة المفقودة.
6- الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان.
7- الحق بالقافلة.
8- في الجهاد آداب وأحكام.
9- عبر وبصائر للجهاد في العصر الحاضر.
10- جهاد شعب مسلم.
11- بشائر النصر.
12- حماس (الجذور التاريخية للميثاق).
13- كلمات من خط النار.
14- جريمة قتل النفس المسلمة.
15- في خضم المعركة: ثلاثة أجزاء.
16- عشاق الحور.
17- في ظلال سورة التوبة.

وترك محاضرات كثيرة في مجالات كثيرة وبعبارة كان - رحمه الله - جبلاً نُفخ فيه [15].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]- هذا المقال مقتطف من كتاب: ( آيات الرحمن في جهاد الأفغان ) بقلم مجدد الجهاد : عبد الله عزام، تحقيق وتخريج وتعليق الشيخ : عمر الحدوشي.

[2]- (سورة الرعد، آية: 28).

[3]- انظر: (مجلة المجاهد العدد 25/ لسنة 1411هـ جمادى الأولى/ ديسمبر 1990م تصدرها الحركة الإسلامية في أفغانستان).

[4]- انظر: (المجتمع العدد:945).

[5]- انظر: (الشهيد عبد الله عزام) (ص:61).

[6]- انظر: (الشهيد عبد الله عزام) (ص:75). لحسين أدهم.

[7]- والحكمة تقول: (الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي له أن يفتح متجراً، أو يكتب كتاباً).

[8]- وسر النجاح - كما قيل - أن تكون مستمعاً طيباً، تشجع محدثك على الكلام عن نفسه، أما الذي يتكلم عن نفسه فقط، لا يفكر إلا في نفسه فهو أناني، ولأن أكثر الناس يستدعون الطبيب لا ليفحصهم، ولكن ليستمع إليهم انظر: (كيف تكسب صديقاً).

[9]- ليس كل من أمسك القلم كاتباً، ولا كل من سود الصحف مؤلفاً، ولا كل من أبهم في تعبيره فيلسوفاً، ولا كل من سرد المسائل عالماً، ولا كل من تمتم بشفتيه ذاكراً، ولا كل من تقشف في معيشته زاهداً، ولا كل من امتطى الخيل فارساً، ولا كل من لاث العمامة شيخاً، ولا كل من طرّ شاربه فتى، ولا كل من طأطأ رأسه متواضعاً، ولا كل من افترَّ ثغره مسروراً (هكذا علمتني الحياة) (ص:34). (للدكتور) مصطفى السباعي.

[10]- قال سفيان الثوري: (الملائكة حراس السماء، وأهل الحديث حراس دين الله في الأرض)، وقال الشافعي: (لولا أهل المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر) (السير) (10/70).

[11]- قال أبو بكر مسلم الزاهد: (قليل التقوى يهزم العساكر والجيوش). (الجهاد والاجتهاد) (ص:294). للعلامة عمر بن محمود.

[12]- قال رجل لسعيد ابن المسيب: (يا سعيد في الفتنة يتبين لك من يعبد الله ممن يعبد الطاغوت). (الإبانة الكبرى) (2/769). لابن بطة.

[13]- انظر: (الجذور التاريخية) (ص:31). و(شهداء الدعوة الإسلامية في القرن العشرين) (ص:83/ إلى 101). و(الشهيد عبد الله عزام). (ص:55/ إلى 90). و(الشيخ المجاهد عبد الله عزام) (ص:10/ إلى 80). للشيخ محمد عبد الله العامر. و(البنيان المرصوص) (العدد 30/4 من رجب عام 1410هـ). و(مجلة المجتمع العدد 341).

[14]- وقد أضفت في هذا الكتاب زيادات كثيرةً مهمةً تزيد الكتاب جمالاً وبهاءً ونفعاً وإفادة، ومباحث وفتاوى وتنبيهات جيدة، وإن كان أسلوبنا لا يرقى إلى أسلوب المحققين المرنين بله أسلوب الَعَلم المجاهد البطل الشجاع المقدام الأصولي الواعظ البليغ تاج الزمان ونابغة الكلام وزهرة الجهاد بالحجة والسنان ذو القلم البارع، والحجة النيرة والأسلوب السلس، والإشارة العابرة، والعاطفة بالحب لله العظيم ونبيه الكريم فضيلة العلامة عبد الله عزام - رحمه الله -.

[15]- فإن عبد الله عزام في عقلية بعض المأفونين خادم لأمريكا، وبعضهم يرقق العبارة ليُحدث لها القبول فيجعله مغفلاً نافعاً - والحديث عن المغفل النافع طويل - بل إن بعض ضلال هذا التيار صار يعلق الأحكام الشرعية على مناطات يفتريها المحلل السياسي، وبالتالي فعبد الله عزام عميل أمريكي، والعميل كافر، فعبد الله عزام كافر، وقد كان بعض أصحاب هذه اللعبة الشيطانية يقولها بملء فيه، وبعضهم يقف بها إلى بعض الحدود، ولكن بعضهم توقّف عن ذلك عند مقتل الشيخ عبد الله عزام، ولكنك لن تعدم وجود محلل سياسي آخر يزعم أن أسياده هم الذين قتلوه بعد ان انتهت مهمته. انتهى بتصرف يسير من كتاب: (الجهاد والاجتهاد) (ص:322).