lionking
14-09-2009, 12:00 PM
كان طبيبا.. لكنه لم يكن كأي طبيب آخر.
فقد كان عنده حلم عظيم.. هو أن تنهض بلاده, نهضة ليس لها مثيل في العالم كله.
ولم يكن أحد يتوقع أبداً, أنه سينجح في تحقيق هذا الحلم.
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_02.jpg
ولد مهاتير محمد في ماليزيا.
كان والده مدرساً عادياً.. ربى ابنه تربية جيدة على الأخلاق والقيم.. لذلك لم يكن لمهاتير حلم وقتها؛ إلا أن يصبح طبيباً كي يساعد الناس ويشفي أمراضهم.
كان من الملايو المسلمين في ماليزيا.. وهم قوم لم يكونوا يتمتعون بحقوق كثيرة في ذلك الوقت.. كما يمكننا القول أنه كان فقيرا..
كلية الطب
لم يكن حلم كلية الطب سهلاً أو متاحاً لشاب فقير مثله.. فقد قامت الحرب العالمية الثانية، ووجد نفسه غير قادر على مواصلة تعليمه أصلاً.
عمل في أحد الأكشاك.. يصنع الشاي ويقدم الطعام للزبائن.. فقد كان في مرحلة عصيبة.. وهي مرحلة توفير لقمة العيش, لمجرد البقاء على قيد الحياة.
إلى أن انتهت الحرب.. فقرر أن يواصل المسير.
وفعلاً.. حصل على منحة لدراسة الطب في جامعة (إدوارد السابع) في سنغافورة.
وأثناء دراسته.. أصدر مجلة طبية تصدر من الجامعة وكان يكتب المقالات في الصحف..
كما أصبح رئيساً منتخباً للطلبة المسلمين في الجامعة.
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_05.jpg
وهناك تعرف على زوجته ورفيقة حياته (سيتي حسمة).
أعجبت بطموحه ونجاحه.. وقررت مواصلة حياتها معه.. خصوصاً أنها هي الأخرى كانت تشاركه أحلامه.
وهنا.. قرر مهاتير أن يمارس السياسة!
عالم السياسة
كان يرى أن حلمه بأن تكون بلده أفضل بلاد الدنيا, لن يتحقق إلا بانخراطه في العمل السياسي وفهمه لقواعد هذه اللعبة الخطرة..
وقد كان.
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_08.jpg
نجح في أن يصبح عضواً في البرلمان عام 1964
وراح يدافع عن حقوق الملاويين المسلمين.. إلا أن هذا لم يعجب الماليزيين من أصل صيني.. لذلك خسر الانتخابات التالية.. وخسر مقعده في البرلمان.
لم يكن هدفه هو النفاق للحصول على أكبر عدد من الأصوات؛ لكنه كان يؤمن بقضية أكبر من مجرد كرسي في البرلمان.. لذلك واصل عمله السياسي.
استعاد كرسيه في البرلمان..
ثم عين وزيراً للتعليم..
ثم عين وزيراً للصناعة..
وفي النهاية.. انتخبه الشعب الماليزي ليكون رئيساً لوزراء ماليزيا.
صانع المعجزات
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_09.jpg
لم تعد ماليزيا كما كانت, قبل مهاتير محمد.
في سنوات قليلة, حدثت نقلة رهيبة في الاقتصاد الماليزي لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل.
كان الجهل منتشراً بين المواطنين.. لكنه اهتم (منذ كان وزيراً للتعليم) بتعليم الناس العاديين.. استقدم الأنظمة التعليمية من الخارج.. واهتم بتعليم اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات.. وزاد البعثات التعليمية للطلاب إلى جامعات أمريكا وإنجلترا وأستراليا.. وحين أصبح رئيسا للوزراء, زاد من الدعم المادي للتعليم..
كان مؤمناً أن النهضة تبدأ من عقول الشباب.. وقد كان على حق.
كان اقتصاد ماليزيا في هذا الوقت, يعتمد على تصدير المواد الخام مثل المطاط والمعادن..
لكن اليوم, أصبح دخلها القومي يعتمد بنسبة 80% على الصادرات الصناعية.
