كنت وبالمصادفه اقرأ قصة فرعون وموسى ووجدتنى اتذكر بعض الكُتاب الذين كانوا يطلقون على مبارك لقب فرعون فأردت ان ابحث عن سبب التسميه ووجدت من الايات القرانيه ما صاحبت فكرتى وشجعتنى على تكوين اوجه الألتقاء بينهما
فتخيلت ان موسى وهارون عليهما السلام هما صوت الحق والشرعيه التى كانت تنادى فى فرعون بان يكون عادلا وبنى اسرائيل هم شعب مصر الذى نكل بهم فرعون وجعلهم اذله
(اذهبا الى فرعون انه طغى*فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى)
كما فعل من اراد له النصح من الشعب فأمر الله موسى ان يقول له قولا لينا لانه من الممكن ان يتذكر او يخشى كما طالب قوى الحق فى مصر بالتعديلات الدستوريه والتمسك بشرعية الدستور الذى حرفه
ولكن فرعون استكبر واستعلى واعتقد انه لا اله غيره
(وقال فرعون ياايها الملأ ماعلمتم من اله غيرى)
كما اعتقد مبارك انه لا قائد او حاكم او رئيس بعده
وكما اعتقد فرعون انه من البممكن ان يوقف قوة الحق والعدل بل ويوهم من حوله ان الحق معه فأمر هامان ان يبنى له صرحا لكى يوهم قومه ونفسه ومن حوله انه الاقوى
(فاجعل لى صرحا لعلى اطلع الى اله موسى وانى لاظنه من الكاذبين)
كما فعل اخانا حين امر زبانيته ببناء جمهورية شرم الشيخ ليشعر انه فى مكانه اعلى وابعد وحين اوهم من معه انه سيمحق قوة الشعب وارادته وكما اوهموه هم انه الرئيس المخلد كما اوهم هامان فرعون انه الرب الاعلى
ولم يكتف فرعون بذلك ولكنه وعندما نفذت بصيرته استعمل قوة القتل والقبض والجلد والقهر مع موسى وقومه
(فأرسل فرعون فى المدائن حاشرين)
كما فعل فرعون العصرعندما قهرالشباب فى التحرير بيد قوات الامن ومن يؤتمرون بأمرته فقتل من قتل شهداء
انها صوره حيه يعيدها الله علينا لنتأملها ونعيها وندركها ونتعظ بما فيها من عبر ففرعون الجديد اطلق حاشيته فى انحاء مصر يسرقون وينهبون وكما قال ربى
(وفرعون ذى الاوتاد*الذين طغوا فى البلاد*فأكثروا فيها الفساد*فصب عليهم ربك سوط عذاب*
ان ربك لبالمرصاد*)
فعز والشريف وسرور ورشيد والجبلى وغيرهم وغيرهم اكثروا فى البلاد الفساد فحق قول ربهم عليهم ان ربك لبالمرصاد فانظروا كيف انتهت بهم حقيقتهم التى كانوا يخفونها وراء اقنعه زائفه
ولكن الله صب عليهم سوط عذاب وهو الشعب الذى لم يرحمهم لانهم لم يرحموه
ونعود الى فرعون العصر الذى جاء فى لحظه تاريخيه مجيده واراد ان يعترف بحق الشعب عليه ويعيد الحق الى صاحب الحق
(حتى اذا ادركه الغرق قال أمنت انه لا اله الا الذى امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين)
قالها فى الخطاب قبل الاخير بعد ان كان هو ومن معه وحبيبه العادلى وجنودهما يقتلون الابرياء بل العظماء من الوطن ولم يرحمهم
(فأتبعهم فرعون وجنوده بغياوعدوا)
لكن ارادة الشعب ابت ان تغفر دم الشهداء من ابناءها وقالت كلمتها ان يتنحى ويترك ساحة الشرفاء لمن يستحقوا ان يعيشوا فيها فلم يقتلوه ولم يفتكوا به ولكن الله سبحانه وتعالى اراد ان يبقى عبره لمن اراد ان يهزم الحق ففتك به جنود الحق
(الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك ايه وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون) صدق الله العظيم
المفضلات