المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : -- يوميات شاب زولا .. الحلقة 3



RSS
04-04-2011, 02:51 AM
كان منزل (هيما ) صاحب (طارق ) على بعد شارعين من بيته ، لا تستغرق المسافة بينهما أكثر من عشر دقائق ، قطعها طارق فى ساعة إلا ربع ، لأنه قد وقف فى الطريق أكثر من مرة . فأى فتاة يراها يقف أمامها و يرفع صوت الأغانى على الموبايل لأقصى حد ، ليلفت إنتباهها إليه و إلى منظره المبهر الجذاب !! و لكن لم تعره واحدة منهن أى اهتمام إلا واحدة فقط نظرت إليه بقرف شديد فظن انها وقعت فى المصيدة فابتسم فى زهو و اقترب منها
طارق : صباحه عسل
الفتاة : نعم ... ؟!
طارق : أبداً .... أنا طارق
الفتاة ( و هى تشير إلى قدمها ) : و ده شبشب ... لو ما اتلميتش حاضربك بيه فى وسط الشارع
طارق : ليه كده .... دا أنا غرضى شريف
الفتاة : أمشى ياد من قدامى أحسن أهزأك
طارق ( يشعر بالخطر فيتراجع ) : ماشى ... بكرة تندم يا جميل
و مشى فى طريقة و قد نسى ما حدث بعد ثوان ، فهذا أمر قد اعتاده
و ظل كذلك حتى وصل إلى منزل ( هيما ) ووقف تحت العمارة و اتصل به ، ففتح عليه و رد .
طارق ( فى ضيق شديد ) : بتفتح عليه ليه يا إتم ؟ عاجبك كده ؟ دى كانت آخر رنة
هيما : معلش غصب عنى حبيت أكنسل قمت رديت
طارق : طيب اخلص انزل بسرعة
هيما : ثوانى
بعد ربع ساعة ينزل ( هيما ) و شكله لا يختلف عن طارق إلا أن شعره شديد الخشونه شديد الضخامة يصنع به كرة كبيرة على رأسه و له لحية صغيرة تحيط بفمه على شكل سكسوكة
طارق : إيه يا عم بتعمل إيه ده كله ؟
هيما : معلش أصلى جالى تليفون
طارق : مين ؟
هيما : البت اللى قلتلك عليها
طارق : كلمتك ؟
هيما : يا بنى دى زهتقنى تليفونات دى بتكلمنى على الموبايل بالخمس ساعات كل يوم
طارق : ياه دى أكيد غنية
هيما : يا بنى أبوها سفير يعنى بيقبض فى الشهر أكثر من ستة مليون جنيه!!!
طارق : يا نهار اسود دا أنا أبويا لما بقوله عاوز عشرة جنيه بيعمل استبدال معاش
هيما : يا بنى دى مغرقانى هدايا لسة امبارح جايبالى دبدوب قدك كده
طارق : دبدوب ؟!! كانت جابتلك قميص بدل القميص الجربان اللى انت لابسه ده و مبتغيروش
هيما : يا بنى أنا اللى بحب ألبسه بقولك معاكش فلوس ؟!
طارق : ليه ؟ احنا متفقين العملية صايمة كل واحد شايل نفسه
هيما : متبقاش ندل أنا قشفور و بعدين إحنا رايحين مكان كله بنات متكسفناش
طارق : يا بنى بنات إيه ؟ أنا حصلى تشبع منهم
هيما : يا واد يا لورد إلا ما شفت معاك معزة حتى
طارق : مش مصدق ..؟! طيب دا أنا لسة معلق واحدة قبل أما جيلك و أخدت نمرتها كمان
هيما : ما أنا واخد بالي المهم معاك كام
طارق : معايا أربعين جنيه
هيما : قشطة ،، مية مية ،، يكفونا النهاردة
طارق : استنى شوية يا عم الحلو ،، الفلوس دى حجيب بيهم كتاب ،، و الباقى حاصرف منه لآخر الشهر
هيما : كتاب ؟ كتاب إيه يا بنى ؟ انت حتفشل و لا إيه ؟
طارق : أبويا ياعم قالى لازم أشوف الكتاب اللى حتشتريه ده .
