تحرير سيناء


هو اليوم الموافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر آخر شبر من أراضيها وهي مدينة طابا من أيدى اليهود، بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها. وهو من الأيام التي تتعطل فيها الدوائر الرسمية والمصالح الحكوميه المصرية، ويعتبر يوم عطلة رسمية لكافة المواطنين المصريين بكافة أطيافهم.

تحتفل مصر فى 25 أبريل 2010 بمرور 28 عاماعلى تحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلى فقد تم تحرير سيناء من الاحتلال 'الاسرائيلى فى عام 1982 واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس حسنى مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الارض المصرية فى عام 1988 .

لقد حررت مصر أرضها التى احتلت عام 1967 بكل وسائل النضال .. من الكفاح المسلح بحرب الاستنزاف ثم بحرب اكتوبر المجيدة عام 1973 و كذلك بالعمل السياسى و الدبلوماسى بدءا من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974 و عام 1975 ثم مباحثات كامب ديفيد التى أفضت الى اطار السلام فى الشرق الاوسط " اتفاقيات كامب ديفيد " عام 1978 تلاها توقيع معاهدة السلام المصرية – الاسرائيلية عام 1979 .




و على مدى 28 عاما من تحرير سيناء كانت هذه البقعة الغالية فى بؤرة اهتمام الوطن حتى أصبحت رمزاً للسلام و التنمية . ان سيناء التي عادت الي سيادة الوطن جبالا ورمالا وصحراء شاسعة علي امتداد البصر قد صارت اليوم رمزا للسلام‏..‏ وشاهدا علي ماتحقق في مختلف أرجاء الوطن من انجازات في شتي مجالات البنية الأساسية وقطاعات الانتاج والخدمات لا شك ان شبة جزيرة سيناء تحظى بمكانة متميزة في قلب كل مصري .. مكانة صاغتها الجغرافيا .. و سجلها التاريخ.. و سطرتها سواعد و دماء المصريين على مر العصور.. فسيناء هي الموقع الاستراتيجي المهم .. و هي المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقارته و حضارته، هي محور الاتصال بين أسيا و أفريقيا .. بين مصر و الشام .. بين المشرق العربي و المغرب العربي. سيناء هي البيئة الثرية بكل مقومات الجمال و الطبيعة و الحياة برمالها الذهبية .. و جبالها الشامخة .. و شواطئها الساحرة.. و وديانها الخضراء .. و كنوز الجمال و الثروة تحت بحارها, و في باطن أرضها من كائنات .. و مياه .. و نفط و معادن.

سيناء هي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين و تضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.. هي البوابة الشرقية .. و حصن الدفاع الأول عن امن مصر وترابها الوطني. اليوم وبمرور 28 عاما على ذكرى تحرير سيناء تفتح مصر صفحة جديدة في السجل الخالد لسيناء .. فسيناء بمقوماتها الطبيعية و مواردها الزراعية و الصناعية و التعدينية و السياحية .. هي ركن من أركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادي الضيق حول وادي النيل .. إلى رقعة أرض مأهولة واسعة تغطى 25% من مساحة مصر .. رقعة تتسع لاستقبال الأعداد المتزايدة من السكان .. و احتضان الطموحات و التطلعات الكبرى لهذا الشعب .. رقعة تبنى لهذا الجيل و الأجيال القادمة.. و تضاعف من فرص العمل و النمو ، و من القواعد الإنتاجية و المراكز الحضارية .. و القدرة الاستيعابية للاقتصاد المصري.

بهذا المعنى فان سيناء بذاتها و من خلال المشروع القوى لتنميتها (1994 - 2017)، تمثل محورا أساسياً من محاور هذه الإستراتيجية التنموية طويلة الأمد.. بالإضافة إلى كونها جزءاً من إقليم قناة السويس الذي يحتضن أكبر عدد من مشروعات مصر العملاقة في غرب خليج السويس و العين السحنة .. و في شرق بورسعيد.. و في القناة نفسها التي ستظل شرياناً حيوياً من شرايين الاقتصاد و التجارة الدوليين