لو كنت مكان الرئيس حسنى مبارك لأمرت بفتح تحقيق فورى فى واقعة اختفاء القمر الصناعى ايجيبت – سات 1، حتى يعرف الرأى العام المصرى أن القيادة السياسية معنية ومهتمة بموضوع التكنولوجيا ودخول مصر عصر الفضاء بالفعل، أما أن يتم الحديث عن الموضوع بنفس طريقة سرقة لوحة زهرة الخشخاش " لوحة وراحت وعندنا غيرها كثير" وبالتالى " قمر وتاه وبكرة يرجع بالسلامة".

القمر الصناعى هو جزء من ثروتنا القومية لأنه أول قمر متخصص فى الاستشعار عن بعد، وهو بهذه الوظيفة جزء مهم لأبحاث المستقبل، وهو جزء من عرق وجهد مجموعة مخلصة من المصريين المبدعين، وبالتالى فالتعامل معه يجب أن يكون جادا وعلى أعلى مستوى حتى يرسل الرئيس رسالة قوية لمن يهمه الأمر أن الموضوع ليس "قمر وضاع " بل هى أبعد من ذلك، خصوصا وأن البعض تحدث عن تورط إسرائيل فى الموضوع، صحيح أن د. أيمن الدسوقى رئيس هيئة الاستشعار عن بعد قلل فى حوار مع برنامج "صباح دريم"من إمكانية استفادة إسرائيل من المعلومات الخاصة بالقمر، لأنه مشفر، وهناك أكثر من طريقة لحماية المعلومات التى يحملها، وهذا كلام صحيح ولكنه غير مكتمل لأن إسرائيل متقدمة عنا جدا فى هذا المجال وبالتالى فبإمكانها أن تفك الشفرات وتحصل على المعلومات لو أرادت.


اختفاء القمر الصناعى هو صورة أخرى من ترهل الإدارة المصرية وتخلف أدائها فى مجال لا يحتمل التخلف أو الفساد أو معاملة العلماء معاملة موظفين درجة عاشرة برواتب متواضعة وبطريقة لا تبعث على الاحترام والتقدير رغم أن هؤلاء العلماء هم ثروة مصر الحقيقية.


آخر السطر

لماذا لا يستقبل السيد الرئيس علماء مصر المبدعين فى مجالات عدة كما استقبل "طباخ الرئيس" واستقبل "مجموعة الفنانين" ثم مجموعة مختارة من المثقفين"؟ يحتاج علماء مصر إلى رسالة تشجيع قبل أن نصبح ولا نجد لا أقمارا ولا نجوما ولا علماء

(البرسا)