بسم الله الرحمن الرحيم



..لنبدأ المبحث بسؤال يبحث عن إجابة هو..

أين وكيف مات سليمان عليه السلام؟؟؟....


....مثلما كانت حياة سليمان عليه السلام قمة في المجد الذي يمتلئ بالعجائب والخوارق.. كان موته آية من آيات الله تمتلئ بالعجائب والخوارق..
وهكذا جاء موته منسجما مع حياته، متسقا مع مجده، جاءت نهاية فريدة لحياة فريدة وحافلة بالمعجزات والخوارق .
لقد قدر الله تعالى أن يكون موت سليمان عليه الصلاة والسلام بشكل ينسف فكرة معرفة الجن للغيب.. تلك الفكرة التي فتن الناس بها فاستقرت في أذهان بعض البشر والجن..من جهة....
ومن جهة أخري ينبئنا بشيء آخر فريد ..
فكان الجن يعملون لسليمان عليه السلام طالما هو حي.. فلما مات انكسر تسخيرهم له، وأعفوا من تبعة العمل معه..
وقد مات سليمان عليه السلام دون أن يعلم الجن، فظلوا يعملون له، وظلوا مسخرين لخدمته، ولو أنهم كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.
لقد كان سليمان عليه السلام متكئا على عصاه يراقب الجن وهم يعملون. فمات وهو على وضعه متكئا على العصا.. ورآه الجن فظنوا أنه يصلي واستمروا في عملهم. ومرت أيام طويلة.. ثم جاءت دابة الأرض، وهي حشرة تأكل الخشب.. وبدأت تأكل عصا سليمان عليه السلام..
كانت جائعة فأكلت جزء من العصا.. استمرت الحشرة تأكل العصا أياما.. فكانت تأكل الجزء الملامس للأرض، فلما ازداد ما أكلته منها اختلت العصا وسقطت من يد سليمان عليه السلام..
اختل بعدها توازن الجسد العظيم فهوى إلى الأرض.. ارتطم الجسد العظيم بالأرض...


وترك ارث ثقيل وأسئلة لا تحصي وكل من يقترب منها ويجتهد ينتظر وابلا من الاتهامات تصل أحيانا إلي الاتهام بالكفر أو الجنون أو ..أو ..الخ

بحث أكثر المفسرون رحمهم الله من ذكر الإسرائيليات المتعلقة بقصة سليمان عليه السلام في القرآن ، وهذه الإسرائيليات مرجعها أخبار بني إسرائيل ، وفيها الغث والسمين ، ولهذا ينبغي على المسلم عدم التعجل في قبولها وتصديقها ، حتى يتمعن في مضمونها ، فإذا كانت توافق ما عندنا من شرع قبلها ، اوإذا كانت تخالف ردها ، اوإذا كانت غير ذلك ، توقف بالحكم عليها فلا يصدقها ولا يكذبها ، كما قال عليه الصلاة والسلام : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم " .

.... والقران والسنة تقول إن الاختلاف في وجهات النظر وتقدير الأمور فطرة في البشر، و سنة من سنن الله في الكون؛ إذ يستحيل أن يكتمل نسيج الحياة أو ينبثق لها نبع بوساطة نسخ مكررة أو ذات نمطية واحدة.. و لكي يتحدد مسار هذا المقال منذ بدء المصافحة الذهنية مع القارئ فالمعني به هو فقه الاختلاف في المسائل الاجتهادية –
وهي التي تتجاذبها الأدلة ولها حظ معتبر من النظر، و التي ينبغي ألاّ تنكر على أصحابها - وليس المعني الاختلاف من حيث أسبابه ومرجعيته أو تاريخه ومحاوره ..

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم مثالاً يحتذي به في احتواء الخلاف وحسن إدارته، كي يغدو اختلاف تكامل لا اختلاف تضاد .. و قد حمل صحابته وتابعوه والأئمة الأعلام هذا المشعل..
وكثيراً ما أتأمل حالهم حينما وقعت بينهم الاختلافات في المسائل الاجتهادية، وأجد الإكبار والإجلال لهم يتنامى في صدري.. فما ضرت أولئك الفقهاء اختلافاتهم، بل زادتهم إكباراً و رفعة عند بعضهم البعض..
والأمثلة كثيرة يعجز المقام عن حصرها، تبين ما قد حملوه من أدب جم وخلق رفيع، و اختلاف راقٍ، يمنع السخائم من الاستيطان في صدورهم، و البغضاء من تعاورهم ..


