المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : -- مملكة الظلام ..



RSS
17-03-2011, 01:54 AM
تعالو نشوف حكاية راشد ..

1-أنا راشد فتى في الثانية عشر من عمري أعيش في بلدة ( ....) ولمن لا يعرف هذه البلدة فهي بلدة صغيرة لا يتعدى سكانها بضع آلاف ... كذلك بيوتها لا تتعدى المئات ... اكتب لكم من غرفتي الصغيرة داخل منزلنا الصغير ... فبيوت مدينتنا لا تتعدى الطابق أو الطابقين .... ها أنا الآن داخل غرفتي التي أسكنها أنا وأخي الذي يصغرني بعامين .... أعذروني الآن فوالدتي تنادي علي سأذهب لأرى ما تريد ... وسأكتب لكم بعدها ما حدث .

أمي : هيا يا راشد لتذهب معي إلي السوق .

أنا : ما هذا يا أمي أتريدني أن اذهب معكي إلي السوق ؟! ..... لا وألف لا لن أذهب بالتأكيد .

كان أبي يقف بجوار أمي وهو يسمعني وأنا ارفض الذهاب مع أمي للسوق ... فنظر لأمي وقال بغلظة : اذهبي بمفردك .... ثم نظر إلي وقال : أما انت فحسنا ما صنعت ... إن طاعة الأم لهو أمر مشين يا ولدي .... إياك ثم إياك أن تطيع والدتك .

نظرت إلي والدتي لأرى رد فعلها فرأيت السعادة على وجهها وهي تقول : أجل يا بني هذا صحيح .

ما أعظم أبي ... على الرغم من أن عمري لم يتجاوز الثانية عشر إلا أني اتعلم منه كل يوم .... واكتسب من خبرته الكبيرة .... فلقد علمت اليوم معلومة عظيمة لم أكن اعلمها من قبل ( لا تطع أمك ) ..... لكن هل ذلك ينطبق أيضا على أبي ؟

سألته : يا أبي لقد قلت لي يجب عليك ألا تطيع والدتك ... فماذا أفعل عندما تأمرني أنت ؟

الوالد : يا بني .... طاعة والديك ... سواء والدتك أو والدك خطأ كبير لا يجب أن تفعله في أي حال من الأحوال .

ولكن دار في خلدي سؤال محير : فكيف أعصي والدى وأنا اطعته منذ قليل عندما طلب مني أن اعصى أمي .
لاحظ والدي الحيرة على وجهي فاقترب مني وقال : أعلم يا ولدي أنك احترت الآن أتطيعني أم تعصاني ؟

أجبت سريعا :أجل يا أبي أريد أن أعرف .

صمت والدي قليلا ثم قال : أي نصيحة أنصحك بها فاعمل بها ... وأي عمل افعله فحاول بقدر الإمكان أن تفعل مثلي .

الآن ذهبت الحيرة من رأسي فكلام والدي كلام أري أنه سليم ..... تركت والدي وذهبت إلي غرفتي .... ها أنا قد أمسكت بدفتري مرة أخرى لأدون لكم فيه ما حدث منذ قليل ..... بعد أن إنتهيت من الكتابة أريد أن إضيف سطرا آخر .... ( تعلمت من أبي اليوم أن لا أطيع أمي ولا أبي إلا إذا نصحني ) .... إنها كلمات لا تقدر بالذهب يجب أن اضعها في مكان بارز في هذا الدفتر حتى لا أنساها .... وكذلك سأفعل عندما ينصحني أي نصيحة أخرى .

ها هو أخي (فريد ) ... قد استيقظ من نومه أخيرا سأسأله حالا عن سبب تأخره في الإستيقاظ .

فريد : اتركني الآن أريد أن أكمل النوم .

أها ... اتركه ينام بعد أن استيقظ ! .... لا وألف لا .... أمسكت بأحد الوسائد ورميتها عليه ... فقام مفزوعا وهو يتوعدني .... لكني تمايدت وألقيت عليه وسادة أخرى .... الآن قام فريد وهو يمسك بالوسادتين ويلقيهما على وجهي .... ما هذا ؟! .. لقد جُنّ الصغير ... ألا يعلم أني أخاه الكبير ... كيف يتجرأ ويفعل ذلك ؟! ..... سوف تُسحَل يا فريد الآن .


يتبع ..