اللوحة التاسعة : سهام القدر ?
س ) ما الليلة التي ذاق فيها الصبي الألم ؟
جـ ) كانت ليلة موت أخته الصغرى , وقد عرف أن آلام شقائه ليست شيئـًا , وأن الدهر قد يؤلم الناس و يحبب إليهم الحياة في وقت واحد ..
س ) ماذا تعرف عن الأخت الصغرى و مأساتها ؟
جـ ) كانت في الرابعة , كما كانت لهو الأسرة ؛ فهي تجد لذة في الاستماع إليها – وهي تبعث في كل اللعب روحاً تسبغ عليها شخصية فهذه اللعبة امرأة و هذه رجل و هذه فتي – لعذوبة حديثها و قوة خيالها و فصاحة لسانهــــا و خفة روحها .
و لقد أصابها شيء من همود و فتور و حمي لم يلتفت إليه أحد ؛ نظراً لكثرة أفراد الأسرة و لكثرة عمل ربة البيت و كانت الأم تعني بها من حين إلي حين , و في عصر اليوم الرابع صاحت الفتاة صياحاً منكـــراً ثم ماتت و التف الجيران يعزون الأب و النسوة تشاركن الأم لوعتها ... و من غرائب الأمور أن أحد لم يفكر في استدعاء الطبيب.
س ) ما فلسفة نساء الريف الآثمة كما عرضها الكاتب ؟
جـ ) تتلخص تلك الفلسفة في أن الطفل إذا شكا لا تعني به , إذ تعتقد أنه سيشفي بعد يوم و ليلة كما أن الأم تزدري الطبيب أو تجهله , وهي تعتمد علي علم النساء الآثم في علاج أطفالهن .
و لقد فقدت الأخت الصغري حياتها , كما فقد الصبي بصره نتيجة الإهمال و الجهل .
س ) كيف اتصلت الروابط بين الحزن و بين أسرة الصبي ؟
جـ ) فقدت الأسرة الشيخ الهرم جد الصبي بعد موت الطفلة بشهر , ثم فقدت أم الصبي أمها ثم فقدت الأسرة الأخ طالب الطب يوم 21 أغسطس سنة 1902 .
س ) ماذا تعرف عن مأساة الأخ طالب الطب ؟
جـ ) كان في الثامنة عشرة , وقد كان أنجب الأبناء و أذكاهم و أبرهم بأبويه و إخوته , نال البكالوريا و انتسب إلي مدرسة الطب .
- أصاب وباء الكوليرا مصر في صيف 1902 , و قد دمر مدناً و قرى بأكملها و محا أُسراً كاملة .
- اتصل فتي الطب بطبيب المدينة و عرض أن يساعده علي أن يتمرن علي صناعته .
- زعم لإخوته أن أكل الثوم وقاية من الكوليرا .
- أصيب فتي الطب بالكوليرا و ظل يعاني القيء و الطبيب عاجز عن علاجه .
- طلب فتي الطب استدعاء أخيه الأزهري و عمه و قد مات قبل أن يراهما .
- استقر الحزن العميق في بيت الصبي منذ ذلك اليوم , فالبكاء من الأب و الأم كلما همت الأسرة بتناول الطعام .
- تعودت الأسرة زيارة مقر الموتى منذ ذلك اليوم , بعد أن كانت تعيب زائري الموتى .
س ) ما أثر موت فتي الطب علي الصبي ؟
جـ ) تغيرت نفسيته تغيراً تاماً .
- عرف الله حقاً , و تقرب إليه بالصدقة و بالصلاة و بتلاوة القرآن و إطعام فقير أو يتيم مما تصل إليه يده .
- رغب في حط بعض السيئات عن أخيه ؛ ففرض علي نفسه الصلوات الخمس مرتين و كذلك الصوم شهرين في العام , كل ذلك مرة لنفسه و مرة لأخيه .
- وفي بعهده إلي أن ذهب إلي الأزهر ..
- أرق الصبي ليال كثيرة يقرأ سورة الإخلاص آلاف المرات ثم يهب ذلك كله لأخيه أو ينظم شعراً يعبر عن حزنه و يختمه بالصلاة علي النبي واهباً هذه الصلاة لأخيه ...
- ثم صار يراه في منامه مرة في الأسبوع علي الأقل .
- تعزي جميع أفراد الأسرة عن أخيهم ولم يظل وفيًا لذكراه إلا أمه و الصبي .
المفضلات