المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقـــد أم تجريــح .. انــتـــَ؟ لا تفهمنــي غلـط ...



RSS
26-12-2010, 07:30 AM
نقـــد أمتجريــح (http://www.333z.com/vb/t22208.html)!!!!!!!!!!



النقد بأساسه ظاهرة إيجابية راقية تنم عن فهم ووعي وشدة ملاحظة الناقد وانتباهه إلى أشياء وتفاصيل تعكر صفو الجمال والرقي في مجتمعه أو بلده ، ومن هذا المنطلق ظهر ما يسمى " النقد البناء " ولكن ......!


ما بين النقد البناء والنقد الهدام فوارق شاسعة ..... أن تنقد للإصلاح فكأنك تبني أما أن تنقد لمجرد النقد والسخرية فهذا هو الهدم بذاته .....!


لقد تحول العالم إلى قرية صغيرة ، اختلطت فيه المجتمعات وتجاورت الثقافات وتشابهت الاحتياجات واندمجت العادات والتقاليد .....

فبعد أن نشأ الفرد وترعرع في كنف عادات وثقافات معينة ، وجد نفسه مضطراً للهجرة أو السفر طلباً للعلم أو بحثاً عن مصادر رزق جديدة ،

فطرق كل الأبواب واطلع على العديد من الثقافات والعادات والمفاهيم المختلفة ، وهذا أمر طبيعي لذلك نجده في بداية الأمر حائراً غريباً تائها يتفق فقط مع الأشياء التي اعتاد عليها وينقض كل ما كان جديداً على طبيعة حياته ،

وبعد وقت قصير يحاول إعادة بناء نفسه وكأنه ولد من جديد ، فإذا عرف كيف يستفيد من هذه الثقافات والحضارات الجديدة فلا بد أن يعود ذلك بالفائدة على مجتمعه ... ولكن ليحرص كل منا أن يجعل من عينيه مرآة تشاهد الجمال والحضارة بكل تفاصيلها ويضعها بقالب يناسب مجتمعه ......


نحن لا نريد أن نجعل من النقد بوابة سخرية أو استهزاء لحضارات وثقافات الآخرين ، بل على العكس تماماً فلدينا الكثير من العادات السيئة والتقاليد المهترئة والقوانين والأنظمة التي أكل الزمان عليها وشرب وكلها تحتاج إلى نقد بشرط أن يكون بناء ، ولكن يد واحدة لا تستطيع أن تصفق ،


وعندما نجد أشخاص حملوا على عاتقهم مهمة النقد البناء لأجل الإصلاح فعلينا أن نؤيدهم ونشد على أيديهم لا أن نهزأ ونسخر من آرائهم بطريقة جارحة .....

فالناقد يجب أن يُحترَم لأنه يسعى للإصلاح والأمر لا يحتاج إلى أخصائيين فكل إنسان مهما كان وضعه يستطيع أن يكون ناقد ويقوم بمهمة الإصلاح بكل ما يخصه ويحيط به فلا يحق لنا أن نتسرع بالهجوم عليه والسخرية من رأيه ، لأن البناء الجديد يحتاج إلى هدم ما قبله وإزالة الأنقاض السابقة ،
فكيف نهزأ من شخص يعمل على هدم بناء قديم قبل أن نعرف ماذا سيبني مكانه ....؟


نحن لا ننتظر من الآخرين أن يصفقوا لآرائنا إذا كانوا يتجاهلونها بسلوكهم ... إننا نحتاج إلى تضامنهم معنا قلباً وقالباً وإيجاد طرق مختلفة تجعل لكل منهم دوراً فعالاً بالمساهمة في تطبيق تلك الآراء على الواقع فلا قيمة لأفكار وآراء بقيت سجينة السطور ......!


ولأن الساكت عن الحق شيطان أخرس فإنه من الواجب على كل إنسان مهما كانت ديانته ومذهبه أن يحمل على عاتقه مسؤولية الإصلاح ، كلٌ حسب استطاعته ....


نحن لا نريد أن نجعل من النقد مثار جدال وسخرية لأن ذلك لن يوصلنا إلى الإصلاح بل على العكس إننا نحترم كل الآراء التي تناقض أفكارنا ومعتقداتنا بشرط أن تطرق باب النقاش وتقدم شيء جديد ومفيد يثبت عكس ما نعتقد


إننا نحاول جاهدين تسليط الضوء على بعض السلبيات التي تعكر صفو الجمال في داخلنا سعياً للوصول إلى مجتمع راقي ومحترم ، وحتى لو تجاوزت أحلامنا حدود الواقع فإن أكبر الانجازات بدأت بحلم صغير وكما يقال ( طريق الألف ميل يبدأ بخطوة) ....

من منا يكره أن يتعايش مع أصدقائه وأقاربه وجيرانه بمودة واحترام وصدق وأمانة
من منا لا يتمنى أن يرى جميع الوجوه باسمة في الصباح ...؟


هل هناك من يكره التفاؤل والفرح ...؟ هل سيكون المجتمع أجمل لو سادت الفوضى وازدادت الضغينة والعداء والمشاجرات بين أفراده ....؟
عندما يبتر الطبيب ساق مريض فإنما يفعل ذلك للمحافظة على حياته ...


وعندما يعاقب المدرس تلميذه لإهمال واجبه فإنما يفعل ذلك خوفاً على مستقبله .....
وعندما يؤنب الأب ولده لخطأ ارتكبه ، فإنما يفعل ذلك ليزرع بداخله سلوكاً راقياً يساعده على التعايش مع الآخرين .....
فلا الطبيب يكره مريضه ولا المدرس يكره تلميذه ولا الأب يكره ابنه ....



فالسلبيات أخذت تتكاثر وتتراكم داخل النفوس ، منها ما هو معقد وصعب الحل .. أما الآخر فسهل وبسيط ويحتاج إلى إجراءات قليلة لتجاوزه .

لذلك لا نريد أن تفهمونا غلط وتظنوا أننا ننقد لمجرد النقد ...

فكل مجتمع لم يصل إلى مستوى معين من الرقي إلا بعد أن تكاتفت الأيدي البيضاء وتعاونت على إيصاله إلى أرقى درجات التقدم والحضارة .....

إذاً علينا أن ننظر إلى الجانب المشرق من الموضوع ( أي إلى النصف الممتلئ من الكأس ) ولا نتهم كل من يسلط الضوء على أحدى الظواهر السلبية بأنه كاتب سيء أو إنسان متشائم أو شخص غيور ومتفرغ لمراقبة الناس ونقد سلوكهم ...!


على العكس تماماً فإذا لم نشاهد آلام المريض فلن نعرف قيمة الصحة ، فلننقد بصدق واحترام ولنساهم جميعاً بالسعي للوصول إلى مجتمع راقي محترم بأقل سلبيات ممكنة ولنبدأ من أنفسنا ولنعلم أبنائنا أن يحملوا بيدهم الأولى منجل وباليد الأخرى غرسة ، وقبل أن نعاقبهم على كذبة تناقلوها ، علينا أن نعلمهم قيمة الصدق وإيجابياته ....


دمتم بسعآده