في ليلة رأس السنة..
يشعر الوحيد الذي يعيش من دون حبيب قلب , او رفيق درب
بأن سنة قد سقطت من تعداد عمره ...!!
بينما الذي يعيش مع شريك ..
فيحسها أضافة سنة عاشها لسنين عمره الهنيئة..!!

فدعونا نضيف سنين جميلة عشناها
لا أن نجعل السنين تتساقط من دون أن نحياها
.................................................. ............................... ( كنج مون )









(( حبيبي ....... وأبن حبيبي ))







شيئا فشيئا .. بدأت تتعرف على الحاضرين..
وأخذت تتطلع اليهم , واحداً واحداً , ولم تتوقف عيونها عن البحث والتفتيش .....
حتى رأته .. عند ركن في الصالة الفسيحة ....
كانت ملامحه لم تزل نفس تلك الملامح منذ عشرين عام ..
ولكن تلك الملامح ازدادت الآن نضوج وجمال وتوهج....
وأبتسم اليها من بعيد عندما لاحظها هو الاخر .. فبدت لها أبتسامته نفس تلك الابتسامة التي عرفتها منذ ذلك الزمان , والتي تعودت عليها لدرجة الادمان ...!

وأقترب منها مرحبا بنظرات ملئها الحب كما كان في تلك السنين البعيدة ....
لم يتغير شيء فيه ..
هو هو كما كان . رغم السنين الطوال التي مرت وهم متباعدين عن بعضهما ..
فقد أبتعدى عن بعضهما بقوة خارجة عن أرادتهما .. حيث أبتعدى وهما متحابين في أوج مراحل العشق والغرام , والاتحاد الروحي الشريف ..!!
كان ذلك قبل عشرون عام ....
عندما حضرت حفل رأس السنة .. عند هذه الصديقة نفسها التي تحظرها هذه الليلة .. وحدث اللقاء الاول بينهما في تلك الحفلة وفي ذلك الزمن البعيد ..
وتعرف كل منهما على الأخر بعد ان نظر كل منهما الى الأخر طويلاً , ثم أبتسم لها تلك الأبتسامة الجذابة .. والتي لم تزل جذابة حتى الأن...
وأخذها في عالم ساحر بعيد غير عوالم الناس العاديين , عالم كله هيام , وشجن , وأحاسيس مرهفة ...
وتم التعارف بالنظرات من بعيد , وتطور الى الأقتراب .. ولم يستطيع اي منهما المقاومة . فقد كان لسلطان الحب سطوته على قلبيهما . فأقتربا اكثر من بعضهما ...
وتحادثا ...
وأخذ الحديث بينهما يتشعب لأكثر من عبارات المجاملة المعتادة . ورسى بهما الحال بأن يبث كل منهما احساسه عن روعة اللقاء , وأستحالة الفراق ...

وأخذت اللقاءات تتكرر بينهما .
وأتحد قلبيهما برباط الحب المقدس .. وتعاهدى على أن يصون كل منهما حب الأخر ...
وفي أول خطوة يخطوانها نحو لم شمل قلبيهما ..
قابلتهما العقبات المستحيلة ..!!!!
فقد كان أهليهما على طرفي نقيض في كل شيء .. على عكس وفاق الحبيبين . كان كل طرف من أهليهما له سماته , ونزعاته, والتزاماته وتوجهاته , ومعتقداته التي تختلف عن الطرف الأخر لدرجة الأستحالة ...!
فلم يعد أمامهما . سوى الأستسلام المشبع بالدموع واللوعة والألم ..
وأفترقى بقوة سيف الجلاد المتمثل بأهليهما , والذي فصل القلبين عن بعضهما ....

وذهب هو في حياته الخاصة ..
مجبر على ممارستها , والتي كان يلفها التبرم ويطويها السأم ..
وراحت هي تعيش في كنف زوج .لايربطها به سوى الرباط المقدس , وما يترتب عليه من الألتزام والأحترام والقناعة , حتى وأن كانت مغتصبة ومفتعلة ..!!

وعاش كل منهما على هذه الحالة بعيد عن الأخر طيلة العشرون عام التي مضت . وهم ينذرون نفسيهم لحياتهم الخاصة بكل شرف ومثل عليا ..وقد تناسوا حب الأيام الخوالي ..!

حتى ألتقيا هذه الليلة .وفي حفلة رأس السنة , وعند نفس الصديقة المشتركة لكليهما ..

وبعد اللقاء ..
لم يقويا على منع نفسيهما عن الكلام مع بعضهما ...
فأقترب هو منها ... كما خطت هي مقتربة اليه .. وألتقت العيون , واصبحى وجهاً لوجه ..
وقالت له .. وهي لم تزل تحتويه بنظراتها :
_ كيفك أنت الآن ..؟؟
رد عليها وهو يتفحصها بفضول :
_ كيفك انت ..؟؟ .. لم تزالي كما أنت ..!!
أجابته والخجل يأخذ منها مأخذه :
_ أنت كذلك ... لم تزل في نظري ذاك الشاب الخجول ... رغم كل هذه السنين ..!!
_ أي سنين هذه ..؟؟
_ العشرون عام التي مرت . منذ أخر لقاء .... ! . هل نسيتها ..؟؟
أجابها والحزن يطغي على صوته :
_ أنا لم أنساها ... ولكني .. لم أعيشها ..
ردت عليه والغصة تملء صدرها :
_ أنا عشتها ... ولكني كنت أموت في كل يوم من أيامها ...
وصمت كليهما للحظات ...
وأخذت العيون تتكلم بكل ما عجزت عن نطقه الألسن ...
ثم تداركت هي الموقف ... وبادرته بعد أن أستعادت توازنها وتهندمت بوقفتها وهي تتفحص ما حولها:
_ كيف أصبح أبنك الآن ..؟؟
_ أنه الآن رجل ... وأنت . كيف هي أبنتك ..؟؟
_ أنها عروسة ... تعال لكي تراها ......
وألتفتت تفتش عن أبنتها ... وبعد أن لاحت لها من بعيد ..
ألتفتت اليه قائلة وهي تشير لأبنتها:
_ تلك هي أبنتي .. التي تقف بقرب ذلك الشاب ...
فرد عليها :
_ وأن ذلك الشاب الذي يقف معها ... هو أبني ...
وفتحت عيونها بكل أنفعالات الدنيا . بعد أن لاحظت علامات الحب والوفاق تصرخ بين الحبيبين الصغيرين ... أبنتها وأبن حبيبها الذي كان .....
عندها قال لها بكل تودد ورجاء .. وهو ينظر الى الحبيبين الصغيرين :
_ أيه رأيك ...؟؟
فأستدارت بوجهها اليه .. وبوادر دموع الفرح تترقرق في عينيها ... وهي تقول :
_ أنا ... موافقة




..................... تمت ......................




.................................................. . شكرا


الى جميع القائمين على هذا الصرح العظيم
وكل من ساهم في أنجاحه وتقدمه من مشرفين ومراقبين
والى جميع الأخوة الاعضاء في منتدانا الغالي هذا
والى قرائي العزاز العزاز
^
^
^
اتمنى
أن يكون العام القادم عام خير وسعادة وتحقيق الاماني
مع كل الود
كمج مون
.....................شكرا