المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاوجوتشي : لم ننجح في تقريب وجهات النظر بين ايران واسرائيل



ah-mo
24-10-2009, 09:39 AM
لرئيس المشارك للهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح
لم ننجح بعد في تقريب وجهات النظر بين إيران وإسرائيل


أجرت الحوار‏:‏ نجوي عبدالله
http://www.ahram.org.eg/archive/2009/10/24/44882_54m.jpgيوريكو كاوجوتشى فى حوارها مع مندوبه الاهرام
لم يكد الاجتماع الإقليمي للهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح الذي عقد بالقاهرة أخيرا ينتهي حتي أثيرت الكثير من التساؤلات عما أسفر عنه في محاولة للتعرف علي ما إذا كانت جهود تلك الهيئة التي بدأت منذ أغسطس‏2008‏ بموجب مبادرة استرالية يابانية قد تؤتي بثمارها المرجوة‏.‏ وكان سبيلنا للوقوف علي تلك النتائج وتقييمها هو التحدث مع الرئيس المشارك للهيئة يوريكو كاوجوتشي وزيرة الخارجية اليابانية السابقة والعضو بالبرلمان‏.‏

‏ فلنتحدث في البداية عما أسفر عنه الاجتماع الإقليمي للهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح الذي عقد بالقاهرة مؤخرا‏.‏

ـ ربما يجب علي أولا أن أوضح أن هذا الاجتماع الإقليمي يهدف إلي جمع الدول ذات وجهات النظر المتباينة خاصة تلك اللاتي علي طرفي النقيض وتحديدا إسرائيل وإيران للتحدث بصراحة وأمانة بشأن المسائل ذات الصلة بمنع الانتشار النووي ونزع السلاح والإستخدامات السلمية النووية‏,‏ فضلا عن بحث سبل جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وهو ما حدث بالفعل ويعد في حد ذاته نجاحا غير مسبوق‏,‏ كما يتيح لنا تلمس الطريق نحو الوصول لصيغة مقبولة ربما تسفر عن تقارب في وجهات النظر‏,‏ وبالتالي يمهد الطريق لخلق الأجواء المناسبة للتحرك في اتجاه إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل‏.‏

‏ ولكن ألم يسفر وجود إيران وإسرائيل في هذا الاجتماع عن أية مواجهات بينهما؟
ـ من الطبيعي أن يحدث ما هو أشبه بالمواجهات الحوارية في ظل تضارب وجهات النظر بينهما بشأن العديد من الأمور‏.‏ وكان واضحا جدا أن الانفعال الشديد في عرض مواقفهما والحماس المبالغ في التعبير عنها‏.‏ إلا أن هذا لاينفي أن الاجتماع في مجمله كان بناء للغاية حيث عبر الجميع عن رغبتهم في جعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل‏,‏ كما أنها كانت فرصة جيدة للوقوف علي نطاق الخلاف القائمة بين إسرائيل وإيران وبعض الدول الأخري أيضا‏,‏ وكذلك التعرف علي تصوراتهما للأساليب الواجب تبنيها من أجل العمل علي إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل‏.‏

‏ ولكن أتعتقدين أنه بإمكان إيران وإسرائيل التوصل إلي تسوية أو حل وسط أو حتي مراجعة مواقفهما؟
ـ للأسف لم نصل إلي هذه المرحلة بعد ليس فقد بالنسبة لإيران وإسرائيل فحسب بل بالنسبة للدول الأخري أيضا‏,‏ فرغم أن جميعهم اتفقوا علي التركيز خلال الاحتماع علي بحث جعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار إلا أنهم جميعا اختلفوا علي نقطة البداية التي سيتم الانطلاق منها نحو تحقيق هذا الهدف‏.‏ فعلي سبيل المثال إسرائيل تريد السلام أولا‏,‏ بينما إيران تري أن انضمام إسرائيل إلي معاهدة منع الانتشار النووي الخطوة الأولي في اتجاه إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل مما يعيق إلي حد يعيد الوصول إلي نقطة بداية واحدة تنطلق منها الجهود لتحقيق هدفنا الأعم والأشمل وعليه فنحن نبذل جهودا حثيثة من أجل تضيق الفجوة بين البلدين بمساعدة دول المنطقة‏.‏

