يسرى السيد
17-12-2010, 03:49 PM
أبو خراش الهذلي
أبو خراش الهذلي بو خراش، اسمه خويلد بن مرة، أحد بني قرد(عمرو) بن معاوية بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. من قبيلة هذيل المشهورة بشعرائها وصعاليكها، والغريب أنه مع كثرة صعاليك وفُتاك هذه القبيلة إلا أنه شاع أنه كان فيها - في زمن الجاهلية- متألهين كثير يدينون بالديانة الحنفية وكان فيهم مستجابين الدعاء كما تروي قصص العر ب . وحتى صعاليك هذه القبيلة كان لديهم شيء من المبادئ، فكانوا لا يهاجمون مكة مع أنها الأقرب لديارهم والأكثر أموالا ، كما كانوا لا يهاجمون الحجاج مع أن طريق الحجاج الذين يأتون من جنوب مكة يمر على ديارهم، بل كانوا يلزمون نفسهم باستضافة الحجاج أحسن استضافة. وأبو خراش شاعرٌ فحل من شعراء هذيل المشهورين ، مخضرمٌ أدرك الجاهلية والإسلام، فأسلم وعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى نهاية زمن عمر بن الخطاب.
كان أبو خراش من مشاهير الصعاليك، وكان مظفراً في غزواته ، والمشهور أنه ترك الصعلكة بعد إسلامه. وأبو خراش لم يكن صعلوكاً عاديًّا فلم يمتهن الصعلكة حبًّا في السرقة، بل أجبرته ظروف الحياة على الصعلكة، وعلى رأس تلك الظروف مقتل عدد من إخوته على أيدي قبائل كنانة وفهم وثمالة؛ فانبعث يغزو هذه القبائل؛ تارةً وحيدًا، وتارةً مع عدد من أبناء قبيلته. كان أبو خراش شجاعًا ، كريمًا،عفيف النفس لا يرضى الهوان، صبورًا. وله قصة جميلة تدُلُّ على عفة نفسه وشدة صبره؛وفيها أنه "أقفر من الزاد يومًا ،ثم مرَّ بامرأة من هذيل جزلة شريفة،فأمرت له بشاة ذُبحت وشويت ،فلما وجد بطنه رائحة الطعام قرقر،فضرب على بطنه وقال:إنك لتقرقر لرائحة الطعام فوالله لا طعمت منه..ثم طلب من صاحبة البيت شيئا من مُر ،فاقتحمه،ثم نهض وركب بعيره، فانزعجت المرأة وخافت أن يكون بدر منها خطأ،فسألته أن يجلس فأبى، ثم سألته:هل رأيت بأسًا؟ قال: لا! ثم مضى. وأنشد قصيدة جميلة في ذلك أوردها كتاب الاختيارين في 24 بيتًا،ذكر فيها قوته وصبره ،ويخاطب فيها زوجته التي قالت له: لولا أنني تزوجتك لخطبني سيّد غني.فيقول:
فلا وأبيكِ الخير لا تجدينــه جميل الغِنى ولا صبورًا على العُدمِ
ولا بطلًأ إذا الكُـماةُ تزيَّنـوا لدى غمرات الموت بالحالِكِ الفَدْمِ
أبعد بلائِي ضلَّت البيت مِن عَمى تُحِــبُّ فِراقي أو يَحِلُّ لها شَـتـمي
وإنِّي لأَثوي الجوع حتى يملَّني فيذهبَ لـم تدنس ثيابي ولا جـِرمي
أَرُد ُّشُجاع البطن قد تعلمينه وأُوثر غيري من عـيالك بالطـُّعـمِ
مخافة أن أَحـيا بِرُغْـمٍ وذِلَّةٍ وللـموت خيـرٌ من حـياةٍ على رَغمِ
رأَت رجـلاً قد لوَّحتـه مخامصٌ فطـافت برنَّان المَـعَدَّيْن ذي شحـمِ
تقول: فلولا أنت أُنكِحتُ سيِّداً أُزَفُّ إِلَيـه أَو حُـمِلـتُ عـلى قَـرْمِ
لَعَمري لقَد مُلِّكْتِ أَمركِ حِقْبَـةً زمانا فَهَلَّا مِسْتِ في العقمِ والرَّقْمِ
لمسابقة الجديدة ديسمبر 2010
الفجر الساطع
لنرتقى
أبو خراش الهذلي بو خراش، اسمه خويلد بن مرة، أحد بني قرد(عمرو) بن معاوية بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. من قبيلة هذيل المشهورة بشعرائها وصعاليكها، والغريب أنه مع كثرة صعاليك وفُتاك هذه القبيلة إلا أنه شاع أنه كان فيها - في زمن الجاهلية- متألهين كثير يدينون بالديانة الحنفية وكان فيهم مستجابين الدعاء كما تروي قصص العر ب . وحتى صعاليك هذه القبيلة كان لديهم شيء من المبادئ، فكانوا لا يهاجمون مكة مع أنها الأقرب لديارهم والأكثر أموالا ، كما كانوا لا يهاجمون الحجاج مع أن طريق الحجاج الذين يأتون من جنوب مكة يمر على ديارهم، بل كانوا يلزمون نفسهم باستضافة الحجاج أحسن استضافة. وأبو خراش شاعرٌ فحل من شعراء هذيل المشهورين ، مخضرمٌ أدرك الجاهلية والإسلام، فأسلم وعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى نهاية زمن عمر بن الخطاب.
