المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحمد لله ان رسولي محمد << بقلم الاستاذ احمد الشقيري



اميرة حبى انا
10-11-2009, 01:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مقال رائع جدآ جدآ للأستاذ أحمد الشقيري


http://www.al-wed.com/pic-vb/859.gif


أحمد الله تعالى أن رسولي هو محمد!



لأنه لو كان أي بشر آخر لما تفهمني ولما احتواني ولما رحمني ورحم ذنوبي وضعفي!



ما أكثر البشر الذين يحكمون عليك وينتقدونك وهم لا يعرفون ما تعانيه من صراعات داخلية لا يعلمها



إلا الله، صراعات لا يستطيع التعاطف معها إلا الحبيب صلى الله عليه وسلم...



قصص الرسول مع الشباب المخطئ تدمع العين لامتلائها برحمة نبوية ليس لها مثيل :



يروي لنا ابن عم الرسول عبد الله بن العباس هذه القصة والتي حصلت أيام الحج في مكة بين الرسول



صلى الله عليه وسلم وبين الفضل بن العباس :



أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته، وكان



الفضل رجلا وضيئا (أي جميل الشكل)، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم للناس يفتيهم، وأقبلت امرأة



من خثعم وضيئة (أي جميلة الشكل) تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطفق الفضل ينظر إليها،



وأعجبه حسنها، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى



الشق الآخر، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل، فقالت : يا



رسول الله، إن فريضة الله في الحج على عباده، أدركت أبي شيخا كبيرا، لا يستطيع أن يستوي على



الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه ؟ قال : ( نعم)



تأملوا أعزائي! الفضل صحابي ووقت الحج ومع أطهر البشر ومع ذلك ينظر إلى امرأة!!



وانظر إلى وصف عبدالله بن العباس أن المرأة كانت وضيئة مما يعني أنه نظر إليها ووصفها بالحسن!!!



نعم أعزائي الصحابة بشر وفيهم ما في البشر من رغبات وضعف ونزوات، وتأملوا كيف تعامل الرسول



صلى الله عليه وسلم مع الفضل بكل رفق ولين فلم يعطه محاضرة طويلة عريضة في الأخلاق ولكنه



احتواه وحاول تعديل سلوكه بدون زجر وعصبية!!



وانظروا إلى رحمته صلى الله عليه وسلم مع شارب الخمر:



أن رجلا كان يلقب حمارا، وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعكة من



العسل، فإذا جاء صاحبه يتقاضاه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعط هذا ثمن



متاعه، فما يزيد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر به فيعطى، فجيء به إلى رسول الله صلى



الله عليه وسلم وقد شرب الخمر، فقال رجل : اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به إلى رسول الله صلى الله



عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه، فإنه يحب الله ورسوله طبعا في رواية أخرى



أن النبي أمر بتعزيره لشرب الخمر ولكنه في نفس الوقت أثبت حب الله ورسوله لهذا الرجل!!




وفي ذلك إشارة إلى ألا نحكم على ما في قلوب الناس فقد يظهر لك شاب غارق في الذنوب ولكن في



قلبه خيرا!



ليتني كانت لدي هذه الرحمة عند التعامل مع كل مخطئ.



وليت كل من لهم تعامل مع الشباب أن يقتدوا بالرحمة المهداةإلى كل شاب....



هذا الرسول الحبيب فأحبوه لأنه أكثر الناس فهما لكم ولمشاكلكم!

اميرة حبى انا
10-11-2009, 01:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد خلق الله أجمعين خاتم المرسلين ومن بعثه الله رحمة للعالمين وبعد:

فهذا رد حديثي بسيط على من ضعف قصة الصحابي الذي كان يمزح مع النبي صلى الله عليه وسلم .

وأصل الموضوع في منتدى الأستاذ عمرو خالد حيث خاض فيه بعض الإخوة وحذف الموضوع عدة مرات وطلب مني بعض الأخوة أن أشارك فكانت هذه المشاركة:

والقصة أصلها في صحيح البخاري قال:
حدثنا يحيى بن بكير: حدثني الليث قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد ابن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب:
أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حماراً، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله).


وقد جاءت زيادة للقصة أخرجها أبو يعلى في مسنده (1/161) وغيره مسندا وأخرجها الزبير بن بكار مرسلة وسيأتي:

أما الحديث المسند فهو عند أبي يعلى قال:

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي عبد الله بن نمير حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه : عن عمر أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعكة من العسل فإذا جاء صاحبها يتقاضاه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : يا رسول الله أعط هذا ثمن متاعه فما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر به فيعطى فجيء به يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر فقال رجل : اللهم العنه ما أكثر ما يؤتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه فإنه يحب الله ورسوله)


وقد ضعفه بعض الأخوة بسبب راو من الرواة وتعاملوا للأسف مع هذا الراوي بغرابة شديدة فقد ذكروا من ضعفه ولم يذكروا من وثقه أو صحح روايته وهذا منهج غير علمي بالمرة ونحن هنا سنكتفي بذكر من وثقه لأن الأخوة قد تكفلوا بمن ضعفه:

هشام بن سعد:

وقال المزي في تهذيب الكمال (30/207) :
قال أبو داود: هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم.
وقال بن معين فيما رواه عنه ابن أبي خيثمة: صالح ليس بالمتروك الحديث.
وقال أبو زرعة:شيخ محله الصدق .

وزاد الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (11/37):
قال على ابن المدينى : صالح ، و ليس بالقوى .
و قال الساجى : صدوق.
وقال العجلى : جائز الحديث ، حسن الحديث .

قلت: وقد علق له البخاري في صحيحه وأخرج له مسلم في الشواهد كما قال الحاكم وأخرج له باقي الجماعة.