نعم.. ألا تعلم أن ماليزيا اليوم, واحدة من أكبر 20 دولة صناعية في العالم؟
مشاريع قومية
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_03.jpg
برجي بتروناس.. أعلى برجين في العالم , في العاصمة كوالالامبور
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_06.jpg
جانب من سد باكون.. ثاني أعلى سد إسمنتي في العالم
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_013.jpg
مطار كوالالامبور الدولي.. واحد من أهم مطارات آسيا
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_012.jpg
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_01.jpg
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_04.jpg
السياحة: لو كنت تريد قضاء شهر العسل مثلا, ستكتشف أن ماليزيا توفر عروضاً رائعة للسياح.
سياسة مهاتير محمد
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_010.jpg
أما في عالم السياسة, دعونا نتوقف قليلاً أمام هذا الرجل ومواقفه.
من أقوال مهاتير محمد:
"نحن (المسلمون) أقوياء فعلا.. 1.3 مليار إنسان لا يمكن هزيمتهم أبداً".
لقد قتل النازيون 6 مليون يهودي من 12 مليون؛ لكن الآن اليهود يحكمون العالم من بعيد.. فهم عندهم أناس يحاربون ويموتون من أجلهم.
لقد اخترعوا الشيوعية والاشتراكية وحقوق الإنسان وحتى الديمقراطية؛ حتى يكون اضطهادهم شيئا خاطئا, فيتمتعون بحقوق مساوية للجميع!
بكل هذا أصبحوا يتحكمون في أقوى دول العالم.. وأصبح هذا المجتمع الضئيل, من القوى العظمى".
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_011.jpg
كما رشح مهاتير محمد (من قبل مؤسسات مسيحية وصربية) لجائزة نوبل للسلام 2007.. لدوره في مساعدة شعب البوسنة.
***
هناك شخصيات لو تكلمت عن كل جوانبها؛ لن يكفيني مقال واحد.
لذلك أتوقف هنا.. ودعونا نحلم, بأن يكون في بلادنا مهاتير آخر.
ربما يكون أنت.. أو شخص تعرفه.. أو كلنا معا..
المهم ألا نتوقف عن الحلم؛ لأن المعجزات -كما رأينا- تتحقق.
فهل من الممكن, أن نرى هذا اليوم؟
فقد كان عنده حلم عظيم.. هو أن تنهض بلاده, نهضة ليس لها مثيل في العالم كله.
ولم يكن أحد يتوقع أبداً, أنه سينجح في تحقيق هذا الحلم.
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_02.jpg
ولد مهاتير محمد في ماليزيا.
كان والده مدرساً عادياً.. ربى ابنه تربية جيدة على الأخلاق والقيم.. لذلك لم يكن لمهاتير حلم وقتها؛ إلا أن يصبح طبيباً كي يساعد الناس ويشفي أمراضهم.
كان من الملايو المسلمين في ماليزيا.. وهم قوم لم يكونوا يتمتعون بحقوق كثيرة في ذلك الوقت.. كما يمكننا القول أنه كان فقيرا..
كلية الطب
لم يكن حلم كلية الطب سهلاً أو متاحاً لشاب فقير مثله.. فقد قامت الحرب العالمية الثانية، ووجد نفسه غير قادر على مواصلة تعليمه أصلاً.
عمل في أحد الأكشاك.. يصنع الشاي ويقدم الطعام للزبائن.. فقد كان في مرحلة عصيبة.. وهي مرحلة توفير لقمة العيش, لمجرد البقاء على قيد الحياة.
إلى أن انتهت الحرب.. فقرر أن يواصل المسير.
وفعلاً.. حصل على منحة لدراسة الطب في جامعة (إدوارد السابع) في سنغافورة.
وأثناء دراسته.. أصدر مجلة طبية تصدر من الجامعة وكان يكتب المقالات في الصحف..
كما أصبح رئيساً منتخباً للطلبة المسلمين في الجامعة.
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_05.jpg
وهناك تعرف على زوجته ورفيقة حياته (سيتي حسمة).
أعجبت بطموحه ونجاحه.. وقررت مواصلة حياتها معه.. خصوصاً أنها هي الأخرى كانت تشاركه أحلامه.
وهنا.. قرر مهاتير أن يمارس السياسة!
