المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ـفصام المراهقة ...



RSS
26-07-2011, 05:21 PM
فصام المراهقة
Hebephrenia


صطلح اقترحه عام 1871 الطبيب النفسي الألماني هيكر (1843 – 1900) للدلالة على شكل من الذهان يصيب الفتيان ويتطور بسرعة نحو حالة من التدهور شبه الخبلي.

كان الطبيب النفسي الفرنسي ب. أوغستان موريل (فيينا، النمسا، 1809 – سان إيون، 1873) قد وصف، قبل هيكر، هذا الكيان العيادي (1860) نفسه باسم (الخبل المبكر لدى الفتيان). وعزل الطبيب النفسي الألماني لودفيغ كالبون (1828- 1899) باسم كاتاتونيا (1874) تناذراً نفسياً حركياً يقترن على الغالب بهذا التفكك النفسي. وأرصن إميل كريبلن (1828 – 1899)، من عام 1890 إلى عام 1907 مفهوم الخبل المبكر (dementia praecox) الذي كان يميز فيه شكلي فصام المراهقة والكاتاتونيا، والشكل الهاذي أو شبه البارانوئي. وأناب أوجين بلولر (1857 – 1939) مناب هذا المفهوم مفهوم الفصام، ولكن ب. غيروا احتفظ، في آخر طبعة من كتابه، الطب النفسي العيادي (1956)، بمصطلح (تناذر فصام المراهقة) الذي كان يضمنه معظم أشكال الفصام.

وفصام المراهقة يكوّن، في معناه الحصري المأخوذ بالحسبان عادة، شكلاً خطيراً من الفصام يصيب الفتيان، وإنذاره قاتم بمقدار ما يكون ظهوره مبكراً. ومرحلة البدء يمكنها أن تتخذ أشكالاً شتى أكثرها تواتراً هي: خَوَرَ الفاعلية العامة التدريجي (لاسيما الفاعلية المدرسية، وفقدان الاهتمام، والعزلة، والخمول، ونلاحظ في بعض الأحيان نكوصاً إلى مرحلة طفلية تظهر بصبيانية مفاجئة (مشاغل، لغة، اتجاهات طفالية)؛ وتنضاف في الغالب اهتمامات وسواسية غير متوقعة، وشكاوى غير مألوفة تتناول الحالة الصحية، وارتكاس مغال، هستيري على وجه التقريب، على إخفاق، عاطفي على وجه الخصوص، وأياً كان الشكل الذي نصادفه، فإن ما يسترعي الانتباه دائماً هو ما يوجد من خلل في الانسجام، وغير المناسب والشاذ، في سلوك الفرد، ولكننا لا نلاحظ، إلا متأخراً، بعد بضعة أشهر فقط، كل العناصر التي تكوّن اللوحة النموذجية لـ التفكك الفصامي في مجالات الفاعلية.

والخصائص الأساسية الثلاث لفصام المراهقة هي: (التصدع الفصامي) الذي يذكّر بالخبل؛ الفقر النسبي للإنتاج الهاذي؛ أهمية المظاهر الجسمية، وهذه المظاهر المتجمعة باسم كاتاتونيا متواترة جداً بحيث ينصب الكلام عادة في فرنسا على فصام مراهقة – كاتاتونيا، مع أن للكاتاتونيا أسباباً أخرى أيضاً، سمية خمجية على وجه الخصوص، وتظهر الكاتاتونيا، على المستوى النفسي الحركي، بفقدان المبادرة، مع ميل إلى المحافظة على الوضعيات (تخشب Catalepsie)، وتظهر، بالمقابل، بنوبات اندفاعية أو مقولبات حركية؛ وتظهر، على المستوى العقلي، بسلوك ذي نزعة سلبية، باصطناعية مغالية؛ وعلى المستوى الجسمي، تظهر باضطرابات عصبية نباتية شتى: شبه وذمات، احتقان نهايات الأطراف، تعرّق مفرط، انخفاض حرارة الجسم، تشوه الشعر والأظافر، الخ.

ويتطور فصام المراهقة، بصورة عامة، تطوراً سريعاً نحو حالة من شبه الخبل، ومعظم المؤلفين اعترفوا مع ذلك بالسمة غير الأصيلة لهذا المظهر من التلاشي، وأكدت وجهة النظر هذه (انبعاثات) حقيقية، حاصلة على الأغلب بفعل تقنية العلاج المستخدمة (لاسيما مضادات الذهان). ومعالجة فصام المراهقة هي معالجة الذهانات الفصامية، وهكذا استخدمت أول الأمر طرائق الصدمة (الصدمة الكهربائية، وعلاجات ساكل الأنسولينية على وجه الخصوص)، ثم مضادات الذهان، والنتائج الحاصلة بهذه العقاقير هامة جداً، ولكنها أقل أهمية مما هي عليه في الأشكال الأخرى من الفصام، أما العلاج النفسي، فإنه يصادف على الأغلب هنا صعوبات يتعذر تجاوزها. وكان للتطور العلاجي، على أي حال، مفعول مفاده أنه عدل التعبير العيادي لحالات فصام المراهقة على الأقل مع شبه اختفاء للكاتاتونيا على وجه الخصوص، إن لم يكن قد جعل هذه الحالات نادرة.







منقول