المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ايها الزوج لا تضيع حق زوجتك :



ADMINO
05-01-2011, 05:10 PM
وهذا الحق (http://islamrw3a.com/vb/showthread.php?t=15158)من أهم حقوق المرأة على زوجها ، لتحصين نفسها عن الحرام ، فلا يجوز للرجل أن يمتنع عن الزوجة إذا رأى فيها رغبة لذلك ، بل يسارع إليه ، ولهما أجر في ذلك ، كما سأل الصحابة رضوان الله عليهم ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ ، وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ قَالَ : " أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ ، فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ " [ رواه مسلم ] ، فينبغي للزوج تعاهد المرأة خصوصاً إذا كانت شبقة أي راغبة في ذلك ، وهنا كلمة أوجهها لمعددي الزوجات بأن يتقوا الله تعالى في أزواجهم فلا يميلوا إلى واحدة ويتركوا الباقيات ، بل يجب العدل في ذلك .
فهناك من الأزواج من يهتم بأموره الخاصة والعامة ، ويترك زوجته ولا يلقي لها بالاً ، ولا يتفقد أحوالها ، فربما كانت تريد زوجها وترغب فيه ، وهو بعيد الفكر ، لاه عنها ، ولا أقول معرض ، لكنه غافل عن زوجته ، إما بعبادته ، أو بتجارته وأعماله ، أو غير ذلك من الأعمال والأشغال .
وكان من الضروري تفقد حال المرآة ، وتلمس حاجاتها ، لأنه مسؤول عن ذلك أمام الله تعالى ، لا سيما حق الفراش ، وهذه أدلة تدل على ما ذكرت ، عن أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ : آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً ـ لابسة ثياباً رثة ـ فَقَالَ لَهَا : مَا شَأْنُكِ ؟ ، قَالَتْ : أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا ، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا ، فَقَالَ : كُلْ ؟ ، قَالَ : فَإِنِّي صَائِمٌ ، قَالَ : مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ ، قَالَ : فَأَكَلَ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ ، قَالَ : نَمْ فَنَامَ ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ ، فَقَالَ : نَمْ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، قَالَ سَلْمَانُ : قُمِ الْآنَ ، فَصَلَّيَا فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَدَقَ سَلْمَانُ " [ أخرجه البخاري ] .
وعن عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَبْدَاللَّهِ ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ " ، فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَلَا تَفْعَلْ ، صُمْ وَأَفْطِرْ ، وَقُمْ وَنَمْ ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ " ، فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ؟ قَالَ : " فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ " ، قُلْتُ : وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام ؟ قَالَ : " نِصْفَ الدَّهْرِ " ، فَكَانَ عَبْدُاللَّهِ يَقُولُ بَعْدَ مَا كَبِرَ يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " [ أخرجه البخاري ] .
هذان حديثان عظيمان ، تشكو فيهما زوجتا صحابيان من إهمال زوجيهما ، بسبب العبادة والانهماك فيها ، وترك حق الزوجة ، فعاتب النبي صلى الله عليه وسلم وبين الحقوق ، وفصلها حتى لا يطغى حق على آخر .
فما بالنا بمن يخرج من بيته صباحاً ولا يعود إلا للنوم ، وما بالنا بمن يمضي معظم وقته خارج منزله ، ثم يأتي ويزمجر ، ويخاصم ويسب ويلعن ويشتم ، وكأن ليس في البيت أحد ، لا احترام للزوجة ، ولا تقدير لمشاعرها ، خصوصاً عند صبرها على ضنك العيش وسوء المعاملة ، ومع ذلك لا جزاءً ولا شكوراً ، نعم أيها الأخوة هناك من الرجال (http://islamrw3a.com/vb/showthread.php?t=15158)من فقد الشعور بأهمية الزوجة ، حتى مات إحساسه من قبلها ، فلا وقت لديه ليقضيه معها ، أو يداعبها ، ويسامرها ، ويتحدث ويضحك معها ، أما مع غيرها من الناس فيمكن مقابلتهم ، والجلوس معهم ، والتلطف ولين الجانب ، وغض الطرف عن الزلات ، والصفح عن الهفوات ، ولا ريب أن ذلك خطأ ، ومثلبة في مسؤولية الزوج والولي .
إن من يفعل هذه الأفعال لهو بعيد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، بعيد عن مقصود الشرع من الزواج ، فالمقصود من الزواج أنه سكن لكلا الزوجين ، وإحصان للفروج ، وبث للهموم ، ومشاركة في الأفراح والأتراح ، وتداول للآراء ، وعرض للمقترحات ، ومحضن لتربية الأبناء والبنات ، وتحصين تلك اللبنات ، حتى ترفرف السعادة على المنزل الأسري ، وترتسم البسمة على شفاه الجميع ، ولا بد للزوج أن يقضي جل وقته وأكثره داخل منزله ، عند زوجته وبين أبنائه ، فيعطي كل ذي حق حقه ، حتى لا يلحقه الإثم في ذلك ، فهو الموجه والمرشد والمربي والمعلم والقدوة الحسنة ، فإذا فقدت هذه الأمور المهمة في الأب أو الأم جار الأبناء وضاعوا ، وبحثوا عن الحنان والرحمة عند الغير ، فيقعون فريسة لتجار الهوى والفساد والواقع يشهد بذلك .
واقرءوا هذا (http://islamrw3a.com/vb/showthread.php?t=15158)الحديث الذي يدل على أن هناك وقتاً لابد وأن يقضيه الرجل مع أهل بيته ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ ؟ ، قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا تَقُولُ ؟ ، قُلْتُ : نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ ، فَنَسِينَا كَثِيرًا ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَمَا ذَاكَ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ ، نَسِينَا كَثِيرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " [ أخرجه مسلم ] .
فمن أهم حقوق المرأة على زوجها ، الحق (http://islamrw3a.com/vb/showthread.php?t=15158)في الفراش ، فلا يتركها معلقة ، ولا يهملها ، فتنجرف وراء تيارات الحضارة الزائفة ، وتصبح فريسة سهلة بأيدي العابثين بالأعراض ، والذئاب البشرية ، ولهذا حذر المولى جل وعلا من الإيلاء وهو ترك الزوجة لمدة أربعة أشهر دون أن يطأ الزوج ، وبين المولى سبحانه ، أن على الزوج بعد الأربعة أشهر إذا آلا من زوجته ، أن يطأ أو يطلق ، ولا يتركها معلقة ، قال اللَّهِ تَعَالَى : " لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [ البقرة ] .
لكن ثمة أمر مهم ، فهناك من الزوجات من تكون شبقة ، راغبة في زوجها ، والأربعة أشهر كثيرة بالنسبة لها ، فهنا لا بد من مراعاة الحال والزوج مأجور على كل حال ، فهو المانع بينها وبين انجرافها وراء تيارات التغريب والفساد .