المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبق جائعاً ..... أبق أحمقاً



lionking
09-10-2011, 03:23 PM
يقول ستيف جوبز "أبق جائعا .. أبق أحمقا"
حينما كنت في السابعة عشر من عمري قرأت مقولة مفادها: “إذا عشت كلّ يوم كما لو كان آخر يوم في حياتك، فستكون بكل تأكيد، على حق يوما ما!”، تركت هذه المقولة أثرها الكبير على نفسي، ومن ساعتها وعلى مرّ 33 سنة ،كلما نظرت للمرآة كلّ يوم متسائلا: “لو كان اليوم آخر أيّامي، هل ما أتمنّى فعله هو حقّا ما سأفعله هذا اليوم؟”، ومتى ما كانت إجابتي “لا” لعدة أيام فسأدرك ساعتها أنّني بحاجة لتغيير شيء ما. غير تذكيري بحقيقة “أنّني سأموت قريبا” حيّة في ذاكرتي، كانت تلك الأداة الأكثر أهمية التي ساعدتني على اتخاذ القرارات الكبيرة في الحياة. لأنّ كلّ شيء تقريبا يخفت في مواجهة الموت: كل التوقّعات، كل الكبرياء وكل الخوف من الفشل، هي أشياء تختفي أمام الموت لتبقى الأشياء المهمة فعلا ظاهرة بجلاء. تذكير نفسك أنّك ستموت لهو أفضل سبيل أعرفه لأن تتفادى الظنّ بأنّ لديك شيئا لتخسره. أنت معرّى في الواقع، لا سبب لكي لا تتّبع قلبك.

وقتك محدود، لذا لا تضيّعه في أن تحيا حياة شخص آخر، لا تقع في فخ العيش وفق ما توصّل إليه فكر الآخرين، لا تدع الضوضاء التي تحدثها آراء الآخرين تعلو فوق صوتك الداخلي. والأكثر أهمية هو أن تمتلك من الشجاعة من يجعلك تتّبع ما يمليه عليك قلبك وحدسك، لأنّهم وبشكل ما، يعرفون ما تريد أن تكون عليه، وكلّ ما عداهما ثانوي.

حينما كنت صغيرا، كان هناك كتاب رائع إسمه الكاتالوج الشامل للأرض، The Whole Earth Catalogue، والذي كان أحد أمّهات الكتب لجيلي. كان من تأليف خرّيج جامعي يدعى ستيوارت براند Stuart Brand، في مكان غير بعيد عن هنا: ميلنو بارك Melno Park، واضعا عليه لمساته الشعرية. كان هذا في أواخر الستينيات، قبل بزوغ نجم الحواسيب الشخصية والنشر المكتبي، أي أنجزه بالإعتماد على الآلات الكاتبة، المقصات وكاميرات بولارويد. لقد كان بمثابة جوجل على الورق قبل أن يعرف العالم جوجل ب35 سة، كان كتابا مثاليا مليئا بالأدوات الفنية والأفكار العظيمة. وضع ستيوارت ورفاقه عدّة إصدارات من هذا الكاتالوج، وبعدما حان وقت النسخة الأخيرة، اجتهدوا في تصميم العدد الأخير. كان هذا في منتصف السبعينات، حين كنت في مرحله الشباب. حمل غلاف العدد الأخير صورة طريق زراعية جميلة وقت الصباح، من النوع الذي قد تجد نفسك مستعدّا لركوب سيارة نحو المكان إن كنت مغامرا. مع هذا المشهد نصّ مرفق: “إبق جائعا، إبق أحمقا”، كانت تلك جملة الوداع منهم لقرّائهم، إبق جائعا، إبق أحمقا. ولطالما تمنّيت لنفسي أن أكون كذلك.

يقصد ستيف جوبز بـ ( ابق جائعاً ) أي: أن تبقى متعطشاً لأخذ المزيد من العلوم والخبرات الحياتية.
ويقصد بـ ( ابق احمقاً ) أي: أن تكون لديك الشجاعة لِفعل ما يبدو للآخرين فعلا أحمقاً ! لأنك تؤمن بما تستطيع أن تصل إليه قدراتك