اجتماعكم الإقليمي المقبل سيكون في نيودلهي فهل يعد بمثابة استكمال لاجتماع القاهرة أم أن هناك نقاطا أخري قد تبحثونها هناك؟
ـ اجتماع نيودلهي هو الرابع من نوعه فقد سبق وأن عقدنا اجتماعات إقليمية في أمريكا اللاتينية وجنوب آسيا بالإضافة لاجتماع القاهرة والهدف الأساسي من تلك الاجتماعات هوالتعرف عن قرب عن وجهات النظر لمختلف القوي الإقليمية بشأن منع الانتشار النووي دون تبني توجه مسبق بل ننتظر لنتعرف عما قد يسفر عنه هذا الاجتماع أو ذاك‏,‏ ولكننا نضع في الاعتبار أنه في كل منطقة سيتم بحث قضايا مختلفة تماما عن تلك التي تباحثناها في الاجتماعات الإقليمية الأخري ففي نيودلهي ستكون القضية الأساسية التي ستثيرها الدول المشاركة في الاجتماع هي مسألة السباق النووي بين الهند وباكستان وكيفية إقناعها بالانضمام إلي معاهدة منع الانتشار النووي‏.‏

إلا أنه في النهاية جميع القضايا النووية الإقليمية سيتم طرحها في الاجتماع الختامي للهيئة في هيروشيما باليابان‏,‏ كما سيتضمنها تقريرها النهائي الذي من المقرر سيتم عرضه في المؤتمر المعني بمراجعة معاهدة منع الانتشار النووي في مايو‏2010‏ ليتم وضع نتائجه في الاعتبار عند مراجعة المعاهدة‏.‏

‏ ولكن إلي أي مدي تعتقدين أن جهود الهيئة في منع الانتشار النووي قد تأتي بالنتائج المرجوة؟
قي الواقع هناك عوامل كثيرة تجعلني إلي حد بعيد لدي يقين بأن ما تبذله الهيئة من جهود سيأتي بنتائج إيجابية‏,‏ فالمجتمع الدولي بات أكثر وعيا وإدراكا ولمدي خطورة الانفجار النووي حال حدوثه أو استخدام الأسلحة النووية هذا في الوقت الذي تزايد فيه الطلب علي الطاقة النووية مع ما يشهده العالم من تغير في المناخ‏,‏ وهو ما قد يؤدي إلي تعاظم احتمالات حدوث حوادث نووية‏,‏ هذا بالإضافة إلي تبني القوي الكبري في العالم وتحديدا الولايات المتحدة الدعوة للحد من الانتشار النووي التي دعا إليها أوباما في خطابه الأخير في مجلس الأمن الدولي‏,‏ ونجم عنها تبني المجلس للقرار‏1887.‏ كل هذا يجعل الدول أكثر حماسا ورغبة في العمل من أجل بلوغ هذا الهدف مما يجعلهم في النهاية علي استعداد لتقبل ما سيرد في التقرير النهائي للهيئة والذي سيسبقه حشد للمجتمع المدني‏..‏

ألا يتطلب هذا أولا حل القضايا المعلقة والمتعلقة بالملف النووي؟
ـ تقصدين الملف النووي الكوري الشمالي والإيراني‏,‏ بالإضافة للدول الثلاث اللاتي لم تنضم بعد لمعاهدة منع الانتشار النووي كل هذه الملفات تحتاج لكثير من الصبر والدأب في التعامل معها‏.‏ فالاستمرار في المفاوضات لابد وأن يتزامن مع الاستمرار في ممارسة الضغوط عليها وربما من أهداف الهيئة هو تكوين جبهة قوية خلال اجتماعاتها الإقليمية تعمل علي تقريب وجهات النظر أو تقوم بالوساطة لإقناع تلك الدول بضرورة حل تلك القضايا المعلقة‏.‏ ولكن هناك وسيلة أخري لتحفيز جميع الدول خاصة النامية منها التي تملك تكنولوجيا نووية‏,‏ وقد يكون تقديم دعم اقتصادي يخصص للتخلص منها أو لدعم استخدامها للأغراض السلمية بشكل آمن أمرا ضروريا ومحفزا‏.‏
اهرام السبت