المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : -- اعترافات عضو حزب وطنى



RSS
17-03-2011, 10:10 AM
http://gate.ahram.org.eg/Media/News/2011/3/16/2011-634358783879835092-983.jpg (http://www.directleech.com/index.php?action=submit&account=1adj3u4wshf&forum=278&url=http%3A%2F%2Fgate.ahram.org.eg%2FMedia%2FNews% 2F2011%2F3%2F16%2F2011-634358783879835092-983_main.jpg)

حين تحدثنا فى تقرير سابق عن اعترافات عضو اللجنة الإلكترونية بالحزب الوطنى والذى استقال عقب قيام ثورة 25 يناير.. وتحدث بالتفاصيل عن دور اللجنة فيما يمكن أن يمثل "الثورة المضادة" فى أوضح صورها.. تفاعل الكثيرون مع التقرير الذى حقق قراءات عالية جدا.. البعض حذّر من نظرية المؤامرة.. والبعض خوّف من المبالغات.. والبعض أكد أن ما قاله هذا العضو "التائب" –حسب تعبيره عن نفسه- ليس إلا أقل القليل.. وفى هذا التقرير نؤكد ذلك ونقول إننا بالفعل لم نقدم إلا القليل.. والقادم أقوى بكثير.
محمد عادل -وهذا اسمه الحقيقى الذى أصر هذه المرة على أن نذكره- كان أول من حذر عن دراية واطلاع من الثورة المضادة ودور اللجنة الإلكترونية بالحزب الوطنى فيها.. وأكد أنه رغم الإعلان عن حلها لا تزال تتلقى توجيهات وتؤسس جروبات وتشارك فى حملات.
وكنا قد أشرنا إليه على أنه "شاب سكندرى حضر الاجتماعات التأسيسية للجنة"، وظهر ذلك موثقا فى فيديو ضمه بالإضافة لعدد من الشباب حول طاولة اجتماع برئاسة علىّ الدين هلال ومحمد هيبة وبحضور نبيل حلمى وآخرين.
محمد عادل الطالب بجامعة الإسكندرية عضو اللجنة الإلكترونية المستقيل، تعرض لتهديدات وصلت إلى القتل من جانب تابعين لفلول الحزب الوطنى، بعد أن خمنوا اسمه من التلميحات الذى ذكرناه عنه فى التقرير السابق، لكنه قرر أن يواصل معركته بشراسة.
كثيرة هى التفاصيل الجديدة التى وضعها محمد عادل بين أيدينا عن دور قيادات الحزب التى لا تزال حرة طليقة فى الثورة المضادة، والأساليب المتبعة فى السابق، والركائز التى اعتمدت عليها خطة إحباط الثورة.. وها نحن نقدم إليكم هذه التفاصيل كاملة.
محمد عادل أوضح لنا بداية أنه انضم للحزب الوطنى بعد الثانوية العامة، معترفا بأنه كان يعلم أن التعاون مع الحزب يقابله فى كثير من الأحيان علاقات وامتيازات، وأنه فى حدود علمه هناك من استفادوا بالفعل بالتعيين فى مناصب أو التمتع باستثناءات: "سيدعمك الحزب فى دخول المجالس المحلية والشعبية وتولى المناصب الرفيعة التنظيمية الإدارية داخل الحزب نفسه"، وأنه هو شخصيا أصبح عضوا فى اتحاد الطلبة بالجامعة، وكانت تتم الموافقة له على أى نشاط جامعى فورا، على عكس ما يحدث مع أى ناشط لا ينتمى للحزب. وأوضح أيضا أن الحزب صعّده ليصبح أمين مساعد دائرة الرمل، لقدرته على التحاور أمام الإخوان وبقية التيارات المعارضة.
علاقات عادل لم تتوقف عند حد قيادات وأعضاء الحزب الوطنى، بل إنه كشف عن أن ضابط أمن دولة كان "يتبادل معه المعلومات، وينسق الإجراءات والخطوات التى سيتم اتباعها ضد المعارضين، خاصة فى فترة الانتخابات التى كان الضابط يتواجد فيها أمام الدوائر لترويع المعارضين ومنعهم من التصويت".
أما المفاجأة التى فجّرها عادل فكانت تأكيده أنه تلقى مكالمات من الضابط نفسه على مدار الأيام الماضية يطلب فيها لقاءه.. وهو ما رفضه تماما.
عادل تلقى بشكل مواز تهديدات متعددة، بدأت برفع دعوى قضائية ضده وسجنه ثلاث سنوات (!)، ثم تصاعدت لتصبح تهديدا صريحا بالقتل من خلال رسالة نصية.
