محمد حمدي يكتب : المقالة المحظورة




















أمامي وقت أختار فيه الموضوع الذي أحب أن أكتب فيه اليوم , ولكني محتار جداً في إختياري . عن ماذا أكتب؟

الموضوعات كثيرة والأحداث كثيرة والمواقف كثيرة والأشخاص كُثر , فعن ماذا أكتب ؟

هل أكتب عن فشل جمعة الغضب الثانية ؟ هل أكتب عن القبض على الجاسوس الإيراني ؟ هل أكتب عن حبس البلطجية في أحداث عين شمس ؟ هل أكتب عن خطاب نتنياهو الأخير ؟ هل أكتب عن فتح معبر رفح البري ؟ عن ماذا أكتب ؟

الحيرة تدق بابي وتقف حائل بيني وبينكم في عرض أفكاري وأرائي عن تلكم المشاكل , ولكني أخترت أن أتحدث معكم عن الفترة الماضية التي مرت بمصر منذ 11-2-2011 ذلك التاريخ الذي لا ينساه أحد .

11-2-2011 الساعة السادسة مساءاً يصعد علينا عمر سليمان في خطابه المقتضب ويقول لقد تنحى مبارك .كانت البلاد في حالة من الفرحة والسعادة والبعض منا كان متشائم وحزين والبعض لايعرف من هو حسني مبارك اصلاً.!!!
ولكن مرت الأيام بعد تنحي الرئيس السابق وأصبح الأمر متفاقم في مصر , ولكن حكمة المجلس العسكري في إدراة البلاد إلي وقتنا هذا أنقذت مصر من السقوط في هاوية لا نعرف مدها , ومرت على مصر أحداث كثيرة سوف أذكر منها بعض تلك الأحداث التي مرت على مصر .

الإستفتاء على التعديلات الدستورية

بالطبع لا أحد ينسى يوم التعديلات الدستورية والذي يعتبر نقلة تاريخية في المشاركة السياسية لكثير من أفراد الشعب المصري ومنهم أنا , فهذا الإستفتاء هو أول مرة في حياتي القصيرة التي أذهب وأهتم أن أدلي بصوتي في ذلك الإستفتاء لكي أقول كلمة كنت محروم منها وكتب وقتها مقالة منتشرة على الشبكة بإسم (( أه أه ..يا بلد )) قلت فيها يجب أن نقول جميعاً نعم للتعديلات الدستورية والتي كنت أرى من وجهة نظري أن أقول نعم لتلك التعديلات الدستورية . ذهبت إلي الإستفتاء وقلت نعم . مرت التعديلات الدستورية على خير و أُعلنت النتيجة وكانت في صف من قالوا بنعم , وكانت المفاجاة لكل القوى السياسية إن التيار الإسلامي كان له وجود بقوة في هذا الإستفتاء وكانت كلمته عالية ورجحت كافة نعم , وبدأت الحرب منذ اليوم التالي لإعلان نتيجة الإستفتاء , حروب إعلامية على التيارات الإسلامية وإصطياد أخطاء بشكل مستفز لصناعة فزاعة من التيار الديني بشكل عام والسلفي بشكل خاص . هذه الفزاعة جعلت الناس تلاحظ كمية الهجوم على التيار الديني مما جعل المجلس العسكري يتدخل بشكل حازم ويصدر بيانه الذي وجه فيه النداء والتحذير إلي وسائل الإعلام التي تقوم على نشر الفتن والأخبار المغرضة التي تشعل في نيران الطائفية وغيرها من الأخبار التي تزيد من الإحتقان لدى الشعب المصري , وكلنا لاحظنا مدى هذا التأثير في تناول الإعلام للأخبار , فقبل هذا البيان كانت الأخبار كلها تُحمل المسئولية للسلفيين وكانت عناوين الأخبار ( سلفي يهدم ضريح – سلفيين يقطعون أذن قبطي – سلفيين يحرقون منزل سيدة – سلفي يضرب واحد في الشارع – سلفيين يحرقون ضريح سيدي مش عارف ايه – وغيرها من الأخبار ) إلي أن جاء الفخ الأول الذي كان منصوب للسلفيين في أحداث إمبابة والتي حملت السلفيين مسئولية ذلك الحادث .

أحداث إمبابة

هذا هو الحدث الثاني المهم الذي مر بمصر وكانت حادثة وقفت فيه معظم التيارات السياسية موقف المتفرج والشبه مشارك , في هذا الموضوع لا أتكلم عن الحادث وتفاصيله فالموضوع إلي وقت كتابة موضوعي مازال محل التحقيق لذلك سوف أترك ذلك ولكني سوف أتحدث عن طرق معالجة الموضوع ومدى فشل القوى السياسية في أول أختبار حقيقي لها على أرض الواقع , سمعنا بعمل لجنة تقصي الحقائق ونزلت الي أمبابة وظهر جورج إسحاق مع مراقب من الإتحاد الأوروبي .!! وكان جورج وعمرو حمزاوي وغيرهم من أعضاء تلك اللجنة التي نزلت وأعدت تقرير وقالوا إن غياب الآمن السبب في الأحداث .!! معلومة أعتقد لدى الكثير من العوام من الشعب المصري , فما الجديد لديكم .!! فشل عمل القوى السياسية على أرض الواقع دليل قوي على عدم أرتياح الشعب المصري لعملهم , ولكن السؤال المهم الأن لكل متابع . هو محمد البرادعي كان فين أيام احداث امبابة .!!! هو الدكتور عمرو موسي كان فين .!! هو المستشار البسطوسي كان فين .!! هو توفيق عكاشة كان فين .!! هو الأشعل كان فين .!! مرشحي الرئاسة في أول أختبار لهم في إثبات قدرتهم على وضع خطط عاجلة لحل أزمة ليس بجديدة على الشارع المصري بل موجودة منذ عقود مضت .!! محمد البرادعي فشل في الظهور عندما وقعت الأحداث وكذلك أصدقائه والعجيب إنهم مازلون مصرون على خوض المعركة الإنتخابية القادمة .!! بالطبع هنا سوف أذكر لكم ردود بعض المحبيين لهم
يقول قائل : هو الرئيس لزم يعمل كل شئ بنفسه ؟ ارد عليه : هو لسه ما بقى رئيس هو الأن مرشح , ويجب عليه بذل كل ما في طاقته لكي يثبت لنا حكمته في مثل تلك المواقف ويجب علينا أن نسمع منهم حلول جذرية لحسم تلك المشكلة .
إن القوى السياسية لديها أمتحان مع الشعب المصري فهل سوف تنجح في ذلك الإمتحان ؟
هل ينجح البرادعي الذي يريد مصر علمانية ؟
هل ينجح جورج إسحاق الذي يريد اعادة الاستفتاء مرة اخرى ؟
هل ينجح عمرو حمزاوي صاحب موافقته المثيرة على زواج النصراني من المسلمة في ظل الدولة المدنية ؟
هل سوف ينجح يحيي الجمل صاحب التهكم على التشريع الإلهي ؟
الايام سوف تثبت لنا وكذلك الأحداث .
سوف أنتهي معكم عند هذا الحد وسوف أعاود لكي أكتب مقالة محظورة من جديد لكي نتكلم بحرية كما هو يدعون إنهم أحرار ويتكلمون بحرية