وقد لخص الذهبي وابن حجر أقوال العلماء فيه فقالا:
قال الذهبي في الكاشف (ص 336) بعد أن حكى الاختلاف فيه: ((حسن الحديث)).
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (ص 572): ((صدوق له أوهام ورمي بالتشيع)).


قال الألباني في الإرواء (1/49):
((هشام بن سعد وان أخرج له مسلم فهو مختلف فيه أيضا لكن قال في " التقريب " : " صدوق له أوهام " .
قلت : فهو حسن الحديث على أحسن الأحوال)).انتهى كلامه.

وقال في كتابه دفاع عن الحديث النبوي ص 87 عندما كان يرد على الدكتور البوطي في تضعيفه لحديث فيه هشام بن سعد:
((ويحاول أن يضعف الحديث الثابت متمسكا بما في هشام بن سعد المذكور من الكلام مع أن حديثه عند أهل المعرفة بعلم الجرح والتعديل وتراجم الرجال لا ينزل عن مرتبة الحسن لأنهم يعلمون أن مجرد كون الراوي متكلما فيه لا يجعل حديثه في مرتبة الضعف لأن هناك مرتبة وسطى بينها وبين مرتبة الصحة وهي الحسن وهشام هذا من هذا القبيل لا سيما في روايته عن ابن أسلم لكثرة روايته عنه وصحبته إياه)).انتهى.

وقال الشيخ عبد الله السعد في شرحه لسنن الترمذي (صوتي) بعد أن ذكر الخلاف في توثيق هشام بن سعد:
((والراجح أن حديثه على قسمين :
القسم الأول : ما رواه عن زيد بن أسلم فحديثه صحيح ويحتج به .
القسم الثاني : ما رواه عن غير زيد بن أسلم فحديثه أقل من القسم الأول)) .انتهى كلامه.

والحديث المذكور من روايته عن زيد بن أسلم.


تحقيق حديثه هذا:
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/264): رجاله رجال الصحيح.
قال حسين سليم أسد في تحقيق مسند أبي يعلى (1/161):رجاله رجال الصحيح.

هذا بالنسبة للحديث المسند فهو حسن على الأقل.


وهذا الحديث له شاهد مرسل أخرجه الزبير بن بكار بسنده (وأورده من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (62/146) دار الفكر) فقال:
حدثني يحيى بن مقداد حدثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير حدثني أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال كان بالمدينة رجل يقال له نعيمان يصيب الشراب فكان يؤتي به إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيضربه بنعليه ويأمر أصحابه فيضربونه تبعا له ويحثون عليه التراب فلما كثر ذلك منه قال له رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعنك الله فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لا تفعل فإنه يحب الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) قال وكان لا يدخل المدينة رسل ولا طرفة إلا اشترى منها ثم جاء بها إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال يا رسول الله هذا أهديته لك فإذا جاء صاحبه يطلب نعيمان بثمنه جاء به إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال يا رسول الله أعط هذا ثمن متاعه فيقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أولم تهده لي فيقول زاد ابن السمرقندي ويقول يا رسول الله إنه والله لم يكن عندي ثمنه ولقد أحببت أن تأكله فيضحك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ويأمر لصاحبه بثمنه.

تحليل رجال السند:
1- يحيى بن مقداد هو بن عمران بن يعقوب الزمعي: أورده ابن حبان في الثقات (9/256) وأورده البخاري في التاريخ الكبير (8/307) وسكت عنه وهو ممن روى عنهم أتباع التابعين.

قلت (الأزهري الأصلي): وقع عند ابن عبد البر في الاستيعاب ص 484 أن شيخ الزبير اسمه: يحيى بن محمد فإن يكن هو فهو الحجازي المدني المعروف بالجاري (وهو ممن روى عنهم الزبير بن بكار) وقد وثقه العجلي يحيى الزمي وقال ابن عدي:ليس بحديثه بأس ,وذكره ابن حبان في الثقات وقال:يغرب ,وقال البخاري:يتكلمون فيه.
ولكن لا يوثق بسند ابن عبد البر هذا فقد وقع فيه تصحيف وخدع به بعض الإخوة من مثل أن أبا طوالة روى الحديث عن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه وهذا غير صحيح لأنه بهذا يكون الحديث منقطع ثم هو عن عمرو بن حزم الصحابي وكل من أورده أورده عن ابنه محمد وليس عنه فيبدو أنه هناك تحريف في النسخة المطبوعة من الاستيعاب. وانظر تحقيق الحافظ العراقي الآتي.
فالله أعلم.

2- يعقوب بن جعفر بن أبي كثير قال عنه ابن حجر كما في التقريب ص 607: مقبول.وهو من أئمة القراء المشاهير وهو من صغار أتباع التابعين.

3-أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري: ثقة متفق عليه روى له الجماعة وهو من صغار التابعين.

4-أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم:ثقة متفق عليه روى له الجماعة وهو من التابعين.

5-محمد بن عمرو بن حزم: له إدراك ورؤية وثقه النسائي والواقدي وذكره ابن حبان في الثقات.

قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (3/92): أخرجه الزبير بن بكار في الفكاهة ومن طريقه ابن عبد البر من رواية محمد بن حزم مرسلا.

قلت: وليس بين طبقات رواته انقطاع فهذا مرسل إسناده صحيح أو حسن ومن المقرر في المصطلح أن المرسل الصحيح يقوي أمر المسند الضعيف ما لم يكن شديد الضعف ,فما بالكم لو كان هذا المسند حسنا كما قال العلماء؟!!

فبهذا صح الحديث أو حسن على أقل تقدير.

والله تعالى أعلم.