الصحافة الأمريكية 21 يونيو / حزيران 2011
الأسد استخدم كلمة مخربين (18) مرة وكلمة حرية (مرة) واحدة!!





الرئيس السوري بشار الأسد

استعرض الكاتب الصحفي ماكس فيشر في مجلة «ذا أطلانتك» الأمريكية ردود فعل وتصريحات القادة العرب المستبدين على حد وصفه، رداً على الانتفاضات التي اندلعت في دولهم، وقد استهل الكاتب القادة مقاله بالرئيس المصري السابق حسني مبارك وانتقل بعد ذلك إلى العقيد الليبي معمر القذافي الذي رأى أن المتظاهرين والثوار الليبيين هم مجرد أشخاص يتعاطون المخدرات التي جلبها إليهم تجار المخدرات التابعين لتنظيم القاعدة.

وتابع الكاتب أن الرئيس اليمني على عبد الله صالح أصبح يتحدث حالياً بصوت خافت وغريب خلال تصريحاته بعد أن أصابته أحد القذائف على أرض اليمن، أما بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، فرأى الكاتب أنه لا يدافع عن نفسه ولا عن سياسات نظامه بأي حال من الأحوال لا من خلال الشكل ولا المضمون.
ورأى أن الرئيس السوري بشار الأسد قد قدم تعهدات بدت غامضة لكثيرين عن الحوار الوطني، كما أدان المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية والتي قامت قوات الأمن التابعة له بقتل المئات منهم، وحذر قائلاً: "لا يوجد تنمية بدون استقرار، وأي عمليات إصلاح يجب أن تتم في مواجهة أعمال التخريب والفوضى".
وقد حلل أحد النشطاء السوريين على الموقع الاجتماعي الشهير «تويتر» خطاب الرئيس بشار الأسد الذي أكد أنه استخدم كلمة «الحرية» مرة واحدة في خطابه، أما «المؤامرة» فقد استخدمها ثماني مرات، وكلمة «المخربين» كررها 18 مرة.

وأكد الكاتب أن فترة حكم الأسد جاءت في ظل الحملات الوحشية التي كانت موجهه ضد الديمقراطية وطلبات المدنيين السوريين، والتي كانت نتائجها أن قامت منظمة «هيومان رايتس ووتش» بإصدار تقرير حمل عنوان: "لم نرى مثل هذا الرعب من قبل" يدين كافة الحملات المرعبة ضد الشعب السوري.
ورأى الكاتب أن خطاب بشار الأسد الذي ألقاه أمس الاثنين ربما يكون على غرار الخطابات الأخيرة لسلفه من الديكتاتوريين العرب، حيث قاموا بمثل ما قام به الأسد خلال أيامهم الأخيرة في محاولة يائسة من جانبهم للحفاظ على أنظمتهم المتداعية.


مظاهرات تطالب برحيل الأسد (أرشيف)

وتابع الكاتب أن الاقتصاد السوري أصبح اقتصاداً مهدداً بالفعل، فخلال الأسابيع القليلة الماضية أكد خبراء ومحللو الأسواق المالية أن خزينة الحكومة السورية قد نفذ منها المال، وإلى جانب الانتفاضات والتظاهرات التي تشهدها البلاد حالياً، فسوريا تواجه أيضاً عقوبات دولية بالإضافة إلى جفاف الاستثمار الأجنبي الذي بات منعدماً هناك، ودمار صناعة السياحة مثل فنادق حلب ودمشق التي أصبحت فارغة تماماً من تواجد السائحين.

ورأى الكاتب أن هذا الانكماش الحاد والمفاجئ في الاقتصاد تسبب في المزيد من الألم الحقيقي الذي ألم بالشعب السوري، وتوقع الكاتب بأن يؤدي هذا الانكماش إلى تفاقم الاحتجاجات، الأمر الذي يحد بنهاية المطاف من قدرات الأسد لدفع رواتب قوات الجيش والأمن.
وضرب الكاتب مثالاً لأحداث سوريا بأحداث الكوت ديفوار حيث ذكر أن الديناميكية الإقتصادية لعبت دوراً رئيساً في سقوط الرئيس الغير شرعي "لوران جباجو" في وقت سابق من هذا العام، تلك العقوبات القاسية جعلت من المستحيل على جباجو الاستمرار في دفع رواتب معظم القوات الموالية له. ولذلك بدأت سيطرته على البلاد باتت تتبدد شيئاً فشيئا وقد اضمحلت في غضون بضعة أسابيع، ورغم أن ما سبق أن كل لم يكن كافياً لتنحية من السلطة، وقد استغرق الأمر في نهاية المطاف عدة هجمات قامت بها المليشيات المعارضة المدعومة من قبل القوات الخاصة الفرنسية ليفضي الأمر إلى سقوط جباجبو واعتقاله.


الدبابات السورية تجوب شوارع درعا (أرشيف)

وتمتد قوات الأسد العسكرية على نحوٍ متزايد عبر أنحاء البلاد، حتى قام بنشر قواته في الآونة الأخيرة إلى الحدود الرابعة، في شرق البلاد بالقرب من العراق، فسوريا ليست بالدولة الكبيرة، بالإضافة إلى أن المناطق الحضرية كثيرة بها، ويبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، أى حوالي أربعة أضعاف سكان ليبيا، فالمحاولات العسكرية التي تقوم بها قوات الأسد لفرض حصارها على مدينة تلو الأخرى أمر عسير لن تستطيع القيام به، حيث يجب عليها أن ترسل قوات أقل وأقل لكل انتفاضة جديدة تظهر في أحد المناطق الحضرية الجديدة، وبالتالي ستكون أقل قدرة في سيطرتها على تلك الانتفاضات أو حتى الرد عليها.

وأخيراً رأى الكاتب أن السياسة الخارجية لسوريا والتي ربما قد تكون تعثرت حالياً، كانت لقوت طويل عبارة عن أداة في أيدي الأسد تساعده على البقاء في السلطة، فعلاقته مع جارته الشمالية والدولة الحليفة له بشكل كبير تركيا في طريقها إلى الانهيار الكامل، مما قد يؤدي إلى حرمان سوريا من حليفها القوي.
وبالنسبة لإيران الحليف الثاني الأهم لسوريا فالأمر لا يزال ينطوي عليه بعد الغموض، فلقد بدأ المتظاهرون في إحراق الأعلام الإيرانية، واعيين لمدى أهمية الجار الشرقي لسوريا في تعزيز قاعدة الأسد وسيطرته على البلاد ، حيث أشار الكاتب أنه من المستحيل أن تثبت التقارير أن قوات الأمن الإيرانية قد ساعدت في قمع التظاهرات.
فإيران تواجه حالياً أزمة فعلية بين تقديمها مساعدات إلى الأسد للمساعدة في بقائه في السلطة، أو تقليص مشاركتها حتى لا تواجه مخاطر رد فعل الشعب السوري، كما فعلوا في العراق بمجرد أن ظهرت المليشيات الشيعية .