...والمسيحية أيضا تأمر بالبحث والدرس...
طاعةً لأمرا لسيد المسيح عليه السلام وأقواله : ...
«فتّشوا الكتب» (يوحنا 5: 39) وقال يوحنا: «امتحنوا الأرواح هل هي من الله؟
لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم» (1يوحنا 4: 1).
يعني: استعمِلوا عقولكم للتمييز بين الهُدى والضلالة.. كما أنها تحذِّرنا من قبول تعاليم ملتوية، بحسب النصيحة: «إن كان أحدٌ يبشّركم بغير ما قبلتُم، فَلْيكن أناثيما.
(أي محروماً من الله)» (غلاطية 1: 8، 9).
وطاعةً للقول: «تمسَّك بصورة الكلام الصحيح (أي الألفاظ والحروف)(2تيموثاوس 1: 13).

أين الحقيقة !!!!

في القران الكريم نقرأ ..

" فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ" سورة سبأ

ومن يقرأ الآية لا يختلف اثنان من أن موته عليه السلام كان في مكان ما وسط الجن فقط وذلك بحسب الاية الكريمة ....

وفي التوراة نقرأ ....

" وملكَ سليمان بأورشليم على جميع إسرائيل أربعين سنة. وحين مات دُفن مع آبائه في مدينة داود أبيه، وملك رحبعام ابنه مكانه " أخبار الأيام إصحاح 9- 30

ومن يقرأ الآية لا يختلف اثنان من أن موته عليه السلام كان وسط اهله ومرؤسيه بل ودفنوه بأيديهم وذلك بحسب ما جاء بالتوراة ....


وهنا يتوقف العقل البشري فما هو مدون بالتوراة هو الطبيعي لكل البشر مات ثم دفن مع أسلافه في مدينة أبيه داود وخلفه ابنه رحبعام في الحكم لنجد أنفسنا أمام ما جاء في القران الكريم من حق يحتم علينا البحث ....

لذلك يظهر لنا بصيص من نور في القران الكريم في قوله تعالي.....

(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ)

ولقد فسرها السلف ما نصه !!!

قال الإمام الحافظ ابن كثير في..
مسألة: الجزء السابع التحليل الموضوعي

( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ( 34 ) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( 35 ) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ( 36 ) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ( 37 ) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ( 38 ) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 39 ) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ( 40 ) )

يَقُولُ تَعَالَى : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ ) أَيِ : اخْتَبَرْنَاهُ بِأَنْ سَلَبْنَاهُ الْمُلْكَ مَرَّةً ، ( وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَمُجَاهِدٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمْ : يَعْنِي شَيْطَانًا . ( ثُمَّ أَنَابَ ) أَيْ : رَجَعَ إِلَى مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ وَأُبَّهَتِهِ .

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : وَكَانَ اسْمُ ذَلِكَ الشَّيْطَانِ صَخْرًا . قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَقَتَادَةُ . وَقِيلَ : آصِفُ . قَالَهُ مُجَاهِدٌ وَقِيلَ : آصِرُوا . قَالَهُ مُجَاهِدٌ أَيْضًا . وَقِيلَ : حبقيقُ . قَالَهُ السُّدِّيُّ . وَقَدْ ذَكَرُوا هَذِهِ الْقِصَّةَ مَبْسُوطَةً وَمُخْتَصَرَةً .

