أحيانا ًيتقدم الشاب حسن الخلق والدين لخطبة إحدى بنات العائلة فيقف الوالدان في حيرة بين نداء العقلوالدين الذي يحتم قبول هذا الخاطب عملاً بقول رسول الله " صلى الله عليه وسلم"لماذا يرفض الأهل زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى؟
ونداء العاطفة التي تتمزق بين البنتين، فإن تمتالموافقة سعدت الصغرى وتألمت الكبرى نفسيا، وإن تم الرفض وقع الظلم علىالصغرى!!إذا جاءكم من ترضوندينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير
هذا المشهد يتكرر في كثير من بيوتنا فماذا يفعل الآباء؟ وإلى متى تحولالعادات والتقاليد - التي قد تتناقض مع تعاليم ديننا - دون اتخاذ قرارات تسعدناوتسعد أبناءنا؟
قديتصور البعض بما فيهم الأخت الكبرى أن مجرد خطبة الصغرى قبلها يعنى تفوقها فيالجمال أو الذكاء، وهذا التصور غالباً ما يكون خاطئاً فقد تكون الخطبة من قبل أناسلا يعرفون الكبرى كان تأتى عن طريق الزميلات في المدرسة أو الجامعة أو العمل.خطبةالصغرى
إنزواج الأخت الكبرى كان هو المبدأ الثابت في الزواج قديماً، وكان لذلك أسبابه وظروفهحيث كان من المعروف أن فلاناً أب لفلانة وفلانة.
وعندما يتقدم أحد الشباب إليهراغباً فى نسبه يطلب الكبرى لأنها هي الجاهزة للزواج، أما الآن وبعد أن خرجت الفتاة للتعليم والعمل فقد اختلفت الأمور وأصبح الشاب وهو فى طريقه للارتباط يعرف كل شيءتقريباً عمن يرغب فى أن تشاركه حياته ولا يرضى بها بديلاً.
ويرىعلماء النفس أن رد الخاطب بحجة تزويج الكبرى أولاً قد يؤدى إلى قيام عداوة وبغضاءونفور بين الأخوات نتيجةً الإحساس بأن إحداهما تقف فى طريق سعادة الأخرى. وقد ينتجعن ذلك مشكلة كبيرة بين الأب والابنة حيث يحول بينها وبين سعادتها، وربما يملالخطيب من كثرة انتظار قدوم فارس أحلام الأخت الكبرى ويضطر إلى فسخ الخطبة أوالذهاب بلا رجعة.التضحية
أو ربما تحدث الطامة الكبرى بأن تضحى الأخت الكبرى وتوافق على أيعريس يتقدم لها من أجل عيون أختها الصغرى وغالباً لا تدوم هذه الزيجة طويلاً ويحدثما لا يحمد عقباه.
لذا يرى علماء النفس أن الحل المثالي لهذه المشكلة يكون بأخذرأى الأخت الكبرى وإشراكها فى الموضوع بشكل مباشر بل وجعلها المتحدث باسم أختها فىكثير من الأمور فتختار معها فستان الزفاف مثلاً أو ترافقها فى رحلة شراء متطلباتهاوهى أمور بسيطة ولكن أثرها فى إزالة المشكلة كبير وفعال.
علىالأب الذي يتعرض لمثل هذا الموقف أن يتقبل الموضوع بهدوء وأن يكون سنداً لابنتهالصغرى ومستشاراً أميناً لها ولا يقف حجر عثرة فى طريق مستقبلها، فقد لا تتاح لهامثل هذه الفرصة مرة أخرى .كما أن عليه ألا ينسى مشاعر الكبرى وأحاسيسها فهي بحاجةإلى من يدعمها نفسياً واجتماعياً وإلى من يبث فى كيانها جرعات من الإيمان والأملوالثقة بالنفس.حكمة الوالدين
أما الأم فعليها أن تعالج الأمر بميزان متكافئ بين العقلوالعاطفة، فالصغرى بحاجة إلى رجاحة عقل أمها، والكبرى بحاجة إلى عاطفة جياشةتحتويها فلتكن أما عاقلة حيال مستقبل ابنتها الصغرى وحنوناً تحتضن حزن الكبرى وتعملعلى إقناعها بقدر الله عز وجل والدعاء لها بأن يرزقها الله الزوج الصالح.وعلى الأختالكبرى أن تتقبل الأمر بحكمة وأن تقتنع بأن خطبة أختها الأصغر قبلها أمر لا يعيبها،وأن نصيبها سوف يأتيها بإذن الله تعالى فى أوانه.
أما الأخت الصغرى فعليها أنتشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه وألا تجعل خطبتها سبباً فى جرح مشاعر أختها بلتحاول التقرب منها، والتودد إليها واستشارتها والثقة فى رأيها ودعمها نفسياًوإيمانياً.
وعلى أفراد المجتمع مراعاة مشاعر الأخت الكبرى وذلك بتخفيف حدةالنظرات والهمسات الجارحة وإدراك أن ذلك يحدث لحكمة لا يعلمها إلا الله ، فكم منفتاة سبقتها أختها أو أخواتها إلى بيت الزوجية وصبرت فعوضها الله خيراً بعد أيام أوسنوات.
ولا يحق لأحد أن ينتقد الأسرة التي توافق على تزويج الصغرى قبل الكبرىفرفض تزويج الصغرى قبل أختها الكبرى عادة سيئة لا يقرها شرع ولا يقبلها عقل، وقدندب الشرع إلى تزويج البنات، وجاء التحذير من رد الخاطب إذا كان حسن الدين والخلق ،
ولو كان فى الترتيب بين الأخوات فى الزواج خير لأرشدنا إليه ديننا الحنيف.ولاننسى أن الله تعالى كتب مقادير كل شيء وقدر للإنسان ما له وما عليه منذ نفخ الروحفيه. ولن يأخذ إنسان إلا ما كتب الله له ، وكذلك فإن الصغرى لن تأخذ نصيب أختها أوتؤثر عليه.
المفضلات