هيما : دا أبوك ده عُقر قوى
طارق : يلا بينا بقى نروح الجامعة نستقضى أى كتاب عشان أخش عليه بيه ، و الباقى نشوف حنعمل بيه إيه
هيما : جامعة إيه يا عم !! ما انت عارف أنا مطلعتش الكارنيه
طارق : أدخل بالوصل
هيما : وصل إيه يا بنى هو أنا دفعت حاجة ؟ ما انت عارف الربعمية جنيه بتوع المصاريف رحت بيهم الرحلة
طارق : وحتعمل إيه ؟
هيما : مش عارف ممكن أبيع الموبايل
طارق : موبايل إيه ؟ يا بنى الموبايل بتاعك ده ممكن تقايض بيه على شبشب بلاستيك
هيما : أهو يجيب حوالى 200 جنيه و الباقى أحاول اتصرف فيهم
طارق : حتتصرف ازاى يعنى ؟
هيما : ما أنا قلت لك الواد (كُتْلَة ) شغال أمن فى المول ، كلمته امبارح و قال لى إنه حيودينى الشركة اللى شغلته
طارق : طيب ما تكلمه على أنا كمان
هيما : أما أشوف نفسى الأول أبقى أشوفك
طارق : ماشى بس خليها فى جمجمتك يلا بقى نروح النيلة الكلية
هيما : يلا يا برنس
طارق : تعالى نركب الميكروباص
هيما : ما تيجى يا عم الغنى نركب الأتوبيس و نزوغ زى كل يوم و لا انت خلاص الاربعين جنيه نسوك أصلك
طارق : يلا يا صديق السوء
يذهبان إلى محطة الأتوبيس ، و ينتظران أتوبيس الجامعة حتى يأتى فيجدانه مزدحماً فيسران لذلك لسهولة التهرب من الكمسارى
فيركبان و فعلاً يزوغان منه و يذهبان إلى وسط الأتوبيس و يقفا وراء فتاة فتلتفت إلى (طارق) و تبتسم له ، فيكاد طارق ينبت له جناحان من الفرحة ،، أخيراً وجد فتاة تأبه له ، فيشاهد ذلك ( هيما ) فيكاد ينبت له قرنان من الغيرة و يحاول أن يتقدم فيقف هو إلى جوارها فيمنعه (طارق) بذراعه
طارق : إيه !! رايح فين !! مفيش مكان
هيما : كده !! حتبيع أخوك من أولها
طارق : و لا أعرفك
هيما : ماشى يا عم و زوغنا كمان ماشية معاك حلاوة
يهمله طارق تماماً و يلتفت إلى الفتاة الشيك و يسأل نفسه : لماذا تركب مثلها هذا الأتوبيس المزدحم .
أخذ طارق يحاول أن يبدأ معها حوار ، فلم يستطع ، فالتفتت هى إليه
الفتاة : الدنيا حر قوى
طارق : آه الواحد عرقان خالص
الفتاة : مش عارفة الأتوبيس حيكون فاضى امتى
طارق : حيكون فاضى بعد ما الناس تنزل ها ها ها ها ها ( و يضحك بصوت عال )
الفتاة ( تبتسم ) : انت رايح الجامعة ؟
طارق : أيوة
الفتاة : فى كلية إيه ؟
طارق : تجارة ،، و انتي ؟!
الفتاة : أنا فى الجامعة الأمريكية
طارق : اللى فى التحرير !!
الفتاة : آه
طارق : أهلا و سهلاً
الفتاة : ده زميلك ؟
هيما ( يبتسم و يمد يده ليسلم عليها ) : آه أنا زميله
الفتاة ( تسلم عليه و هى تبتسم ) : أهلا و سهلاً
طارق ( يشعر بالغيرة الشديدة) : يلا يا خويا عشان هننزل المحطة الجاية
فى هذه اللحظة يفرمل الأتوبيس فرملة شديدة فتميل الفتاة على طارق و تستند عليه فيشم منها رائحة عطر أصابته فى مقتل
الفتاة : أنا آسفة
طارق ( يكاد يغمى عليه ) : لا خالص مفيش حاجة
هيما : يلا المحطة قربت
يودعها طارق بابتسامة عريضة و تودعه بمثلها ، ثم ينزلان من الأتوبيس و طارق فى حالة يرثى لها من الوله و التوهان
هيما : مالك انت سافرت و لا إيه
طارق : شفتها و هى بتضحكلى ؟
هيما : يا بنى دى تعبانة خالص ،، أومال لو شفت البت بتاعتى
طارق : مش عارف يا أخى الأتوبيس كل يوم يوصلنا فى ساعة كاملة النهارة الطريق ماشى فريرة
هيما : أصل انت نحس يابنى
طارق : ملحقتش حتى أعرف اسمها
هيما : يا عم خلص بقى يلا نملى التنك الأول قبل ما نروح الهبابة ، لحسن أنا كلتش من الأسبوع اللى فات