وَقَدْ قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ : قَالَ أَمَرَ سُلَيْمَانُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِبِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقِيلَ لَهُ : ابْنِهِ وَلَا يُسْمَعُ فِيهِ صَوْتُ حَدِيدٍ . فَقَالَ : فَطَلَبَ ذَلِكَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ . فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ شَيْطَانًا فِي الْبَحْرِ يُقَالُ لَهُ : " صَخْرٌ " شِبْهُ الْمَارِدِ . قَالَ : فَطَلَبَهُ وَكَانَتْ عَيْنٌ فِي الْبَحْرِ يَرِدُهُا فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ مَرَّةً فَنُزِحَ مَاؤُهَا وَجُعِلَ فِيهَا خَمْرٌ ، فَجَاءَ يَوْمَ وِرْدِهِ فَإِذَا هُوَ بِالْخَمْرِ فَقَالَ : إِنَّكِ لَشَرَابٌ طَيِّبٌ إِلَّا أَنَّكِ تُصْبِينَ الْحَلِيمَ ، وَتَزِيدِينَ الْجَاهِلَ جَهْلًا . ثُمَّ رَجَعَ حَتَّى عَطِشَ عَطَشًا شَدِيدًا ثُمَّ أَتَاهَا فَقَالَ : إِنَّكِ لَشَرَابٌ طَيِّبٌ إِلَّا أَنَّكِ تُصْبِينَ الْحَلِيمَ ، وَتَزِيدِينَ الْجَاهِلَ جَهْلًا . ثُمَّ شَرِبَهَا حَتَّى غَلَبَتْ عَلَى عَقْلِهِ ، قَالَ : فَأُرِيَ الْخَاتَمَ أَوْ خُتِمَ بِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَذَلَّ . قَالَ : وَكَانَ مُلْكُهُ فِي خَاتَمِهِ فَأُتِي بِهِ سُلَيْمَانُ فَقَالَ : إِنَّهُ [ ص: 67 ] قَدْ أُمِرْنَا بِبِنَاءِ هَذَا الْبَيْتِ وَقِيلَ لَنَا : لَا يُسْمَعَنَّ فِيهِ صَوْتُ حَدِيدٍ . قَالَ : فَأَتَى بِبَيْضِ الْهُدْهُدِ فَجَعَلَ عَلَيْهِ زُجَاجَةً فَجَاءَ الْهُدْهُدُ فَدَارَ حَوْلَهَا ، فَجَعَلَ يَرَى بَيْضَهُ وَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِالْمَاسِ فَوَضَعَهُ عَلَيْهِ فَقَطَعَهَا بِهِ حَتَّى أَفْضَى إِلَى بَيْضِهِ . فَأَخَذَ الْمَاسَ فَجَعَلُوا يَقْطَعُونَ بِهِ الْحِجَارَةَ . وَكَانَ سُلَيْمَانُ [ عَلَيْهِ السَّلَامُ ] إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الْخَلَاءَ - أَوِ : الْحَمَّامَ - لَمْ يَدْخُلْ بِخَاتَمِهِ فَانْطَلَقَ يَوْمًا إِلَى الْحَمَّامِ وَذَلِكَ الشَّيْطَانُ صَخْرٌ مَعَهُ ، وَذَلِكَ عِنْدَ مُقَارَفَةٍ قَارَفَ فِيهِ بَعْضَ نِسَائِهِ . قَالَ : فَدَخَلَ الْحَمَّامَ وَأَعْطَى الشَّيْطَانَ خَاتَمَهُ فَأَلْقَاهُ فِي الْبَحْرِ فَالْتَقَمَتْهُ سَمَكَةٌ ، وَنُزِعَ مُلْكُ سُلَيْمَانَ مِنْهُ وَأُلْقِيَ عَلَى الشَّيْطَانِ شَبَهُ سُلَيْمَانَ . قَالَ : فَجَاءَ فَقَعَدَ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَسَرِيرِهِ وَسُلِّطَ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ كُلِّهِ غَيْرَ نِسَائِهِ . قَالَ : فَجَعَلَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ ، وَجَعَلُوا يُنْكِرُونَ مِنْهُ أَشْيَاءَ حَتَّى قَالُوا : لَقَدْ فُتِنَ نَبِيُّ اللَّهِ . وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يُشَبِّهُونَهُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الْقُوَّةِ فَقَالَ : وَاللَّهُ لَأُجَرِّبَنَّهُ . قَالَ : فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ - وَهُوَ لَا يَرَى إِلَّا أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ - أَحَدُنَا تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ فَيَدَعُ الْغُسْلَ عَمْدًا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَتُرَى عَلَيْهِ بَأْسًا ؟ فَقَالَ : لَا . قَالَ : فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً حَتَّى وَجَدَ نَبِيُّ اللَّهِ خَاتَمَهُ فِي بَطْنِ سَمَكَةٍ فَأَقْبَلَ فَجَعَلَ لَا يَسْتَقْبِلُهُ جِنِّيٌّ وَلَا طَيْرٌ إِلَّا سَجَدَ لَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ ، ( وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ) قَالَ : هُوَ الشَّيْطَانُ صَخْرٌ
وَقَالَ السُّدِّيُّ : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ ) أَيِ : ابْتَلَيْنَا سُلَيْمَانَ ، ( وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ) قَالَ : جَلَسَ الشَّيْطَانُ عَلَى كُرْسِيِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا . قَالَ : وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِائَةُ امْرَأَةٍ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ يُقَالُ لَهَا : " جَرَادَةُ " ، وَهِيَ آثَرُ نِسَائِهِ وَآمَنُهُنَّ عِنْدَهُ وَكَانَ إِذَا أَجْنَبَ أَوْ أَتَى حَاجَةً نَزَعَ خَاتَمَهُ وَلَمْ يَأْتَمِنْ عَلَيْهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ غَيْرَهَا فَأَعْطَاهَا يَوْمًا خَاتَمَهُ وَدَخَلَ الْخَلَاءَ فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ : هَاتِي الْخَاتَمَ . فَأَعْطَتْهُ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى مَجْلِسِ سُلَيْمَانَ وَخَرَجَ سُلَيْمَانُ بَعْدَ ذَلِكَ فَسَأَلَهَا أَنْ تُعْطِيَهِ خَاتَمَهُ ، فَقَالَتْ : أَلَمْ تَأْخُذْهُ قَبْلُ ؟ قَالَ : لَا . وَخَرَجَ مَكَانَهُ تَائِهًا . قَالَ : وَمَكَثَ الشَّيْطَانُ يُحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، قَالَ : فَأَنْكَرَ النَّاسُ أَحْكَامَهُ فَاجْتَمَعَ قُرَّاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَعُلَمَاؤُهُمْ فَجَاءُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى نِسَائِهِ فَقَالُوا : إِنَّا قَدْ أَنْكَرْنَا هَذَا فَإِنْ كَانَ سُلَيْمَانَ فَقَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ وَأَنْكَرْنَا أَحْكَامَهُ . قَالَ : فَبَكَى النِّسَاءُ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ : فَأَقْبَلُوا يَمْشُونَ حَتَّى أَتَوْا فَأَحْدَقُوا بِهِ ثُمَّ نَشَرُوا التَّوْرَاةَ فَقَرَءُوا . قَالَ : فَطَارَ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَى شُرْفَةٍ وَالْخَاتَمُ مَعَهُ . ثُمَّ طَارَ حَتَّى ذَهَبَ إِلَى الْبَحْرِ فَوَقَعَ الْخَاتَمُ مِنْهُ فِي الْبَحْرِ فَابْتَلَعَهُ حُوتٌ مِنْ حِيتَانِ الْبَحْرِ . قَالَ : وَأَقْبَلَ سُلَيْمَانُ فِي حَالِهِ الَّتِي كَانَ فِيهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى صَيَّادٍ مِنْ صَيَّادِي الْبَحْرِ وَهُوَ جَائِعٌ وَقَدِ اشْتَدَّ جُوعُهُ . فَاسْتَطْعَمَهُمْ مِنْ صَيْدِهِمْ وَقَالَ : إِنِّي أَنَا سُلَيْمَانُ . فَقَامَ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ فَضَرَبَهُ بِعَصًا فَشَجَّهُ فَجَعَلَ يَغْسِلُ دَمَهُ وَهُوَ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ فَلَامَ الصَّيَّادُونَ صَاحِبَهُمُ الَّذِي ضَرَبَهُ فَقَالُوا بِئْسَ مَا صَنَعْتَ حَيْثُ ضَرَبْتَهُ . قَالَ : إِنَّهُ [ ص: 68 ] زَعَمَ أَنَّهُ سُلَيْمَانُ . قَالَ : فَأَعْطَوْهُ سَمَكَتَيْنِ مِمَّا قَدْ مَذِرَ عِنْدَهُمْ فَلَمْ يَشْغَلْهُ مَا كَانَ بِهِ مِنَ الضَّرْبِ حَتَّى قَامَ إِلَى شَطِّ الْبَحْرِ فَشَقَّ بُطُونَهُمَا فَجَعَلَ يَغْسِلُ [ دَمَهُ ] فَوَجَدَ خَاتَمَهُ فِي بَطْنِ إِحْدَاهُمَا فَأَخَذَهُ فَلَبِسَهُ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَهَاءَهُ وَمُلْكَهُ ، وَجَاءَتِ الطَّيْرُ حَتَّى حَامَتْ عَلَيْهِ فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّهُ سُلَيْمَانُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَامَ الْقَوْمُ يَعْتَذِرُونَ مِمَّا صَنَعُوا [ بِهِ ] فَقَالَ : مَا أَحْمَدُكُمْ عَلَى عُذْرِكُمْ وَلَا أَلُومُكُمْ عَلَى مَا كَانَ مِنْكُمْ ، كَانَ هَذَا الْأَمْرُ لَا بُدَّ مِنْهُ . قَالَ : فَجَاءَ حَتَّى أَتَى مُلْكَهُ وَأَرْسَلَ إِلَى الشَّيْطَانِ فَجِيءَ بِهِ فَأَمَرَ بِهِ فَجُعِلَ فِي صُنْدُوقٍ مِنْ حَدِيدٍ ، ثُمَّ أَطْبَقَ عَلَيْهِ وَقَفَلَ عَلَيْهِ بِقُفْلٍ وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِهِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُلْقِي فِي الْبَحْرِ فَهُوَ فِيهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ . وَكَانَ اسْمُهُ حبقيقُ قَالَ : وَسَخَّرَ لَهُ الرِّيحَ وَلَمْ تَكُنْ سُخِّرَتْ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُهُ : ( وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )
وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ : ( وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ) قَالَ : شَيْطَانًا يُقَالُ لَهُ : آصِفُ . فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : كَيْفَ تَفْتِنُونَ النَّاسَ ؟ قَالَ : أَرِنِي خَاتَمَكَ أُخْبِرْكَ . فَلَمَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ نَبَذَهُ آصِفُ فِي الْبَحْرِ فَسَاحَ سُلَيْمَانُ وَذَهَبَ مُلْكُهُ ، وَقَعَدَ آصِفُ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَنَعَهُ اللَّهُ نِسَاءَ سُلَيْمَانَ فَلَمْ يَقْرَبْهُنَّ - وَلَمْ يَقْرَبْنَهُ وَأَنْكَرْنَهُ . قَالَ : فَكَانَ سُلَيْمَانُ يَسْتَطْعِمُ فَيَقُولُ : أَتَعْرِفُونِي ؟ أَطْعِمُونِي أَنَا سُلَيْمَانُ فَيُكَذِّبُونَهُ ، حَتَّى أَعْطَتْهُ امْرَأَةٌ يَوْمًا حُوتًا فَجَعَلَ يُطَيِّبُ بَطْنَهُ ، فَوَجَدَ خَاتَمَهُ فِي بَطْنِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ مُلْكُهُ وَفَرَّ آصِفُ فَدَخَلَ الْبَحْرَ فَارًّا .