والمثير للسخرية أن بعض المكالمات كانت تستفسر عما إذا كان هو سيرفع دعوى قضائية ضد الحزب.. وتحذره بشده من إقدامه على تلك الخطوة.
بعيد عن تفاصيل التهديدات التى تلقاها والتى لم يعد يعرها اهتماما، قرر أن يواصل الحديث عن تفاصيل عمل اللجنة الإلكترونية، والتى تحمل العديد من المفاجآت، ويكفي أن نعرف أن اللجنة كانت تمنح كل عنصر عشرات الإيميلات (العناوين البريدية الإلكترونية) بأسماء وهمية (بلغ عدد الإيميلات التى يستخدمها محمد عادل 52)، الأمر الذى يتيح لأعضاء اللجنة -التى لا تزال تمارس عملها حتى الآن- الدخول على الفيس بوك ومواقع الصحف والتعليق بما يوحى بأن أعدادا غفيرة تؤيد قيادات الحزب الوطنى ومن يناصروه، وتتهكم على الثورة.
محمد عادل لم يكتف بالحديث، بل قدم لنا عددا من وثائق الحزب وأساليب تغطيته الميدانية للانتخابات لإغلاق الدوائر على المعارضين، وهو ما يمكن أن نتحدث عنه لاحقا.. لكننا سنترك المجال فى السطور التالية ليومياته التفصيلية لخطة إحباط الثورة ودور قيادات الحزب الوطنى فيها حيث يقول وفقا لصياغته وتعبيراته:
كان الاجتماع يوم 18/1 قد أقر بأننا سندير يوم 25 من محافظاتنا، إلا أنهم تقريبا أدركوا أن الأمر أكبر مما تصوروا، ففى يوم 23/1 أبلغونا بأن الحزب سيقيم غرفة عمليات بأمانة الشباب العامة بعابدين سيحضرها محمد هيبة وهلال. وصلنا إلى القاهرة حوالى الساعة 12 (ظهرا) يوم الاتنين 24/1/2011.. كان فى مقر أمانة الشباب بعابدين معظم أعضاء اللجنة من محافظتى القاهرة والإسكندرية، وقيل إن باقى الأعضاء بالمحافظات لم يسعفهم الوقت للحضور .
بدأ الكلام مع هيبة بأن ما نفعله مصر لن تنساه لنا، وقال "إننا نحاول منع المخربين من العبث بعقول المصريين". وبدأنا العمل حيث قمنا بإعداد أكثر من إيميل وكلها بأسماء مستعارة، وللسرعة فقد كان الحزب معدا لموقع اسمه "we love masr" لإعداد أكبر عدد من الإيميلات فى أقل وقت.
وكان عمل تلك الإيميلات وتسجيلها وكل تركيزها على جروبى "كلنا خالد سعيد"، و"البرادعى رئيسا"، وكل المداخلات والتعليقات والصور المفبركة موجودة ومسجلة بالطريقة التى علمونا إياها، لتكون دلائل على أعضاء الجروب المخربين -من وجهة نظرهم- وكانت مداخلاتنا عبارة عن إرشاد الناس وتوعيتهم بأن البلد تتجه إلى العنف، وأن تلك المظاهرات تقف خلفها أياد أجنبية تريد العبث بمصر، ومثلا عندما أعلن كل من عمرو واكد وعزت العلايلى مشاركتهم فى مظاهرات 25 يناير، طلب محمد هيبة من أكثر من فرد من الموجودين إنشاء حسابات بأسماء هؤلاء النجوم على الفيسبوك وتسجيلها فى جروب "كلنا خالد سعيد"، والتحدث مع الناس على الجروب من خلالها، والتأكيد على أنهم لن ينزلوا إلى تلك الحماقات، ودعوة الناس للكف عن النزول للمظاهرات.
كذلك عندما أعلن جروب "كلنا خالد سعيد" عن أرقام تليفونات المسئولين عن تجميع المتظاهرين والأماكن قام محمد هيبة بالاتصال بأكثر من شخص منهم، لكن أغلبهم أغلق فى وجهه السكة لأن تليفون هيبة برايفت (لا يظهر الرقم)، فقام بالاتصال من عدة تليفونات أخرى منتحلا شخصيات من الصعيد والإسكندرية والقاهرة يودون الاشتراك فى المظاهرات، ويريدون معرفة الطريقة. كذلك قام محمد هيبة من خلال أحد أعضاء اللجنة بمهتافة ضابط الشرطة عمر عفيفى الموجود فى أمريكا باعتباره أحد الداعين إلى ثورة يناير.