كان أبو خراش من مشاهير الصعاليك، وكان مظفراً في غزواته ، والمشهور أنه ترك الصعلكة بعد إسلامه. وأبو خراش لم يكن صعلوكاً عاديًّا فلم يمتهن الصعلكة حبًّا في السرقة، بل أجبرته ظروف الحياة على الصعلكة، وعلى رأس تلك الظروف مقتل عدد من إخوته على أيدي قبائل كنانة وفهم وثمالة؛ فانبعث يغزو هذه القبائل؛ تارةً وحيدًا، وتارةً مع عدد من أبناء قبيلته. كان أبو خراش شجاعًا ، كريمًا،عفيف النفس لا يرضى الهوان، صبورًا. وله قصة جميلة تدُلُّ على عفة نفسه وشدة صبره؛وفيها أنه "أقفر من الزاد يومًا ،ثم مرَّ بامرأة من هذيل جزلة شريفة،فأمرت له بشاة ذُبحت وشويت ،فلما وجد بطنه رائحة الطعام قرقر،فضرب على بطنه وقال:إنك لتقرقر لرائحة الطعام فوالله لا طعمت منه..ثم طلب من صاحبة البيت شيئا من مُر ،فاقتحمه،ثم نهض وركب بعيره، فانزعجت المرأة وخافت أن يكون بدر منها خطأ،فسألته أن يجلس فأبى، ثم سألته:هل رأيت بأسًا؟ قال: لا! ثم مضى. وأنشد قصيدة جميلة في ذلك أوردها كتاب الاختيارين في 24 بيتًا،ذكر فيها قوته وصبره ،ويخاطب فيها زوجته التي قالت له: لولا أنني تزوجتك لخطبني سيّد غني.فيقول:
فلا وأبيكِ الخير لا تجدينــه جميل الغِنى ولا صبورًا على العُدمِ
ولا بطلًأ إذا الكُـماةُ تزيَّنـوا لدى غمرات الموت بالحالِكِ الفَدْمِ
أبعد بلائِي ضلَّت البيت مِن عَمى تُحِــبُّ فِراقي أو يَحِلُّ لها شَـتـمي
وإنِّي لأَثوي الجوع حتى يملَّني فيذهبَ لـم تدنس ثيابي ولا جـِرمي
أَرُد ُّشُجاع البطن قد تعلمينه وأُوثر غيري من عـيالك بالطـُّعـمِ
مخافة أن أَحـيا بِرُغْـمٍ وذِلَّةٍ وللـموت خيـرٌ من حـياةٍ على رَغمِ
رأَت رجـلاً قد لوَّحتـه مخامصٌ فطـافت برنَّان المَـعَدَّيْن ذي شحـمِ
تقول: فلولا أنت أُنكِحتُ سيِّداً أُزَفُّ إِلَيـه أَو حُـمِلـتُ عـلى قَـرْمِ
لَعَمري لقَد مُلِّكْتِ أَمركِ حِقْبَـةً زمانا فَهَلَّا مِسْتِ في العقمِ والرَّقْمِ
لمسابقة الجديدة ديسمبر 2010
الفجر الساطع
لنرتقى