المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس من الاسراء



lionking
19-07-2009, 11:51 AM
قصة الاسراء والمعراج للرسول مُحَمَّد صلى الله عليه و سلم

قول القران: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير [الإسراء:1].

الإسراء هي رحلة أرضية تمت بقدرة الله لرسول الله من مكة إلى بيت المقدس،
أما المعراج: فهي رحلة سماوية تمت بقدرة الله لرسول الله من بيت المقدس إلى السماوات العلا ثم إلى سدرة المنتهى ثم اللقاء بجبار السماوات والأرض سبحانه.

والإسراء والمعراج كان بالجسد والروح معا واستدل العلماء على ذلك بقول القران: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء:1]. والتسبيح هو تنزيه الله عن النقص والعجز وهذه لا يتأتى إلا بالعظائم ولو كان الأمر مناما لما كان مستعظما ثم بقوله : بعبده والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح .

والله تعالى أنزل عبدين من عباده من السماء إلى الأرض ورفع عبدا من عباده من الأرض إلى السماء
أنزل آدم وزوجه: قلنا اهبطوا منها جميعا [البقرة:38].
ورفع عيسى عليه السلام: إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي [آل عمران:55].
فكيف نستكثر على رسول الله أن يعرج به مولاه ؟

المؤمن يقرأ في كتاب الله أن الله وهب عبدا من عباده القدرة على نقل عرش ملكة سبأ من جنوب اليمن إلى أرض فلسطين في غمضة عين: يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر [النمل:38-40].
فإذا كانت هذه قدرة عبد فكيف بخالقه وإذا كانت هذه إمكانية موهوب فكيف بالواهب سبحانه ؟

إن من الحقائق العلمية أن القوة تتناسب تناسبا عكسيا مع الزمن فكلما زادت القوة قل الزمن فكيف إذا كانت القوة هنا هي قوة الحق سبحانه ؟ لذا جاء في بعض الروايات أن النبي أًسري به وعرج وعاد وفراشه لم يزل دافئا .

صفة الإسراء والمعراج

فآلة الركوب كانت هي البراق ، ((أتاه به جبريل فكانت تضع حافرها عند منتهى طرفها صلى النبي بالأنبياء إماما في بيت المقدس صعد إلى السماوات العلا اطلع على أهل الجنة واطلع على أهل النار ، اطلع على أهل الجنة فأري رجالا يزرعون يوما ويحصدون يوما كلما حصدوا عاد الزرع كما كانقال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله يخلف الله عليهم ما أنفقوا))([1])، وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه [سبأ:39]. (( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان من السماء يقول أحدهما: ((اللهم أعط ممسكا تلفا)) ، ويقول الآخر : ((اللهم أعط منفقا خلفا))([2]).

((رأى النبي رجالا وأقواما ترضخ رؤوسهم بالحجارة قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة))([4]).

((ورأى النبي أقواما يسرحون كما تسرح الأنعام طعامهم الضريح (نبت ذو شوك) قال : من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون زكاة أموالهم))([5]).
((ورأى النبي رجالا يأكلون لحما نتنا خبيثا وبين أيديهم اللحم الطيب النضج قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء رجال من أمتك تكون عند أحدهم المرأة بالحلال فيدعها ويبيت عند امرأة خبيثة حتى يصبح))([6]) المؤمن ينأى بمائه أن يضعه إلا في موضعه.

صلاة النبي بالأنبياء إماما لها دليل ولها دلالة أن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبوة بعد رسول الله ولا رسالة: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين [الأحزاب:40].

عندما عاد النبي من رحلته أراد أن يخرج للناس حتى يبلغهم فتشبثت به أم هانيء بنت أبي طالب تقول له: يا رسول الله إني أخشى أن يكذبك قومك فقال : ((والله لأحدثنهموه))([9])(سأخبرهم وإن كذبوني) درس للدعاة إلى الله أن يبلغوا أمانة الله رضي الناس أم غضبوا ، رسول الله يقول: ((ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس))([10]).

درس في بناء الرجال والرجال لا يمكن بناؤهم إلا من خلال المواقف عندما تحدث النبي بأمر الإسراء والمعراج طفق القوم بين مصفق وبين واضع يده على رأسه تعجبا يقول ابن كثير: ((وارتد ناس ممن آمن بالنبي عليه الصلاة والسلام))([11]) فالأمر يحتاج إلى يقين ، يقين بقدرة الله ويقين بصدق النبي فالمحنة تفرز حقائق الرجال أفرزت هذا النموذج الذي لم يستطع أن يستوعب الأمر لضعف إيمانه وأفرزت رجالا كأبي بكر الصديق : (جاءته قريش يقولون له انظر ما قاله صاحبك إنه يدعي أنه أتى في بيت المقدس وعاد في ليلة ونحن نضرب إليه أكباد الإبل شهرا ذهابا وشهرا إيابا فقال أبو بكر: وهو قال ذلك، قالوا نعم ، قال: إن كان قد قال فقد صدق)([12]) إيمان ثابت إيمان لا تعبث به الدنيا ولا تزلزله الجبال إيمان قد استقام على حقيقة منهج الله .