وَهَذِهِ كُلُّهَا مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ وَمِنْ أَنْكَرِهَا مَا قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ :
المعني الحقيقي للجسد !!!!!!

(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ)


والسؤال الذي يبحث عن اجابة هو .....
ما هو الجسد في القران الكريم ...

الجسد ورد ذكره في القران الكريم في أربع مواضع ..
1.. وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (البقرة148)
2.. فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (طه88)
3.. وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (الانبياء8)
4.. وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (ص34)
..... والسؤال .هل الجسد هو الجسم هو الروح هو النفس ؟؟؟؟
سؤال يجب ويحتم علينا الاجابة عليه !!!!
ونجد الاجابة في قوله تعالي...

" ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْع َ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ"
(السجدة9).
يقول الامام ابن كثير..
{ ثُمَّ سَوَّاهُ } عدله بتكميل أعضائه في الرحم وتصويرها على ما ينبغي ، وأصل التسوية جعل الأجزاء متساوية ، و { ثُمَّ } للترتيب الرتبي أو الذكري .
{ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } أضاف الروح إليه تعالى تشريفاً له كما في بيت الله تعالى وناقة الله تعالى وإشعاراً بأنه خلق عجيب وصنع بديع ، وقيل : إضافة لذلك إيماء إلى أن له شأنه له مناسبة ما إلى حضرة الربوبية .
مسألة: التحليل الموضوعي

( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ( 7 ) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ( 8 ) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ( 9 ) ) .

يَقُولُ تَعَالَى : إِنَّهُ الَّذِي أَحْسَنَ خَلْقَ الْأَشْيَاءِ وَأَتْقَنَهَا وَأَحْكَمَهَا .

وَقَالَ مَالِكٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) قَالَ : أَحْسَنَ خَلْقَ كُلِّ شَيْءٍ . كَأَنَّهُ جَعَلَهُ مِنَ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَخَّرِ .

ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، شَرَعَ فِي ذِكْرِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ فَقَالَ : ( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ) يَعْنِي : خَلَقَ أَبَا الْبَشَرِ آدَمَ مِنْ طِينٍ .

( ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ) أَيْ : يَتَنَاسَلُونَ كَذَلِكَ مِنْ نُطْفَةٍ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ صُلْبِ الرَّجُلِ وَتَرَائِبِ الْمَرْأَةِ .

( ثُمَّ سَوَّاهُ ) يَعْنِي : آدَمَ ، لَمَّا خَلَقَهُ مِنْ ترَابٍ خَلَقَهُ سَوِيًّا مُسْتَقِيمًا ، ( وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ) ، يَعْنِي الْعُقُولَ ، ( قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) أَيْ : بِهَذِهِ الْقُوَى الَّتِي رَزَقَكُمُوهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . فَالسَّعِيدُ مَنِ اسْتَعْمَلَهَا فِي طَاعَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

ومن هنا قال أبو بكر الرازي : ما عرف نفسه فقد عرف ربه ، ونفخ الروح قيل : مجاز عن جعلها متعلقة بالبدن وهو أوفق بمذهب القائلين بتجرد الروح وأنها غير داخلة في البدن من الفلاسفة وبعض المتكلمين كحجة الإسلام الغزالي عليه الرحمة ، وقيل : هو على حقيقته والمباشر له الملك الموكل على الرحم وإليه ذهب القائلون بأن الروح جسم لطيف كالهواء سار في البدن سريان ماء الورد في الورد والنار في الجمر ، وهو الذي تشهد له ظواهر الأخبار وأقام العلامة ابن القيم عليه نحو مائة دليل .
{ وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والابصار والافئدة } التفات إلى الخطاب لا يخفى موقع ذكره بعد نفخ الروح وتشريفه بخلعة الخطاب حين صلح للخطاب والجعل إبداعي واللام متعلقة به ، والتقديم على المفعول الصريح لما مر مراراً من الاهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر مع ما فيه من نوع طول يخل تقديمه بجزالة النظم الكريم ، وتقديم السمع لكثرة فوائده فإن أكثر أمور الدين لا تعلم إلا من جهته وأفرد لأنه في الأصل مصدر .
وقيل : للإيماء إلى أن مدركه نوع واحد وهو الصوت بخلاف البصر فإنه يدرك الضوء واللون والشكل والحركة والسكون وبخلاف الفؤاد فإنه يدرك مدركات الحواس بواسطتها وزيادة على ذلك أي خلق لمنفعتكم تلك المشاعر لتعرفوا أنها مع كونها في أنفسها نعماً جليلة لا يقادر قدرها وسائل إلى التمتع بسائر النعم الدينية والدنيوية الفائضة عليكم وتشكروها بأن تصرفوا كلاً منها إلى ما خلق هو له فتدركوا بسمعكم الآيات التنزيلية الناطقة بالتوحيد والبعث وبأبصاركم الآيات التكوينية الشاهدة بهما وتستدلوا بأفئدتكم على حقيقتها ، وقوله تعالى : { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } بيان لكفرهم بتلك النعم بطريق الاعتراض التذييلي والقلة بمعنى النفي كما ينبى عنه ما بعده .
ونصب الوصف على أنه صفة لمحذوف وقع معمولاً لتشكرون أي شكراً قليلاً تشكرون أو زماناً قليلاً تشكرون .
واستظهر الخفاجي عليه الرحمة كون الجملة حالية لا اعتراضية .

