المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : -- نزار فرنسيس يتكلم عن حبك وجع رغم مرور السنوات عليها ؟



RSS
15-07-2011, 02:52 PM
http://www.al-binaa.com/newversion/pictures/354013.jpg




حادثه: يوسف بلوط
على مقاعد الدراسة ولدت حكايته مع الشعر. كان يهوى الإلقاء ويعاق اللغة العربية. سطّر أولى أبياته في معلّم الأجيال وكانت القصيدة إعلاناً لولادة شاعر .
رسم بكلماته لوحات رائعة تجسّدت في أغنانٍ وطنية وتراثية وأغانٍ عن الحب والأرض والقضايا الإنسانية وحملت أجمل المعاني التي أوصلت المطربين إلى الشهرة والنجاح.
إنه الشاعر نزار فرنسيس الذي يأسف لما وصل إليه الشعر الغنائي في ظل انتشار الفضائيات وغياب الرقابة الذاتية والرسمية عن وسائل الإعلام. ويقول إنه متعصب للهجة اللبنانية، معتبراً أن الغناء بغير لهجة الوطن الأم خيانة لهذا الوطن وفنه وحضارته.
• أحب دائماً أن ننطلق من البدايات.
- منذ البداية أحب الشعر. داخل كل إنسان شاعر. البعض يعبر بالريشة والألوان، والبعض الآخر بالوتر والبعض الثالث بالنحت. والشاعر يعبر عما في داخله بالمعاني. بالنسبة إليّ ينطلق شعري من إحساسي وشعوري، والأهم أن يتلقى الناس شعرك ويحبونه. كنت حريصاً على أن يكون شعري مفهوماً ليشاركني الناس أحاسيسي. منذ طفولتي أعشق اللغة، ففي الصف الأول المتوسط كنت أحب الإلقاء وأجيده، وهذا مرده إلى أنني أعشق لغتي وقوميتي العربية وما زلت متمسكاً باللغة. كان إلقائي للإستظهار،كما نسميه في المدرسة، يلقى تشجيعاً وثناء لدى أساتذتي ورفاقي إذ كنت أقرأ القصيدة وأعيشها.
كنت أشارك دائما في عيد المعلم وكانت القصيدة المشهورة في هذه المناسبة "قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً". ذات مرة اختاروني لإلقاء هذه القصيدة في عيد المعلم فسررت كثيراً وأخبرت أهلي بالأمر لكي يحضروا حفلة عيد المعلم. آنذاك لم يكن والدي يملك سيارة وكانت المسافة بين المدرسة والبيت طويلة، إذ كنت أعيش في قريتي "رأس بعلبك" وأتعلم في بلدة الفاكهة .
في اليوم التالي فوجئت بأن هناك طالباً آخر اختير لإلقاء القصيدة لأن شقيقته المدرّسة زكته لدى الإدارة، لكنني أصررت على أن ألقي قصيدة وأخبرت أهلي. ولأجل ذلك توجّهت إلى مكتب الأب حنا عوض وكان مدرّس اللغة العربية فقال لي: لو كانت هناك قصيدة أخرى للمعلم لأوكلتك بإلقائها فجاء ردّي سريعاً: سأكتب قصيدة للمعلم، فضحك الأب حنا قائلاً:وأنا موافق.
كانت المدة قصيرة جداً إذ كان يفترض أن تبدأ الحفلة في اليوم نفسه عند الثانية عشرة ظهراً فكتبت في "فرصة الساعة العاشرة" قصيدتي الأولى التي ألقيتها في الحفل وقدمني الأب عوض بنفسه وكانت تحتاج بالطبع إلى بعض التصحيح من حيث الوزن، وجاء فيها:
يا معلم الأجيال بحروف الأبجديي
يا محقق الأحلام بقلوب الطريي
يا ريت فيي عالسما إطلع
وجبلك النجمات باقة ورد جوريي
وحط العمر بيناتهن يضوي ويلمع
وإعملك من الأرز أجمل مزهريي
أعلن الأب يومذاك عن اكتشافه بوادر شاعر جديد وبدأ يشجعني على الكتابة ويتابع قصائدي التي توالت مع قراءتي للشعر من كل الأنواع، وبدأ أهل قريتي يشجعونني ففي كل مناسبة كنت أكتب قصيدة وألقيها.
• ما هي أول قصيدة غنائية كتبتها؟
- أول قصيدة غنائية كتبتها سنة 1990 لإبن بلدتي عاصي بيطار، لحنها الفنان سمير صفير وعنوانها "صهلة خيل بعز الليل" ، وهي من اللون البدوي غناها بيطار في تصفيات "استديو الفن" ونالت نجاحاً هائلاً رغم أنها لم تسوّق بـ"كليب".