بالعودة إلى الاجتماع فقد حضر على الدين هلال فى حوالى الساعة الخامسة عصرا، دخل وجلس وتناول معانا الغداء، وأثنى على عملنا، وأبلغنا تحيات كل من أحمد عز وجمال مبارك، وأنهما سيجتمعان بنا فى أقرب موعد لكى يقدما لنا الشكر بعد انقضاء تلك الأزمة.
من خلال تليفونه المحمول قام صفوت الشريف بمكالمتنا لأكثر من نصف ساعة، ووجه لنا الشكر وأثنى على عملنا وتضحيتنا بالوقت فى سبيل مصلحة مصر، وأخبرنا بأن القيادة السياسية فخورة بانتمائنا ككوادر شبابية للحزب، وأن اللجنة الإلكترونية ستكون هى الركيزة الأولى والأساسية للحزب فى المرحلة القادمة.
بينما أكد هلال لنا أن الموضوع (حيعدى) وأن هناك تعليمات مشددة للأمن بعدم الاحتكاك بالمظاهرات إلا فى حالة اندساس العناصر المخربة، وأن رؤوس المظاهرات (حتتلم) والموضوع يمشى (زى كل مرة)، مع العلم بأنه لم يكن أحد يعلم لغاية ذلك التوقيت من هو (أدمن) جروب كلنا خالد سعيد (!)
وأوضح صفوت الشريف أنه لن يسمح لأحد بأن يفقد النظام أمنه، وأن الإعلام بكافة وسائله لن يسمح له بالتهويل. وقال أيضا إن أى مظاهرة فى أى مكان بأى عدد يجب أن تركز اللجنة الإلكترونية فى تعليقات وأخبار على الإنترنت على أن تذكر أنها لا تتجاوز من50 إلى 200 فرد، وأكد أن "وسائل الإعلام لن تذكر خلاف ذلك".
أما على الدين هلال فقد أعلمنا بعد أن تحول الاجتماع لاجتماع مغلق ومؤمن بأن هناك قائمة تعد بأسماء بعض الصحفيين والإعلاميين والقنوات الفضائية وبرامج معينة أسماها بـ"القائمة السوداء" سيتم اجتثاثها من الساحة من خلال قرارات سيادية وإطلاق بعض منابر وأقلام النظام لافتراسها، ودور اللجنة فضح تلك القائمة من خلال وثائق سيمد بها ضد تلك القائمة لنشرها من خلال الإنترنت (فيس بوك، تويتر)، وأن ذلك سيكون فى مطلع فبراير .
وتحدث هلال عن أن مصر بعيدة كل البعد عما يحدث فى تونس، حيث إن فساد مصر على حسب تعبيره "فساد أهبل"، وأن سوزان مبارك لا تقارن بليلى الطرابلسى، كما أن مصر بها منابر تنفيسية مثل "المصرى اليوم" و"اليوم السابع" و"الشروق"، وبرامج التوك شو، وتلك المساحة التنفيسية تمثل صمام الأمن للنظام، بغض النظر عن القائمة السابقة، حيث إنهم (مندسون) على حد تعبيره.
غادر على الدين هلال حوالى الساعة 11 مساء، وظللنا نعمل على الجروب حتى الساعة 3 فجرا. وأنا رجعت لأن كان عندى امتحان يوم الأربعاء، بينما ظلت غرفة العمليات مستمرة. وبعد ذلك كانت التوجيهات والوعود تأتى بالتليفونات لتأسيس جروبات جديدة وإطلاق إشاعات جديدة.
وأثناء حدءثه قال هلال إن الحزب سيبدأ من أول فبراير فى إنشاء لجان فرعية للجنة الإلكترونية فى كافة المحافظات والجامعات، وسيتولى أعضاء اللجنة المركزية رئاسة تلك اللجان الفرعية وهدفها دعم مرشح الحزب فى انتخابات الرئاسة القادمة من خلال الإنترنت. وركز على سخريته من اختيار الثورة ليوم 25 يناير وهو إجازة لأن هذا سيقلل من تجاوب الناس معهم لأن "المصريين كسالى بطبعهم".
التفاصيل لم تتضح كلها بعد، ودور الحزب الوطنى قبل وبعد ثورة يناير لم تتكشف كل ملامحه، ولكن المؤكد أن هذا الدور لم ولن يتوقف.. وسيتضح ذلك أكثر فى تقارير مقبلة عن "الثورة المضادة".