طارق : ماشى يا عم و أنا عازمك
هيما : إيه يا عم الكرم اللى نزل عليك مرة واحدة ده
طارق : أى خدمة بس متاخدش على كدة تعالى نروح عند فجر الإسلام بتاع الكشرى
هيما : متخليها كبدة النهاردة يا روقة
طارق : وله ،، بقولك إيه .،، لا حيبقى فيه كبدة و لا كشرى مش كفاية أنا متكفل بيك النهاردة
هيما : ذِل أهلى بقى عشان طبق كشرى حمضان
طارق : و جاى على نفسك ليه ؟ بلاش
هيما : خلاص يا عم اللى ييجى منك أحسن منك
يدخلان إلى محل الكشرى فيطلب (طارق ) طبق مخصوص له و يطلب لـ (هيما ) طبق عادى ،فينظر له (هيما) بغل
هيما : ماشى يا ندل
طارق : انت فاكرنى نسيت و لا إيه ،، انتم السابقون
هيما : مردودالك
طارق : بس يا فقير يا معفن
يأكلان و يشبعان و تمتلئ بطونهما ، و يظل طارق يتكلم عن تلك الفتاة و كأنها فتاة أحلامه
و أخيراً يأتى الجرسون ليطلب الحساب
طارق : الحساب كام ؟
الجرسون : أربعة جنيه يا بيه
يمد يده فى جيبه الخلفى ليخرج المحفظة ، فيصفر وجهه ،، غير موجودة ،، يدخل يده فى جيبه الثانى ،، فيحمر وجهه ،، غير موجودة
طارق : يا نهار اسود ،، المحفظة وقعت منى
هيما : وقعت ولا اتسرقت
طارق ( و كأنه انتبه إلى شيء ما ) : البت بتاعة الأتوبيس باين هى اللى سرقتها ،، يا بنت الحرامية
هيما : و بعدين ؟ حتعمل إيه ؟
كل هذا و الجرسون واقف و كأن الأمر لا يعنيه
الجرسون : إيه يا بشوات فيه فلوس ولا لأ ؟!
هيما : الطبق العادى بكام ؟!
الجرسون : بجنيه و نصف
يمد هيما يده فى جيبه فيخرج جنيهاً و نصفاً فيدفعه إلى الجرسون
طارق ( و هو يكاد يبكى ) : و بعدين يا (هيما)
هيما : أروح أندهلك أبوك ؟
طارق : أبويا إيه الله يخرب بيتك ،، هى ناقصة؟
ثم ينظر إلى الجرسون فى استجداء ، فينظر إليه الجرسون فى لامبالاة
الجرسون : و بعدين ؟!
طارق : فيه تليفون هنا ؟
هيما : ما انت معاك الموبايل
طارق : ما انت فتحت على و كانت آخر مكالمة شايلها للرنات يا فالح
الجرسون : مفيش تليفون
طارق : طيب روح يا هيما اتصل بالواد (وحيد ) خليه ييجى يدفع
هيما : أنا معيش غير ربع جنيه حاروح بيه
طارق ( يستعطف الجرسون الضخم غير المبالى ) : بقول لحضرتك إيه ! إحنا زباين هنا
الجرسون : أنا أول مرة أشوفك
طارق : الفلوس اتسرقت و الله
الجرسون : ما ليش فيه
طارق : طيب و بعدين ؟!
الجرسون : هات الموبايل رهن و روح هات الفلوس
طارق : ده بخمسميت جنيه و فيه كاميرا
الجرسون : يبقى حتنضرب لما تتكسر و حتغسل المواعين و حتقشر بصل لحد ما يجيلك إمساك
ثم يذهب ليحاسب زبون آخر
هيما : طيب أنا حامشى بقى يا طارق عشان ألحق المحاضرات
طارق : محاضرات !! حتسيبنى كدة من غير ما تتصرف
هيما ( يميل عليه و يهمس له ) : خلاص بقى يا طارق دول قلمين و حيعدوا و بعدين ما احنا ياما اضربنا كتير قبل كدة
طارق : يا سلام انت مش شايف إيده قد إيه !! ده ممكن يفرطلى سنانى بقلم واحد القلم التانى ممكن يقلبنى واحدة
هيما : أقولك !؟ إجري ،، يلا هو مش واخد باله ،، تعالى نجرى
طارق ( و قد تجرأ قليلا) : طب يلا
فجأة يجرى هيما و يخرج من المحل ، و يجرى وراءه طارق فيصطدم بزبون داخل إلى المحل فيتعثر و يقع على الأرض ، فيجرى إليه الجرسون و يمسكه من قفاه ، و يدخل به إلى المحل


الله يرحمك يا طارق
..........................................
لو طارق عاش حيكون فيه حلقة رابعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
يتبع
:biggrin23: