دعاء الكروان
15-01-2010, 12:22 AM
احببتُ ابنة صديقى ( قصة قصيرة )
نقلَ الأطباء (سامى ) إلى حجرة العمليات سريعاً ؛ لإجراء
عملية قلب مفتوح ، فى توسيع أحد الشرايين ، وأما صديقه
الوحيد(حسنى ) فكان يواسى زوجة سامى وابنته ( حسنية)
ثم وقف ينتظر إجراء العملية ، ويستعيد شريط حياته ،
وعلاقته بسامى أعز صديق له....
لقد وُلِد الاثنان فى سنةٍ واحدةٍ ، ودخلا المدرسة سوياً ، وظلا
فى فصلٍ دراسىٍ واحدٍ ...وقضيا طفولتهما وشبابهما سويا لا
ينفصلان ، واشتركا معاً فى تحقيق النصر على إسرائيل فى
حرب العاشر من رمضان ، السادس من أكتوبر ....
والغريب أنّ ميولهما كانتْ واحدةً ، فالتحق الصديقان بكلية
التربية الموسيقية ، ولكنّ صديقه درس آلة الكمان ، أما هو
فكان يهوى العزف على العود ، والآن يعمل الاثنان فى فرقةٍ
موسيقيةٍ واحدةٍ وراء أحدالمطربين المشهورين فى مصر ...
وكيف قرر الاثنان الزواج فى سنةٍ واحدةٍ ...والأغرب أنهما
أنجبا أيضاً فى سنةٍ واحدةٍ ، حيثُ أنجبَ كلُّ منهما بنتاً
وكيف زعل الاثنان لأنّ أحدهما لم ينجبْ ولداً ؛ ليزوجَه بابنة
صديقه ، ولكن أطلقَ كلٌّ منهما اسم صديقه على ابنته مع
زيادة تاء التأنيث المربوطة ، فأطلقَ صديقه على ابنته اسم
(حسنية ) ؛ ليكون قريباً من اسمه وهو حسنى ، وكذلك فعلَ
هو فقد أطلق على ابنته اسم (سامية ) ؛ ليكون قريبا مِن اسم
صديقه سامى ، وكيف توالتْ السنوات بسرعة البرق
وأصبحتْ زوجته صديقةً حميمةً لزوجة صديقه ، وأيضاً
أصبحتْ الابنتان (حسنية وسامية ) صديقتين حميمتين ، ولكنّ
ابنة صديقه قد تميّزتْ بالجمال الصارخ ، وبالتالى توالى
الرجالُ على منزل أبيها يطلبون الزواج منها ، ولكنّها
كانتْ ترفضهم بإصرارٍ غريبٍ !!....
أفاقَ سامى مِن غفوته على صوت الأطباء معلنين انتهاء
العملية بنجاحٍ ؛ فيحمد حسنى ربّه ، وبعد ساعاتٍ أفاقَ
صديقه ، ويقول بأنّه يخشى أنْ يموتَ قبل زواج ابنته
الوحيدة ، ويطلب مِن حسنى أنْ يقنعَ ابنته بالزواج ، ويأخذ
حسنى ابنة صديقه حسنية فى سيارته الخاصة ، ويصحبها
إلى مكانٍ هادئٍ ، يطلُّ على نهر النيل ، ويسألها :
لماذا ترفضين الزواج مِن كل مَن يتقدّمُ
إليكِ طالباً زواجكِ؟!...
أرجوكِ اعتبرينى أباكِ ، فأنتِ تعلمين أننى صديقه الوحيد
وأبوكِ قلق ؛ لأنّ عمركِ الآن 21 سنة؟!....
ردّتْ عليه حسنية رداً غريباً قائلةً :
ولكنكَ لستَ أبى ، ثم إنّ عمركَ 45 سنة فقط ، فأنتَ لستَ
بالكهل ، بل تمتلئ بالحيوية والنشاط والشباب...
فنظر حسنى إليها بعيونه الزرقاء نظرةً فيها شفقة
واستعطاف ثم بادرَها : هل تحبين شخصاً ما يجعلكِ
ترفضين كلّ مَن يتقدم لكِ ؟
فردّتْ حسنية رداً اقترب مِن فرقعة القنبلة الموقوتة :
نعم ....وأنتَ تعرفه...
ردّ حسنى متجاهلاً : من ؟ !
ففجّرتْ حسنية القنبلة فى ردِ مفاجئ :
إن الشخص الذى أحبه هو أنتَ...
فكانتْ إجابتها كالطلقة التى اخترقتْ قلبه ، ولكنّه تجاهلَ
إجابتها ، وظلّ شارداً لحظاتٍ ، ونظرَ حوله ؛ ليجدَ كلّ مَن
حوله مِن العاشقين الذين أتوا ؛ ليتناجوا الحبّ ، ويرووا
عطش العاطفة مِن ماء النيل الخالد ، ورأى طائرين يحلّقان
فوقه ، فى حبٍّ غريبِ ، ليس فيه أىُّ قوانين تحرّمُ العشق
اللإارادى ، ثم سمعَ لسانه يقول دون أنْ يدرى :
أحبكِ يا حسنية ...
وأخذتْه الدنيا، وتعددتْ اللقاءاتُ بين المحبين ، وكلّ يومٍ إمّا
يحدث لقاءٌ فى أحد الكازونيهات المُطلة على نهر النيل ، أو
يحضر هو عندهم ، أو تحضر حسنية عندهم ؛ لتجلسَ مع
ابنته سامية صديقتها...ولا يدرى حسنى ما نهاية هذا الحبّ
بل لا يسمحُ لنفسه بأنْ تسأله هذا السؤال .....ثم خرجَ
صديقه سامى مِن المستشفى ، ورجعَ لبيته وفى نفسه أنْ
يعرفَ لماذا ترفضُ ابنته الزواج ، ولاحظَ عليها انّها تتحدثُ
كلّ يومٍ أكثر مِن ساعةٍ فى التليفون بصوتٍ منخفضٍ ؛ فرفعَ
الخطّ الآخر مِن التليفون ، الموجود بغرفته ، وتجسسَ عليها
فسمعَ الحوار الغرامى بين العاشقين ، فكانتْ الصاعقة
والصدمة الكبرى ، فتمالكَ على نفسه ودخلَ فى الخط
وقالَ وعيونه ممتلئة بالدموع :
مع السلامة يا صديقى....الوداع يامَن كنتَ صديق العمر ...
ثم أخذ يحقق مع ابنته بصوتِ عالٍ ، وامرأته خائفة على
صحته من الصدمة ، وتتعجبُ مما فعله صديق زوجها ، ثم
فتحتْ التليفون متصلةً بزوجة حسنى وقالت :
حسبى الله ونعم الوكيل فى زوجكِ حسنى ، الذى خان
الصداقة وعشرة العمر ...لقد كان هو الذى يغوى ابنتى
ويخدعُها ، وهو الذى كان السبب فى عدم زواجها....
فلا سامحه الله أبداً....
وأصبحَ بيت حسنى ممزق الروابط ...ممتلئاً بالكراهية والحقد
بين كل أفراده ، ولم تكلمْه زوجته ولا ابنته ، وأما هو فلم
يعرفْ ماذا يفعلُ بعد أنْ انقلبتْ حياته كلها إلى مأساةٍ ، وضاعَ
منه صديق العمر ، وضاعتْ حبيبته ، وحدثَ حاجز مريرٌ
بينه وبين زوجته ، وأصبحتْ ابنته تبكى باستمرارٍ وتحتقرُه
ولا يدرى ماذا يفعل ؟ نعم أخطأ فى حقّ كلّ مَن حوله ، ولكن
آهٍ....ثم آهٍ مِن لعنة الحب التى نعجز عن مقاومتها ....بالله
ماذا نفعل مع قلوبنا ...وظل تائهاً وحيداً مع الأحزان...
تمت بحمد الله
نقلَ الأطباء (سامى ) إلى حجرة العمليات سريعاً ؛ لإجراء
عملية قلب مفتوح ، فى توسيع أحد الشرايين ، وأما صديقه
الوحيد(حسنى ) فكان يواسى زوجة سامى وابنته ( حسنية)
ثم وقف ينتظر إجراء العملية ، ويستعيد شريط حياته ،
وعلاقته بسامى أعز صديق له....
لقد وُلِد الاثنان فى سنةٍ واحدةٍ ، ودخلا المدرسة سوياً ، وظلا
فى فصلٍ دراسىٍ واحدٍ ...وقضيا طفولتهما وشبابهما سويا لا
ينفصلان ، واشتركا معاً فى تحقيق النصر على إسرائيل فى
حرب العاشر من رمضان ، السادس من أكتوبر ....
والغريب أنّ ميولهما كانتْ واحدةً ، فالتحق الصديقان بكلية
التربية الموسيقية ، ولكنّ صديقه درس آلة الكمان ، أما هو
فكان يهوى العزف على العود ، والآن يعمل الاثنان فى فرقةٍ
موسيقيةٍ واحدةٍ وراء أحدالمطربين المشهورين فى مصر ...
وكيف قرر الاثنان الزواج فى سنةٍ واحدةٍ ...والأغرب أنهما
أنجبا أيضاً فى سنةٍ واحدةٍ ، حيثُ أنجبَ كلُّ منهما بنتاً
وكيف زعل الاثنان لأنّ أحدهما لم ينجبْ ولداً ؛ ليزوجَه بابنة
صديقه ، ولكن أطلقَ كلٌّ منهما اسم صديقه على ابنته مع
زيادة تاء التأنيث المربوطة ، فأطلقَ صديقه على ابنته اسم
(حسنية ) ؛ ليكون قريباً من اسمه وهو حسنى ، وكذلك فعلَ
هو فقد أطلق على ابنته اسم (سامية ) ؛ ليكون قريبا مِن اسم
صديقه سامى ، وكيف توالتْ السنوات بسرعة البرق
وأصبحتْ زوجته صديقةً حميمةً لزوجة صديقه ، وأيضاً
أصبحتْ الابنتان (حسنية وسامية ) صديقتين حميمتين ، ولكنّ
ابنة صديقه قد تميّزتْ بالجمال الصارخ ، وبالتالى توالى
الرجالُ على منزل أبيها يطلبون الزواج منها ، ولكنّها
كانتْ ترفضهم بإصرارٍ غريبٍ !!....
أفاقَ سامى مِن غفوته على صوت الأطباء معلنين انتهاء
العملية بنجاحٍ ؛ فيحمد حسنى ربّه ، وبعد ساعاتٍ أفاقَ
صديقه ، ويقول بأنّه يخشى أنْ يموتَ قبل زواج ابنته
الوحيدة ، ويطلب مِن حسنى أنْ يقنعَ ابنته بالزواج ، ويأخذ
حسنى ابنة صديقه حسنية فى سيارته الخاصة ، ويصحبها
إلى مكانٍ هادئٍ ، يطلُّ على نهر النيل ، ويسألها :
لماذا ترفضين الزواج مِن كل مَن يتقدّمُ
إليكِ طالباً زواجكِ؟!...
أرجوكِ اعتبرينى أباكِ ، فأنتِ تعلمين أننى صديقه الوحيد
وأبوكِ قلق ؛ لأنّ عمركِ الآن 21 سنة؟!....
ردّتْ عليه حسنية رداً غريباً قائلةً :
ولكنكَ لستَ أبى ، ثم إنّ عمركَ 45 سنة فقط ، فأنتَ لستَ
بالكهل ، بل تمتلئ بالحيوية والنشاط والشباب...
