الأمُّ تنــــــــادى
: أولادي ، أين الأولاد ؟
خرجوا للَّعبِ على غفلة أين الأولاد ؟
اللّعبُ يُحرَّمُ فى أرضى حتى الأعيـــــــادْ
اللَّهو مُباحٌ فى الدُّنيــــا وبأرضى يُبــــادْ
والقلبُ الزائغُ فى وجلٍ أين الأولادْ


*****************
رائحـةُ دمـاءٍ تنتشرُ
وهواءٌ أسودُ فـى الأجـــــواءْ
أشلاءٌ كثُرتْ فوقَ الأرضِ تُغطيها أيضًـا أشـــــــلاءْ
ذا طفلٌ فَقَـدَ ذراعيهِ ؛ فالحربُ عطــاءْ
ورضيعٌ يصـرخُ فى جوعٍ مَنْ للضعفـــــــــــــــــــا ءْ
وعويلُ نساءٍ يرتفعُ من بعـدِ بُكـــــــاءْ
ضاقَ القبرُ ، مُليء الصدرُ كَربـــــًا وعنــــــــــــــاءْ
ألوانُ التربة بالقتلَـى صارتْ حمــــــراءْ
دى
: أولادى ، اين الولاد
وضميرُ العالمِ فى صمتٍ ، موتٌ وجفاءْ
الأمُّ تنـــــــادى
: أولادي ، أين الأولاد ؟


**************
فى الشارعٍ يجرى الخوفُ بلا وعىٍ بين الجـــدران
ها همْ أولادى قد افترقوا بينَ الجــــيرانْ
هل هُم أولادى ؟ أم ازدادَ بقلبِى التِّحنانْ
هل عادَ الوهمُ يُدثِّرُنِى؟ أم يرجو لنا الوهمُ الأحزانْ
ما كُنتُ لأنسى؛ فالثَّكْلَى يُجافيها النّسيانْ
وندائى المُحرقُ فى قلبــى
: أين الأولادْ


***************
تمضى السنواتُ ولا أعلمُ إلاَّ الفُقْــــــدانْ
عيناىّ تغيبُ من الهـمِّ ، والظلمُ يُعشِّشُ فى الآذانْ
للذئبِ مراعٍ تحفظُهُ ، والويلُ لمن رفـــعَ العصيـانْ
ويلومُ الحمقَى وقـدْ سلموا ظلمَ الطغيانْ
اللومُ سريعٌ محمومٌ ، والعونُ بطيء حــــــــيرانْ
والأهلُ تفرَّقَ جمعَهمُ ، والباغى قد نسجَ الكفـــانْ
ذا بيتى غدا لِـى مقبرةً وبغــير أمــــــانْ
ودعائى حبيسٌ فى صدرى يخشى السذجــــــانْ
الأمُّ تنــــــادى
: أولادي ، أين الأولاد ؟


******************
فى الماضى رجالٌ قد ذاقوا ألمَ الحرمـانْ
لكنْ صالوا للحق وما خافوا خوض النيـــــــــرانْ
هابَ التاريخُ لقاءَهُمُ فى كلّ زمــــــــانْ
واليومَ الأهلُ وقد سلموا صاروا العميانْ
والعونُ بدا ممن أرجو شيخًا كســـــــلانْ
والقلبُ ينادى
: أولادى ، ياللحرمـــــــانْ


*************
إن زاد بكائى فلا أبكــــــــى فقــدَ الأولادْ
فسأُنجبُ يومًا من يسحـقُ تلكَ الأوغــــادْ
بدمائى سأبقى لا شكَ رغم الأحقــــــــــادْ
ويظلُ ندائى
: أولادى هم خـــــــــيرُ مدادْ


***********
لكنى أقول لمن خضعوا والقلب جبــــــانْ
من ماتَ شهيدًا للحقِّ يحيـــــا فى أمـانْ
والموتُ قضــاءٌ لا يهربُ من الإنســـانْ
فلنرفعْ كفًّـا تجمعُنــــــــــــــــا لا للخذلانْ