درس في معية الله لأنبيائه وأوليائه طلبت قريش من النبي أن يصف لها بيت المقدس ورسول الله قد جاءه ليلا ولم يكن قد رآه من قبل يقول : ((فأصابني كرب لم أصب بمثله قط))، أي أن الأمر سيفضح أي النبي سوف يتهم بالكذب ولكن حاشا لله أن يترك أولياءه يقول : فجلى الله لي بيت المقدس فصرت أنظر إليه وأصفه لهم باباً بابا وموضعاً موضعا([13])، إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد [غافر:51]. فجلى الله: أي فكشف الله .

درس لكل صاحب هم لكل صاحب قلب مكلوم ألا يلتفت قلبه إلا إلى الله رسول الله رجل واحد يحمل هم الدنيا كلها رجل واحد يحمل أمانة تنوء بها الجبال ماتت زوجه خديجة التي كان يأوي إليها عند تعبه مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه كان يبحث عن رجال صدق يعينونه في تبليغ أمر دعوة الله ذهب إلى ثقيف ولكنها ردته رداً سيئا وأغرت به السفهاء فضربوه بالحجارة حتى أدميت قدماه لجأ النبي إلى حائط وأخذ يناجي رب : (( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس إلهي أنت رب المستضعفين أنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل علي غضبك أو أن تحل بي عقوبتك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله))([14]). يبرأ النبي من حوله وقوته إلى حول الله قوته ويأتي حادث الإسراء والمعراج إيناسا للنبي وإعلاما للنبي ولسان الحال يقول :

إن كان أهل الأرض لم يعرفوا قدرك فإن أهل السماء قد عرفوك

فأنت أنت إمام المرسلين وأنت أنت حبيب رب العالمين

درس في الجهاد رأى النبي البيت المعمور وهو بمنزلة الكعبة في السماء تحجه الملائكة هناك ((رأى النبي جند الله من الملائكة يدخلون البيت المعمور في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة))([15]) ولله جنود السماوات والأرض ولا يعلم جنود ربك إلا هو . فلماذا إذاً فرض الله علينا الجهاد؟ وهو القادر بكلمة كن فيمكن أن يبدل الحال غير الحال ولله جنود الأرض والسماء ؟ يريد الله ألا يتنزل نصره على تنابلة كسالى يبخلون على الله بأنفسهم إن الله يحب أن يرى الدماء تسيل لأجله ويحب الله أن يرى الأموال تبذل لأجله وهذا عبد الله بن جحش في غزوة أحد رفع يده بدعاء. وتأمل في دعائه يقول: ((اللهم إنك تعلم أنه حضر ما أرى (أي من التقاء الجيشين) فأسألك ربي أن تبعث إلي رجلا كافرا صنديدا قويا يقتلني ويجدع أنفي وأذني ويضعها في خيط (زيادة في النكال والتمثيل) ثم آتيك ربي بدمي فتقول: فيما ذاك يا عبد الله؟ فأقول: فيك يا رب ، فيك يا رب قد تمزق جسدي وسال دمي ))([16]). أمنية يتمناها المسلم عند الله : (( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه))([17]) .

درس في الصحوة الإسلامية تأمل العلماء الربط بين إسراء النبي من مكة البيت الحرام إلى بيت المقدس فذكروا أن مكة هي رمز للإسلام لدين الله وبيت المقدس هو رمز لحال المسلمين فما يجري في تلك الأرض هي علامة صحوة المسلمين أو غفلتهم وجذوة الجهاد التي انطلقت من هناك دليل على أن أمر الغيرة ما زال في الأمة وأنه مازال فيها جيل وأن مازالت فيها الرغبة في أن تعود إلى الله أن تعود إلى زعامة محمد بن عبد الله وبيت الله لا يتحرر إلا على أيد متوضأة طاهرة كريمة . أما الأيدي التي يحمل أصحابها أفكارا منحرفة وعقائد فاسدة وعلمانية مثل هذه الأيدي لا يبارك الله فيها وحاشى لله أن يكتب لها النصر والتأييد مصداقا لقول النبي: ((لتقاتلن اليهود فيختبأ اليهودي وراء الحجر أو الشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله))([18]).


منقووووووووووووول

fagrmasr01
19-07-2009, 12:20 PM
الله يجازيكى الف خير
اللهم حرر الاقصى
وأعز الاسلام والمسلمين
كل سنة وانتى طيبة
وكل سنة وكل المسلمين يارب بخير
آمين

lionking
19-07-2009, 12:26 PM
كل سنة وانت طيب يا جمال والامة الاسلامية بخير

وربنا يجعله فى ميزان حسناتنا جميعا

دعاء الكروان
20-07-2009, 08:52 AM
موضوع جميل جدا
ليون ارجو منك تكبير الخط شوية

http://www.ao1oa.org/uploads/75f3fa0840.gif

الباشا تلميذ
22-07-2009, 01:45 AM
صدقت ياسيدى يارسول الله صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيكى ليون
وجزاكى الله عنا خيرا
وجعله الله فى ميزان حسناتك

اميرة حبى انا
22-07-2009, 04:05 PM
http://www.ao1oa.org/uploads/75f3fa0840.gif
شكرا ياليون على الموضوع الجميل ده
وكل سنة وانتم طيبين جميعا

صادق
22-07-2009, 04:27 PM
موقع جميل ........ لا تحرم نفسك من زيارته

http://elsapt.oxyhost.com/vb/forumdisplay.php?s=&daysprune=&f=24