فنظر حسنى إليها بعيونه الزرقاء نظرةً فيها شفقة
واستعطاف ثم بادرَها : هل تحبين شخصاً ما يجعلكِ
ترفضين كلّ مَن يتقدم لكِ ؟
فردّتْ حسنية رداً اقترب مِن فرقعة القنبلة الموقوتة :
نعم ....وأنتَ تعرفه...
ردّ حسنى متجاهلاً : من ؟ !
ففجّرتْ حسنية القنبلة فى ردِ مفاجئ :
إن الشخص الذى أحبه هو أنتَ...
فكانتْ إجابتها كالطلقة التى اخترقتْ قلبه ، ولكنّه تجاهلَ
إجابتها ، وظلّ شارداً لحظاتٍ ، ونظرَ حوله ؛ ليجدَ كلّ مَن
حوله مِن العاشقين الذين أتوا ؛ ليتناجوا الحبّ ، ويرووا
عطش العاطفة مِن ماء النيل الخالد ، ورأى طائرين يحلّقان
فوقه ، فى حبٍّ غريبِ ، ليس فيه أىُّ قوانين تحرّمُ العشق
اللإارادى ، ثم سمعَ لسانه يقول دون أنْ يدرى :
أحبكِ يا حسنية ...
وأخذتْه الدنيا، وتعددتْ اللقاءاتُ بين المحبين ، وكلّ يومٍ إمّا
يحدث لقاءٌ فى أحد الكازونيهات المُطلة على نهر النيل ، أو
يحضر هو عندهم ، أو تحضر حسنية عندهم ؛ لتجلسَ مع
ابنته سامية صديقتها...ولا يدرى حسنى ما نهاية هذا الحبّ
بل لا يسمحُ لنفسه بأنْ تسأله هذا السؤال .....ثم خرجَ
صديقه سامى مِن المستشفى ، ورجعَ لبيته وفى نفسه أنْ
يعرفَ لماذا ترفضُ ابنته الزواج ، ولاحظَ عليها انّها تتحدثُ
كلّ يومٍ أكثر مِن ساعةٍ فى التليفون بصوتٍ منخفضٍ ؛ فرفعَ
الخطّ الآخر مِن التليفون ، الموجود بغرفته ، وتجسسَ عليها
فسمعَ الحوار الغرامى بين العاشقين ، فكانتْ الصاعقة
والصدمة الكبرى ، فتمالكَ على نفسه ودخلَ فى الخط
وقالَ وعيونه ممتلئة بالدموع :
مع السلامة يا صديقى....الوداع يامَن كنتَ صديق العمر ...
ثم أخذ يحقق مع ابنته بصوتِ عالٍ ، وامرأته خائفة على
صحته من الصدمة ، وتتعجبُ مما فعله صديق زوجها ، ثم
فتحتْ التليفون متصلةً بزوجة حسنى وقالت :
حسبى الله ونعم الوكيل فى زوجكِ حسنى ، الذى خان
الصداقة وعشرة العمر ...لقد كان هو الذى يغوى ابنتى
ويخدعُها ، وهو الذى كان السبب فى عدم زواجها....
فلا سامحه الله أبداً....
وأصبحَ بيت حسنى ممزق الروابط ...ممتلئاً بالكراهية والحقد
بين كل أفراده ، ولم تكلمْه زوجته ولا ابنته ، وأما هو فلم
يعرفْ ماذا يفعلُ بعد أنْ انقلبتْ حياته كلها إلى مأساةٍ ، وضاعَ
منه صديق العمر ، وضاعتْ حبيبته ، وحدثَ حاجز مريرٌ
بينه وبين زوجته ، وأصبحتْ ابنته تبكى باستمرارٍ وتحتقرُه
ولا يدرى ماذا يفعل ؟ نعم أخطأ فى حقّ كلّ مَن حوله ، ولكن
آهٍ....ثم آهٍ مِن لعنة الحب التى نعجز عن مقاومتها ....بالله
ماذا نفعل مع قلوبنا ...وظل تائهاً وحيداً مع الأحزان...
تمت بحمد الله