عالم السياسة
كان يرى أن حلمه بأن تكون بلده أفضل بلاد الدنيا, لن يتحقق إلا بانخراطه في العمل السياسي وفهمه لقواعد هذه اللعبة الخطرة..
وقد كان.
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_08.jpg
نجح في أن يصبح عضواً في البرلمان عام 1964
وراح يدافع عن حقوق الملاويين المسلمين.. إلا أن هذا لم يعجب الماليزيين من أصل صيني.. لذلك خسر الانتخابات التالية.. وخسر مقعده في البرلمان.
لم يكن هدفه هو النفاق للحصول على أكبر عدد من الأصوات؛ لكنه كان يؤمن بقضية أكبر من مجرد كرسي في البرلمان.. لذلك واصل عمله السياسي.
استعاد كرسيه في البرلمان..
ثم عين وزيراً للتعليم..
ثم عين وزيراً للصناعة..
وفي النهاية.. انتخبه الشعب الماليزي ليكون رئيساً لوزراء ماليزيا.
صانع المعجزات
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_09.jpg
لم تعد ماليزيا كما كانت, قبل مهاتير محمد.
في سنوات قليلة, حدثت نقلة رهيبة في الاقتصاد الماليزي لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل.
كان الجهل منتشراً بين المواطنين.. لكنه اهتم (منذ كان وزيراً للتعليم) بتعليم الناس العاديين.. استقدم الأنظمة التعليمية من الخارج.. واهتم بتعليم اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات.. وزاد البعثات التعليمية للطلاب إلى جامعات أمريكا وإنجلترا وأستراليا.. وحين أصبح رئيسا للوزراء, زاد من الدعم المادي للتعليم..
كان مؤمناً أن النهضة تبدأ من عقول الشباب.. وقد كان على حق.
كان اقتصاد ماليزيا في هذا الوقت, يعتمد على تصدير المواد الخام مثل المطاط والمعادن..
لكن اليوم, أصبح دخلها القومي يعتمد بنسبة 80% على الصادرات الصناعية.
نعم.. ألا تعلم أن ماليزيا اليوم, واحدة من أكبر 20 دولة صناعية في العالم؟
مشاريع قومية
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_03.jpg
برجي بتروناس.. أعلى برجين في العالم , في العاصمة كوالالامبور
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_06.jpg
جانب من سد باكون.. ثاني أعلى سد إسمنتي في العالم
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_013.jpg
مطار كوالالامبور الدولي.. واحد من أهم مطارات آسيا
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_012.jpg
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_01.jpg
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_04.jpg
السياحة: لو كنت تريد قضاء شهر العسل مثلا, ستكتشف أن ماليزيا توفر عروضاً رائعة للسياح.
سياسة مهاتير محمد
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_010.jpg
أما في عالم السياسة, دعونا نتوقف قليلاً أمام هذا الرجل ومواقفه.
من أقوال مهاتير محمد:
"نحن (المسلمون) أقوياء فعلا.. 1.3 مليار إنسان لا يمكن هزيمتهم أبداً".
لقد قتل النازيون 6 مليون يهودي من 12 مليون؛ لكن الآن اليهود يحكمون العالم من بعيد.. فهم عندهم أناس يحاربون ويموتون من أجلهم.
لقد اخترعوا الشيوعية والاشتراكية وحقوق الإنسان وحتى الديمقراطية؛ حتى يكون اضطهادهم شيئا خاطئا, فيتمتعون بحقوق مساوية للجميع!
بكل هذا أصبحوا يتحكمون في أقوى دول العالم.. وأصبح هذا المجتمع الضئيل, من القوى العظمى".
http://www.boswtol.com/mastaba/images/264/b3a2lak_011.jpg
كما رشح مهاتير محمد (من قبل مؤسسات مسيحية وصربية) لجائزة نوبل للسلام 2007.. لدوره في مساعدة شعب البوسنة.
***
هناك شخصيات لو تكلمت عن كل جوانبها؛ لن يكفيني مقال واحد.
لذلك أتوقف هنا.. ودعونا نحلم, بأن يكون في بلادنا مهاتير آخر.
ربما يكون أنت.. أو شخص تعرفه.. أو كلنا معا..
المهم ألا نتوقف عن الحلم؛ لأن المعجزات -كما رأينا- تتحقق.
فهل من الممكن, أن نرى هذا اليوم؟