بعد ذلك طلب إليّ الملحن صفير أغاني من اللون البدوي ليلحنها وكان عاصي الحلاني في أول انطلاقته فغنى عدداً من الأغاني التي كتبتها ولحنها صفير، ويبلغ مجموع الأغاني التي كتبتها للحلاني نحو 75% من مجمل ما غنّى وأبرزها: "يا ميمة"،" أمشي لحالي"، "أنا ولا إنت"، و "صوت الحدى" وغيرها.
وإلى عاصي الحلاني، كتبت لوائل كفوري عدداً من الأغاني، أبرزها "ليل ورعد" و "معقول تشتي بآب". وكرّت السبحة فكتبت لنجوى كرم ونوال الزغبي وزين العمر
وفي العام 1997 بدأت أكتب للموسيقار ملحم بركات ومنذ ذلك التاريخ لم يعد يغني إلا من كلماتي وأعتز بذلك. كتبت له: "بدك مليون سنة"، "جيت بوقتك"، "ظهور القمر" وغيرها العديد.
* هل تستطيع أن تحصي اليوم ما كتبته من أغانٍ؟
- لدي أكثر من 2400 أغنية يجمعها أولادي حالياً. معظم هذه الأغاني عرفت نجاحاً باهراً وأشكر ربي على ذلك لأن الكلمة التي أكتبها راقية ولا تخدش الآذان.
* هل ندمت يوماً على تعاونك مع أحد الفنانين؟
- كلا، لم أندم على أي شيء إذ أعطيت كلمات الأغاني لأصوات أوصلت الكلمات بألحان جيدة.
لم أكتب كلمات تخدش آذان الناس كالتي تقدم اليوم، كما أنني لم أكتب لفنانات راقصات أو فنانين راقصين ، فكلمتي بعيدة عن هؤلاء حتى أنني لا أردّ على إتصالاتهم الهاتفية حين يحاولون الحصول على كلمات أغنية. أقول بصراحة أنني ساهمت في كتابة أغنية راقية ستبقى في ذاكرة الناس، ومهما حاول البعض تسويق الكلام المبتذل في الإعلام فإن الأغنية لا تنجح إلا إذا تحققت لها العناصر الأساسية وهي الكلمة واللحن والصوت.
* هل ثمة أغنية تعتبر أنها لم تنل حقها من الانتشار والنجاح؟
- ثمة أحيانا مشكلة في التوقيت، فالمكان والزمان يلعبان دوراً كبيراً في نجاح الأغنية. أغنية "بيروت" التي لحنها سمير صفير وغناها معين شريف من الأغاني الناجحة لكنها لم تنل حقها الكامل لأن إطلاقها في الأسواق تزامن مع حوادث الحادي عشر من أيلول والمعاملة السيئة التي شهدها اللبنانيون في مطارات أميركا وأوروبا إثر هذه الحوادث.
* أي مغنّ أو مغنية تحلم بإعطائه أو إعطائها كلام أغنية؟
- أنا فخور بالأغاني التي كتبتها للموسيقار ملحم بركات وماجدة الرومي وهما فنانان متميزان، لكنني أحلم بأن أكتب للأستاذ وديع الصافي الذي كان مشاركاً مع مجموعة في أوبريت كتبتها، كما أحلم بأن أكتب للسيدة فيروز وأسعى إلى تحقيق هذا الحلم.
* من يعجبك من الأصوات على الساحة الفنية اليوم؟
- أنا متعصب للأغنية اللبنانية، لذا سأذكر الفنانين الذين يغنون باللبنانية مثل نجوى كرم، معين شريف، عاصي الحلاني، وائل كفوري، فضلاً عن الفنانين العرب الذين غنوا بلهجتنا اللبنانية مثل صابر الرباعي. أعتبر أن غناء الفنان بلهجة غير لهجته خيانة لحضارة بلده وفنها.
* هل كانت لك محاولات في التلحين؟
- لا أستطيع أن أحمل بطيختين في يد واحدة. يقول المثل: أعط خبزك للخباز ولو أكل نصفه. لدي أفكار تساعد الملحن، لكني لا أفكر في دخول مجال التلحين .
* بمَ يتميز شاعر الأغنية عن سواه من الشعراء؟
- الشاعر االكلاسيكي ينظم شعره على الوزن والقافية وبشكل معين ومعروف وضمن مقاسات محددة، وهذا يسمى الشعر المنبري. أما الشعر الغنائي فمن خلاله تخلق الأوزان وتطوعها لتكون قابلة للغناء. من ناحية ثانية، يستطيع الشاعر الكلاسيكي أن يكتب عن موضوع أو فكرة عولجا قبلاً، لكن في الشعر الغنائي لا يمكن تكرار الفكرة ذاتها. مثلاً أغنية إليسا تقول: "حبك وجع بعدو معي/ حبك حلم هربان/ من قلب قلبي انسرق وبكيت عغيابو". هذه الأغنية من النوع الشروقي لكنها أعطيت لحناً كلاسيكياً.