نفى دكتور عبد المنعم أبو الفتوح -الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- أن يكون ترشحه هو خطة من الجماعة للالتفاف حول إعلان الجماعة بأنها لن ترشح أي شخصية للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأكد في حوار له في برنامج العاشرة مساء، أنه لو طلبت الجماعة منه تمثيلهم في الانتخابات الرئاسية كان سيرفض.

وأضاف: "أنا طالبت منذ 3 سنوات أن ينفصل الحزب عن الجماعة، كما أنه لدي قناعة شخصية بأن من يريد أن يتقدم لهذه الخدمة الوطنية كمرشح، لابد أن يكون مستقلا عن أي حزب أو جماعة، حتى يكون رئيسا لكل المصريين، وهذا أفضل لمصر ، ولتلك الأسباب قلت بكل مصداقية أنني سأرشح نفسي مستقلا عن الإخوان المسلمين".

كما أشار إلى أنه لم يلتحق بحزب الحرية والعدالة؛ بسبب تفكيره في الترشح لانتخابات الرئاسة، مكررا تأكيده أنه ليس مرشح الإخوان المسلمين.

وأكد أنه لن يتردد في الانفصال عن الاخوان المسلمين إذا كان في ذلك مصلحة مصر، مشددا أن الاستقالة من الجماعة ليس معناها استقالة من فكرة ولا سلوك ولا أداء، ولكنها استقالة من العمل الإداري، حسب قوله.

وعن تخوّف البعض داخليا أو خارجيا من وصول الإسلاميين للحكم في مصر؛ قال: "أول مباديء الدين الإسلامي هي الحرية والعدالة، والهوس الديني الموجود حاليا هو الحرام بعينه، فلا يجب أن يزج اسم الدين في حالة التسطيح الموجودة على الساحة الآن، فالالتزام بالإسلام لا يعني تحجّب جميع سيدات مصر، فالتدين بالإجبار والقهر المعنوي لا يصح".

وأوضح: "لا أطالب بفصل الدين عن الدولة، فالدولة في الإسلام دولة مدنية، الأشخاص يديرونها ويطورونها في إطار المبادئ العامة للإسلام، دون إفراط أو تفريط".

كما أبدى د. أبو الفتوح حزنه وأسفه لأحداث الفتن الطائفية التي تمر بها مصر؛ قائلا: "حزين أن أجد شريكي في شركتي خائفا مني، وخائفا على حقِّه في الشركة، فالإخوة الأقباط يجب أن يعلموا أنهم ليسوا ضيوفا على مصر، بل هم جزء أصيل من تكوين مصر، وأنا لا أرضى لنفسي ولا لأي شخص آخر أن ينتظر حقه من بلاده، فلا يوجد تمييز بين مصري وآخر، والوحدة الوطنية هي أساس تكوين مصر منذ مئات السنين".

وأضاف: "بعض المتطرفين من الجانب المسلم والمسيحي يحاولون الحصول على مصالحهم الشخصية، من خلال الفتنة الطائفية، والدولة مسئولة عن حماية حق المواطنين في الاعتقاد، فهذه ليست مسئولية الأزهر الشريف أو الكنيسة أو أي طرف آخر"

وفي سياق آخر، استنكر د. أبو الفتوح توجُّه بعض النشطاء السياسيين والشباب إلى رفح، في إطار ما سمُّوه "أحد الزحف" بهدف تحرير القدس، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، موضحا أن تحرير فلسطين ليس عملا مدنيا يقوم به المدنيون، وإنما هو عمل عسكري.

وأضاف: "لا يوجد تنظيم وتجمع مدني سيحرر فلسطين، فهل يعقل أن يذهب الشباب إلى فلسطين لتحريرها، واسرائيل ستشاهدهم من بعيد لبعيد؟، هذا تفكير ساذج جدا، ولابد أن نفكر جيدا قبل اتخاذ هذه القرارات، فلا يمكن أن نحرر فلسطين بأشخاص عزّل، سيدخلون غزة سيرا على الأقدام".

واستطرد: "أنا أقبل وأؤيد أن يعبروا عن تأييدهم ودعمهم للقضية الفلسطينية بالتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية، أو بتقديم المعونات لفلسطين، ولكن مسألة "أحد الزحف" مرفوضة تماما، فهي مسألة انتحارية، ولن تفيد أي شخص فلسطيني، ولو كنت رئيسا وحدث موقف مثل هذا؛ كنت سأمنعهم طبعا".

وعن برنامجه الانتخابي، أعلن د. أبو الفتوح أنه سيقدم برنامجه يوم الأحد القادم في مؤتمر صحفي كبير، مؤكدا أن برنامجه يستهدف الحصول على أصوات جميع المصريين وأنه غير متحيز لأحد، وأنه سيشمل حقوق الأقباط، والنساء، والشباب، والفلاحين وجميع طوائف الشعب.

كما أشار إلى أن برنامجه الانتخابي، يهتم بشكل أساسي بثلاث قضايا؛ وهي: قضية التعليم، وقضية الحريات، وقضية العدالة والقضاء.

وعن ملف الاقتصاد المصري، أكد د. أبو الفتوح أن مصر عندها فرصة كبيرة للخروج من أزمتها الاقتصادية، عن طريق تشجيع الاستثمار، والعمل على استقرار الحالة الأمنية في مصر، وتشجيع المشروعات الصغيرة، وترشيد الاستهلاك، وتشجيع السياحة.

واستطرد: "كما أن حل ملف حوض النيل سيجعلنا ننجح في مسألة الاكتفاء الذاتي، التي ستمكننا من الحصول على الخبز، فلا حرية بدون وجود رغيف العيش".

وعن الآداء الأمني في مصر، قال: "أنا غير راضٍ عن مستوى الأداء الأمني في مصر، فأصبحت أرى أن هناك أشخاصا من مصلحتهم عدم الاستقرار الأمني، ويجب على وزير الداخلية أن يضع حلولا سريعة للتباطؤ في اتخاذ القرارات الأمنية".


وأشار إلى أن ثورة 25 يناير قد كشفت عن العديد من الأشخاص الذين أثبتوا وطنيتهم؛ منهم حمدين صباحي، هشام البسطويسي، طارق البشري، وعصام شرف.

وأضاف: "هناك العديد من الكفاءات المصرية، ولكن لم يظهروا على الساحة بسبب حالة التصحّر السياسي، ومن الممكن أن أستعين بهم إذا أصبحت رئيسا للجمهورية".

مؤكدا في الوقت ذاته أنه لن يستغل الدين في عمل ما سمّاه "شو سياسي"، مثلما يفعل الآخرون -على حسب قوله- مثل إعلان بعض المرشحين اختياره نائبا مسيحيا أو إمرأة، موضحاً أن اختياره سيكون على حسب الكفاءة وتحقيق مصلحة الوطن، وإلا أصبح الأمر تفريطا في حق الوطن.