من هو المبدع ؟ وكيف تصبح مبدعا؟

خلق الله تعالى البشر مختلفين في أشكالهم وألوانهم وشخصياتهم ، وأودع فيهم المواهب وجعل هذه المواهب تختلف من شخص إلى آخر رغم تعايشهم تحت ظل كوكب واحد ، وقد تعود الناس أن يطلقوا على صاحب الموهبة كلمة ( مبدع ) ، ولكن الإبداع يختلف تماماً عن الموهبة .

فالمبدع هو الذي يبتكر أفكاراً جديدة وغير مألوفة ، أو يطور فكرة موجودة لم يسبقه بها
أحد ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه والاستفادة منه.

أما الموهوب فهو الشخص الذي لديه استعدادات وقدرات غير عادية أو يمتلك أداءً متميزاً عن الآخرين في مجال واحد أو أكثر من مجال ولكنه لم يأتي بجديد .


الإبداع والمبدعين .

الكثير يظن أن المبدعين ولدوا هكذا أودع الله سبحانه وتعالى فيهم الإبداع ولكن هذا مفهوم غير صحيح فكل إنسان يستطيع أن يبدع فقط إذا قرر أن يكون كذلك لأن السماء لا تمطر ذهباً. وكثيراً ما نواجهه أشخاصاً يشتكون من عدم قدرتهم على توليد أفكار جديدة في أعمالهم أو في حياتهم والسبب في ذلك ليس لأنهم غير قادرون على الإبداع ولكن السبب الحقيقي يكمن وراء كيف يفكر هؤلاء وماذا يقولون لأنفسهم من إيحاءات وبماذا يغذون عقولهم !

لذا يجب علينا أن نبذل الجهد الكافي حتى نستطيع تحفيز عقلنا لينتج أفكاراً خلاقة كما أن تحديد الأهداف ومعرفة الإنسان ما هي رسالته في هذه الحياة تمكنه من فهم نفسه ومعرفة طبيعة قدراته وبالتالي يعرف إلى أي الطرق يتجه حتى يبدع حيث أن التخبط وعدم معرفة ما يريده الإنسان يجعله عرضة للجمود وعدم القدرة على التفكير فضلاً عن التفكير بطريقة إبداعية .


ما هي صفات المبدعين :


صفات المبدعين، التي يمكن أن تتعود عليها وتغرسها في نفسك، وحاول أن تعود الآخرين عليها أيضاً :

• يبحثون عن الطرق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة.
• لديهم تصميم وإرادة قوية.
• لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها.
• يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية.
• لا يحبون الروتين.
• يبادرون.
• إيجابيون ومتفائلون .
وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذه الصفات وتصبح عادات متأصلة لديك.


فكيف تصبح مبدعاً :


الرغبة :

حتى تنجز عملاً إبداعياً يجب أن تتوفر لديك الرغبة والعزيمة على هذا العمل فبدون الرغبة والحماسة سوف يتسلل الملل إليك وينتهي الإبداع لديك وتأكد أن "كل النجاح يبدأ بإرادة النجاح، وكل الفشل يبدأ بفقدان تلك الإرادة" .


السمو بالأخلاق :

الإبداع بدون الأخلاق لن يقرب الناس منك وبالتالي لن تجني ثمار إبداعاتك ولن يبارك الله عز وجل خطواتك فكن ذا خلق حسن تكسب مودة الآخرين وتزيد من احترامهم لك

الإيمان و العمل :

يجب عليك أن تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد أودع فيك قدرات هائلة كل ما يجب عليك هو استغلالها في الخير ، والإيمان بدون العمل لن يجعلك تتقدم قيد أنملة

وضوح الهدف :

إن لم تكن لديك خطة مكتوبة فأنت ضمن مخططات الآخرين ، وإذا لم تقد سفينتك بنفسك فسوف يقودها أحداً بدلاً عنك ، وهذه السفينة هي حياتك ، فبادر بكتابة أهدافك ورسالتك في هذه الحياة وأجعلها واضحة وقابلة للتنفيذ ، وقس قدراتك وأحلامك فلا تعطي نفسك طاقة أكبر من قدرتك ، ولا تستصغر قدراتك بحيث تعطيها أقل من حجمها .


أقرأ و تعلم :


إن بمتابعتك للكتب النافعة وقراءتها والاستفادة منها يخلق لديك أفكاراً جديدة يمكنك تطبيقها أو سوف تتعلم أشياءً لم تكن تعلمتها من قبل ، وبمواصلة التطبيق تحصل على ما تريد .



التفكير المبدع

التفكير المبدع هو ذلك التفكير الذي نصل به إلى أفكار ونتائج لم يسبقنا إليها أحد ، وإنما تحصل لنا بتفكير مستقل غير مقيد بشروط أو حدود ، وقد يتوصل إليها مبدع أخر يعمل كلُّ منهما بشكل مستقل عن زميله ، وإنما توصل الطرفان إلى الأفكار والنتائج نفسها عن طريق توارد الخواطر والأفكار دون أن يكون بينهما صلة في عمل مشترك .
يسير التفكير المبدع نحو هدفه بأسلوب غير منظم ، لا يمكن التنبؤ به ،

فهو لا يسير وفق خطوات مرسومة ، وعلى الرغم من ذلك فهو يمر في أربعة أطوار هي :

1. مرحلة الإعداد : وتبدأ هذه المرحلة حين يركز الإنسان بتفكيره على قضية ما ، تتجمع لديه أثناءها خواطر وأفكار قد تكون دون مقدمات ، ودون تفكير بالنتائج .
2. مرحلة الاحتضان : هي مرحلة يتجمد في نشاط الفكر المبدع ويصبح في حالة أشبه ما تكون بالسكون ، يطرق ذهنه أحياناً ، وعن غير قصد أفكار حول المسألة / المشكلة ، ثم يطويها النسيان فترة قد تطول وقد تقصر دون أن تكون هناك دلالة على أن شيئاً ما قد حدث ، أو أن فكرة ما قد طرأت على ذهن المفكر ، وقد تطرق الفكرة الإبداعية ذهن المفكر كومضة خاطفة دون مقدمات ، ودون سابق إنذار .
3. مرحلة التنوير : هي لحظة تبدر للمبدع فجأة حول فكرة جرى عليها تركيزه ، أو حول قصيدة شعرية حاول صياغتها ، أو حول تصميم لصورة رآها وطافت في خياله ، أو حول اختراع تصوره ولم يختمر في ذهنه بعد ، أو حول تجربة لعالم يحاول عن طريقها إثبات صحة فرضية ما طرأت على ذهنه .
تأتي لحظة التنوير هذه بما يريده المبدع بشكل مفاجئ يُبقي على الدهشة والذهول لأنه أمر حصل دون أن يخطر له على بال ، ويصاحب لحظة التنوير هذه تأثر قوي ، وعاطفة دافقة .
4. المراجعة وإعادة النظر : حين تبدو لنا فكرة جديدة ، علينا أن نعيد النظر فيها ، لنصوغها بشكل يتسنى للآخرين فهمها واستيعابها ، وتقدير أهميتها ، ومن ثم توظيفها والإفادة منها .










منقول