وهذا يبين ويفسر لنا مغزي كلمة الجسد في القران الكريم بأن الجسد هو البدن بغير روح كما حدث لفرعون موسي بعد الغرق في قوله تعالي...
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (يونس92)

......اما الجسم فقد ورد في القرآن في موضع واحد, في قوله تعالى :
" قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" ( البقرة 247)

...لذلك نجد أن سر الحياة ليست بالجسد وأنما بالروح كما قال تعالي ..
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" (الاسراء85).

....الحقيقة الواضحة ان هناك فرق بين النفس والروح _التي بمعنى سر الحياة_ وإن جاءت النفس بمعنى الروح فلكونها من الالفاظ المشتركة.
والمدقق في الآيات القرآنية التي تذكر التوفي او انتهاء الاجل او غيرها من الالفاظ الدالة على الموت قرنته بالنفس ..
كقوله تعالى:"كل نفسٍ ذائقة الموت",ويقول الحي الباقي:" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها",ويقول سبحانه:" ." وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ",ولم يذكر اللهُ في القرآن الموت مقرونًا بالروح .
وهذا يدل على النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح...
أي أن النفس هي عبارة عن الروح والجسد معًا..
,ويمكن ان تطلق النفس ويراد بها الروح ,ولكن لا تطلق الروح (مجردة) حيث يراد بها النفس ,لأن الروح وهي سر الحياة لا يدرك كنهها وماهيتها إلا الله عز وجل...
والله تعالي أعلي وأعلم..



والسؤال جليا يلوح في الآفاق يتساءل عن ....

من الذي القي الجسد ؟؟؟؟!!!!

أوليس المولي عز وجل هم من ألقي الجسد الشبيه علي الكرسي ؟؟؟!!!

وهنا يجب أن نتدبر قوله تعالي ...
((فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً 158 النساء

أوليس الذي بيده ملكوت كل شيْء هو من القي بشبيه السيد المسيح في طريق اليهود...
هو ذاته المقدسة من القي علي كرسي سليمان عليه السلام بجسد شبيه بجسده وهو من دفن كما شاهده بني إسرائيل وكما جاء بالتوراة ؟؟؟!!!!

وهنا يجب أن نعلم إن هنالك سر الأسرار يكمن وراء إلقاء الجسد وهذا واضح وجلي في قوله تعالي ...
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( 35 ) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ( 36 ) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ( 37 ) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ( 38 ) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 39 ) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ( 40 )


والراجح عندي في معنى الجسد في هذه الآية أنه قد ألقي الله جسد فقط بدون روح شبيها له (أي شبيه بسيدنا سليمان)وهذا ما شاهده بني إسرائيل ومن ثم تم دفنه....


قال تعالي :
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ .

قَوْلُهُ تَعَالَى : وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ أَيْ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى : مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ.....
.

