عاد الهدوء إلى الحدود الإسرائيلية مع لبنان وسوريا بعد يوم من اجتياز اللاجئين الفلسطينيين للحدود خلال احتجاجات جماهيرية بمناسبة ذكرى مرور 63 عاما على النكبة، فيما شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان يوم حداد على الشهداء الذين سقطوا برصاص اسرائيلي خلال تظاهرة على الحدود اللبنانية .
واستشهد ما بين 13 و22 شخصاً، وفقا لروايات متناقضة، وأصيب حوالي 360 عندما فتحت القوات الإسرائيلية على طول الحدود مع لبنان وسوريا وشمال قطاع غزة النار على المحتجين في محاولة لمنعهم من انتهاك الحدود. وقالت ناطقة عسكرية في تل أبيب إن الحدود «كانت هادئة خلال الليل». ولا تزال الشرطة الإسرائيلية تقوم بعملية تفتيش من منزل إلى منزل في قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة قرب الحدود شديدة الحراسة مع سوريا.

تشييع وحداد
في الاثناء، شيعت مخيمات مدينتي صور وصيدا اللبنانيّتين الجنوبيتين عددأً من الضحايا العشرة الذين استشهدوا اول من امس وسط مشاركة آلاف المشيعين الذين بدا الحزن والغضب واضحا على وجوههم.
وقال قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان منير المقدح ان «هناك اضرابات واقفالا في كل المخيمات حدادا على الشهداء»، مشيرا الى ان التحضيرات جارية لخطوات اخرى والاتصالات مستمرة مع الفلسطينيين في خارج لبنان، وبين الاقتراحات، احياء «يوم الشهداء» الجمعة المقبل.
من جهته قال مسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة «اننا نحمل جيش الاحتلال المسؤولية عما جرى (الاحد) من سفك دماء ونعتبرها مجزرة ضد عزل»، مضيفا «لم يستخدم احد في الجانب اللبناني من الحدود اي سلاح باستثناء الحجارة».
واشار بركة الى ان التحضيرات جارية «لاعتصام حاشد الخميس القادم امام مكتب الامم المتحدة في بيروت (اسكوا)، وان تحركات شعبية واعتصامات سلمية ستنطلق في لبنان وفلسطين ومعظم الشتات طوال الاسبوع».
وفي مخيم البص في مدينة صور الساحلية الجنوبية، سار موكب تشييع الطالب محمود محمد سالم (17 عاما) من أحد المساجد في اتجاه جبانة صور ليتم دفنه، بعد الصلاة على الجثمان. وشارك آلاف المشيعين في الموكب الذي تقدمه علم فلسطيني كبير بلغ طوله 40 مترا حمله رفاق محمد في المدرسة الثانوية، وسط زغاريد النساء ودموعهن وهتافات مثل: «لا اله الا الله، الشهيد حبيب الله»، و«يا عريس دمك ما بيموت، سننتقم من اليهود».
وتخلل التشييع اطلاق نار كثيف في الهواء. كما رفعت لافتة كتب عليها «لقد نثرت دماءك على تراب فلسطين من جنوب لبنان».
كما بدأت مراسم تشييع ثلاثة فلسطينيين آخرين في مخيم عين الحلوة في صيدا المجاورة، اكبر مدن جنوب لبنان، بالاضافة الى قتيل في مخيم البرج الشمالي في صور، وسادس في بعلبك (شرق البقاع).
أحداث الجولان تفجّر «حرب اتهامات» في جيش الاحتلال


تبادلت شعبة الاستخبارات العسكرية وقيادة الجبهة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي اتهامات حول المسؤولية عن أحداث تخطي متظاهرين انطلقوا من الأراضي السورية للحدود في هضبة الجولان، تزامنا مع اصدار رئاسة الاركان في الجيش تعليمات بالاستعداد لاي احداث مماثلة تخللها عمليات تسلل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضباط كبار في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن المعلومات حول احتمال تنظيم تظاهرة صاخبة في هضبة الجولان وتسلل متظاهرين إلى الجولان تم تمريرها إلى جميع المسؤولين ذوي العلاقة. وأضافوا إنه كان بإمكان سرية عسكرية واحدة معالجة الوضع بصورة جيدة وأن تخطي المتظاهرين للحدود لم يكن عفويا وإنما كان مخططا له سلفا.
في المقابل، قال ضباط كبار في قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي إنه لم تكن بحوزتهم معلومات دقيقة حول هضبة الجولان وإنما عن مناطق أخرى ولذلك فإن التقدير كان أن التظاهرة في «تلة الصيحات» قرب قرية مجدل شمس بالجولان التي تسلل منها المتظاهرون لن تتعدى كونها تظاهرة عادية كالتي تجري في المكان منذ سنوات ولذلك نشأ وضع تواجد فيه عدد قليل جدا من الجنود الإسرائيليين في مجدل شمس ولم يكونوا جاهزين لمواجهة تسلل المتظاهرين من سوريا.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استعد لاحتمال محاولة تخطي الحدود في الجولان عند معبر القنيطرة وليس في منطقة «تلة الصيحات وقرية مجدل شمس».

أحداث متوقعة
من جانبه قال وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون للإذاعة العامة الإسرائيلية إن «السيناريو الذي حدث في مجدل شمس كان متوقعا وتعين أن نكون مستعدين لمواجهته». وأضاف أنه «لا يعقل أن تخرق جهات السيادة الإسرائيلية».إلا أنه اعتبر أن المسؤول عن هذه الأحداث التي سببت بحرج لإسرائيل هي حكومتا سوريا ولبنان.
الى ذلك قال الناطق العسكري الإسرائيلي العميد يوءاف مردخاي إن الجيش الإسرائيلي عرّف نتائج الأحداث في الجولان بأنها «ليست جيدة» وأكد على إجراء تحقيقات في جميع المستويات في الجيش».
وتشير التوقعات في إسرائيل إلى أن محاولات تخطي متظاهرين مدنيين من سوريا ولبنان والأردن ومصر ستتكرر في المستقبل وأن أحداث الجولان كانت مجرد «اختبار للأدوات».

أهبة الاستعداد
من جهة اخرى، أصدر رئيس أركان جيش العدو الجنرال بيني غانتس تعليماته إلى قوات الجيش بأن تكون على أهبة الاستعداد للحيلولة دون أي عملية «تسلل» عبر الحدود.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أن غانتس أصدر تعليماته لـ«فرقة الجولان» في الجيش بإجراء تحقيق في أحداث بلدة مجدل شمس السورية و«استخلاص العبر منها»، واصفا ما حدث بأنه «سيء».