خاتمة الكلام في السيناريوهات
ضمانات مقاومة الاستبداد !!

لأن دراسات المستقبل هي أحد أهم وأصعب العلوم السياسية علي الإطلاق وتأتي صعوبتها – كما قيل سابقاً – بسبب اشتراط تأسيس ما فيها علي أسس ومنطلقات واقعية ؛ ولأن الأحداث التي نعيشها أو الظواهر الأساسية المهمة التي نمر بها غالباً ما يكون لها امتداداتها أو تأثيراتها المستقبلية !! فمن الطبيعي أن ينشغل أهل الإصلاح بفكرة التنبؤ … وما تضمه من توقعات مستقبلية وسيناريوهات محتملة !! تأسياً بالمدرسة الفقهية العظيمة التي أرست قواعد الفقه الافتراضي عبر كلمة ( أرأيتكم ) !!
وقد أكدتُ في مبتدئ الأمر علي أن التنبؤ هو علم ( علمي ) مشروع ويقوم علي أسس إحصائية وشواهد موضوعية ونتائج ملموسة ومؤشرات وحقائق مع تجميع للأمور وإعادة ترتيب وهيكلة من أجل التنبؤ بما قد يمكن حدوثه ! .
أما التخمين فهو لا يستند إلي أى أسس أو مؤشرات ولا يعتمد علي شواهد حقيقية ولكن فقط علي عواطف وأماني وأمور تخيلية !!
وقد حاولتُ أن أقترب من التنبؤ وابتعد قدر الإمكان عن خيالات التخمين !! وأن ألزِمَ نفسي بالموضوعية حتي وإن بدا الأمر غريبا علي البعض أو مكررا كما قال البعض ممن راسلوني عبر الأيام الماضية ……
كلمة للإخوان ..
وأحب أن أختم هذه السلسلة من السيناريوهات بكلمة لجماعة الإخوان المسلمين والتي يراها الكثيرون – كما هو حال كاتب هذه الكلمات – بقية الأمل المتبقي لهذه الأمة ؛ وأن الخير معقود بناصية هذه الجماعة التي بذلت وما زالت تبذل الكثير من أجل أن تكون كلمة الله عز وجل هي العليا ……
وكلمتي التي أحب أن أقولها هي جملة يسيرة من ضمانات النجاح لو أرادت الجماعة أن تتخذ قرارها الحاسم في الإصلاح والتغيير وسأذكرها تلميحاً دون تفصيل ودون مبالغة ففي قليل الكلام غُنية :
أولاً : التغيير في نهايته قرار !!
والذي أقصده هنا أن الجماعة قد بذلت من سنين عمرها الكثير والكثير؛ ومن دماء أبنائها الغزير النفيس ؛ وهي استعداد تام وفقاً لمناهجها وعلو غايتها لبذل المزيد ….وما زالت النجاحات تتحقق وتتزايد بفضل من الله عز وجل في الصف الإخواني والمجتمع وقيمه وفي مسارات العمل السياسي وغير ذلك …. وتبدو الأمور أحيانا وكأنها متجهة إلي الانغلاق ! فهل يكون الصبر في كل الأحوال صبراً .. أم أحيانا يكون عجزاً وقلة حيلة ! … وهنا سيصل الأمر– شئنا أم أبينا – إلي الحد الذي يجب علينا أخذ القرار الحاسم فيه وتحمل تبعاته ….
ثانياً : التألق الرأسي شرط حاسم !
وأقصد به أن تتم عمليات تطوير مبرمجة للارتقاء بإمكانات وقدرات الصف الإخواني حتي يستأهل أن يكون جيل التغيير المنشود والذي يستحق أن يدير دفة تلك العملية برمتها !!
إنه صف صاحب مشروع ! ومرتبط بقيادته وواثقا فيها !! وله إمكانات ذاتية متألقة !! ويعرف دوره بذاتية مبهرة وينفذه بإيجابية رائعة ولا ينتظر تكليفا في كل الأحوال !! يخرج من التجميد والانتظار إلي رحابة التنفيذ وحرارة التغيير في الواقع !
ثالثاً : حتمية النجاح مع المجتمع


وهو شرط يعرفه الجميع ويتكلم حوله الجميع !! ولكننا ما زلنا نسبح علي الشاطئ ! ولم تخض أقدامنا بعد إلي مستوي الاختبار والتحدي !! فمازلنا بعيدين عن توجيه المجتمع وامتلاك دفة تحريكه !! وكل اختبار نتعرض له في ذلك يثبت لنا أننا مازلنا ( نغرق في شبر من المياه !! ) وهو ما ينبغي مراجعته بشدة ..
رابعاً : التحالف حياة !!
وكلنا يعلم أننا نتعامل في وسط مجتمع سياسي ملؤه التافهون وعملاء النظام وإن بالغوا في تسمية أنفسهم ( معارضة ) !! ؛ ولكننا مضطرون لأن نبحث عن كل خير فيه وأن نتساهل في شروطنا من أجل أن نتحالف معه !! وألا نكون منفردين في معاداة المستبد الظالم !
خامساً : التبني الحقيقي لهموم المواطن المصري :
وهو ما ينبغي أن يكون له معه وقفة وتدبر !! فلا وجود لنا ولحوارنا في أوساط الناس وهمومهم اليومية !! وكل قضايانا التي نحاول استدعاء المجتمع إليها قضايا نخبوية أو عالمية وإقليمية لا علاقة لرجل الشارع المطحون بها !! وقد أكله الفقر وتلاعبت به البطالة والعنوسة وغيرها !! …. وما زال صوتنا في المقاومة العملية لمثل هذه الهموم مبحوحاً !!
سادساً : تقوية البُعد العالمي ..
وهي قضية تحتاج بدورها أن ندرس أثرها !! فقد أثبتت الأيام أننا نرد مُسانِدَا قويا لنا من الخارج !! كما يفعل أقباط المهجر مع الكنيسة !! فهم يقوون موقفها ويلعبون لعبة الضغط بـ ( حرفنة ) شديدة … وربما يكون في ذلك درس لنا !!
انتهي الموضوع


وكل ما أتمناه أن يجعله الله في موازين الحسنات وأن يتقبله خالصا لوجهه الكريم ….والله المستعان سبحانه وهو من وراء القصد وهو يهدي السبيل