قال تعالى: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون} (الزمر:27)
تعريف المثل:
في علم اللغةً:
عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهم الآخر ويصوره .....
وجاء في لسان العرب (مادة مثل):
" المَثَلُ: الشيء الذي يُضرَب لشيء مثلاً فيجعل مِثْلَه،
وفي الصحاح:
ما يُضرَب به من الأَمْثال. قال الجوهري: ومَثَلُ الشيء أَيضاً صفته".
والمثل في الأدب العربي:
قول محكي سائر يقصد به تشبيه حال الذي حكي فيه بحال الذي قيل لأجله، أي يشبَّه مضربُه بموردِه، مثل ربّ رميةٍ من غير رام.
واصطلاحاً:
نظم من التنزيل يعرض نمطا واضحاً معروفاً من الكائنات أو الحوادث الكونية أو التاريخية عرضاً لافتاً للأنظار، ليشبه أو يقارن به سلوك بشري، أو فكرة مجردة، أو أي معنى من المعاني، بقصد التوضيح أو الإقناع أو البرهان أو التأثير، أو لمجرد الإقتداء به، أو التنفير منه والابتعاد عنه أو بقصد بيان الفارق بين أمرين متناقضين للأخذ بأحدهم والابتعاد عن الآخر أو للبرهان على صحة أحدهما، وبطلان الآخر.
والسؤال هنا ...
هل الأمثال من ضمن القصص القرآني....؟؟؟
وهل هي حقيقية أم وهمية مفترضة.....؟؟؟
حيث تحتل الأمثال مساحة واسعة من القرآن الكريم،بل إنها تعد واحداً من المباحث القرآنية التي تبحث عادة في علوم القرآن نظراً إلى أهميتها،فهي تعد من ضمن مظاهر الإعجاز القرآني التي تحدى بها القرآن الكريم العرب بل البشرية في الإ تيان بمثله،وقد ألفت حولها الكثير من الكتب والدراسات المستقلة التي تناولت جوانبها المختلفة.....

وبناء على ذلك فإن من باب الاستهانة بالقدرة الإلهية –وإن كانت هذه الاستهانة غير متعمدة- ومن باب تطبيق المقاييس البشرية الصادرة عن الضعف والعجز أن نقول إن الأمثال القرآنية هي مجرد فروض وتخيلات لا مصداق لها في الواقع،لأن مثل هذا الرأي يستتبع أن الخالق -تعالى عن ذلك علواً كبيراً- قد اضطر إلى أن يستعين بالأمثال الفرضية بعد أن (عجز)عن العثور على المصادق الواقعية !وهو الذي أحاط علمه بكل شيء وأنزل القرآن الذي صرح بأنه تبيان لكل شيء وتفصيل له،أضف إلى ذلك أن الأمثال قد جاءت في مقام الدعوة إلى الله تعالى وإثبات وحدانيته لأمم ضالة تمادت في غيها وكفرها وعنادها ولجاجتها في الباطل،فليس من المعقول –والحال هذه- أن يأتي القرآن الكريم بأمثال فرضية وهمية إلا كانت ذريعة بيد الكفرة والمشركين وثغرة ينفذون من خلالها للقدح بدعوات الأنبياء،والاستمرار على عقائدهم الباطلة،وهم –كما يحدثنها عنهم القرآن- يحاولون أن يستغلوا كل صغيرة وكبيرة في سبيل التملص من الإيمان بالله تعالى والإعراض عن دعوته،كما يقول-عز من قائل- نفسه في هذا المجال:
{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ}(الروم/58)،وكما يقول في موضع آخر:{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ}(البقرة/26).
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}[الكهف: 54]
"وفي هذه الأمثال وأشابهها في القرآن عبر ومواعظ وزواجر عظيمةٌ جدّاً، لا لبس في الحق معها، إلا أنها لا يَعقل معانيها إلا أهلُ العلم كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}[العنكبوت: 43]، ومِن حِكَم ضرب المثل: أن يتذكر الناس، كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(الحشر: 21).
وقد بين في مواضع أخر أن الأمثال مع إيضاحها للحق يهدي بها الله قوماً، ويضل بها قوماً آخرين، كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26]، ولا شك أن الذين استجابوا لربهم هم العقلاء الذين عقلوا معنى الأمثال، وانتفعوا بما تضمنت من بيان الحق، وأن الذين لم يستجيبوا له هم الذين لم يعقلوها، ولم يعرفوا ما أوضحه من الحقائق."


إذا ما حدث لسيدنا سليمان عليه السلام هو مثل ما حدث ....
تماما لكلمة الله وروحه عيسي بن مريم عليه السلام...


وهذا القول هو الأليق بمقام النبوة لنبي الله فلا يمكن أن ننظر إلى .التفصيلات في هذه القصة التي يذكرها المفسرون من الإسرائيليات التي لا تقبل بحال والله تعالى أعلم.

ومن هنا يتبين لنا حقيقة هامة جدا وهي صحة ما جاء بالتوراة من موته عليه السلام ودفنه حسب ما شاهدوه بأعينهم وهنا انتهت حياته مع بني إسرائيل ...