يوميات مواطن على المعاش

تدهشنى المرأة حين تنقلب مائة وثمانين درجة فى ثانية واحدة بلا أى مبرر.. فزوجتى، رعاها الله وقوى إيمانها، حين تكون راضية تنادينى بهذا اللقب.. (ياسى الحاج)!!..
وحين تكون مكشّرة عن أنيابها وفى لون قوس قزح تنادينى باسمى (حاف) وحين تكون غاضبة جداً تقول (أنت يا........)!!
وأحيانا، بارك الله فيها، تشعرنى بأنى أعظم رجل فى العالم، وبعد عشر دقائق تقول إن اليوم الذى تزوجتنى فيه كان يوم إسود!!.. وبعد أكثر من ثلاثين سنة استوعبت أنا الدرس.. ذلك أن الحياة هى مزيج من التناسب العجيب، ولولا هذا التناسب الذى خلقه الله ما عاش رجل مع امرأة تحت سقف واحد!!
فالمرأة هى الدنيا بكل تكوينها.. فباستطاعتها أن تجعل فى اليوم الواحد أربعة فصول.. وياويلك يا سواد ليلك لو ذكّرت زوجتك بأنها وصلت لسن الخمسين.. فقط هى فى السادسة والثلاثين.. ثم يقف التاريخ هنا حتى القبر لا يتحرك يوما واحدا ولو أتيت لها بكل خبراء علم الفلك وتاريخ الأجناس!!
فى عيد ميلادها الماضى أحضر لها أحد أبنائها خمسين شمعة وأشعلها فى التورتة.. كان الفتى بريئاً فهو بالطبع يعرف عمر أمه ولا يعرف لعبة التزوير هذه.. فخاصمته أسبوعاً كاملاً ولولا تدخل أولاد الحلال لتبرأت منه إلى يوم الموقف العظيم!..
شىء واحد يغفر للمرأة شراستها.. أنها فى الغالب المطلق أم جيدة.. فلا يستطيع إنسان عاقل أن يقر بأنه يربى أولاده، لأن الأم هى التى تقوم بهذه المهمة خير قيام.. فنحن الرجال خلقنا لكى نسعى فى الأرض لنخطف أرزاقنا من بين أنياب الحياة ثم نأتى بثمار عرقنا إلى المرأة لتقوم بالمهمة التى خلقها الله من أجلها.. وهى تربية الأولاد والسهر على مستقبلهم.. إنى أعترف وأقر بأننا جميعا أولاد أمهاتنا ولا أستطيع أن أقول ذلك أمام زوجتى حتى لا تتسع سلطاتها فتغير على بقايا سلطاتى فى المنزل وأصبح شبحاً!!
لكن يا صديقى الرجل دعنى أقل لك بمنتهى الصدق، احتمل زوجتك فهى الأقوى فى كل الحالات، ولا أقصد القوة العضلية، فزوجتى كلها فى حجم علبة الكبريت، ومع ذلك فباستطاعتها أن تشعل النار فى نافوخى ببضع دمعات.. وبوز!!