المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دليلك الشخصي لسائقي التاكسي



محمود التهامي
30-12-2008, 11:10 PM
في أحيان كثيرة يضطر كل منا أن يركب التاكسي.. لا أتكلم عن مشروع تاكسي العاصمة الذي يتحدث عنه الجميع , ذلك التاكسي الذي يأتيك بالطلب عن طريق الهاتف في موعد تحدده له .. لا أتكلم عن هذا النوع لأنني لم أركبه كي أحكي لكم عنه , فكل المواقف التي تطلبت أن أركب فيها التاكسي كانت ظروف اضطرارية قهرية اتخذت فيها قرارا وليد اللحظة, أن أشير إلى أي تاكسي مارّ عن طريق الصدفة كي يوصلني
هذا هو التاكسي الذي سأكلمكم عنه اليوم .. التاكسي الذي يجوب الشوارع ملتقطا رزقه اعتمادا عن قانون الاحتمالات و القضاء و القدر.. فما أن تستوقفه حتى ينظر لك شزرا و يستكمل سيره رافضا توصيلك , لأن طريقك يستلزم المرور بشارع قصر العيني وقت الظهيرة
معظم التاكسيات متشابهة..فمعظمها مهكّع يصدر أصواتا كصرير التيل و تكتكة الكبالن و حشرجة الشكمان.. وفي الداخل يتشابه الجو العام للمكان.. على التابلوه أمامك قد تجد بعض الدمى السخيفة ( أسخفها ذلك الكلب الأبله الذي تهتز رأسه موافقة مع المطبات!) و بعض العرائس البلاستيكية رديئة الصنع ,المخلوع أحد أطرافها

أما عن شكل السائق فهو يختلف من حالة لأخرى على عكس سائقي الميكروباص
فلا بد لسائق الميكروباص أن يكون بشنب ! لا اعرف الحكمة الحقيقية من هذا الموضوع لكنها حقيقة علمية .. كل سائقي الميكروباص لا بد أن يكون لهم شنب و لا استثناءات لهذه القاعدة.. لكن سائق التاكسي – كما قلنا – يختلف

إن شاءت الأقدار و كان حظك حسنا و تعطف عليك التاكسي و توقف لك حين أشرت له.. فمن المهم جدا أن تكون ملما بأنواع سائقي التاكسي .. لأسباب تتعلق بالتفاوض من أجل تحديد: تاخد كام ياأسطى؟

وهذا السؤال السرمدي العميق: تاخد كام ياأسطى؟.. احتار الفلاسفة و الخبراء في إجابته .. بسبب هذا الجهاز العجيب الذي يسمونه العداد

لا أعرف بصراحة من هو المسئول عن هذه المأساة -مأساة العداد- لكنه شخص أتمنى أن أقابله شخصيا لأخبره برأينا جميعا في عقليته.. لا اعرف الحكمة من هذه المفارقة .. لكني لا أعتقد أن البحث العلمي في جمهورية مصر العربية , عاجز تماما عن صنع عداد يضع أسعارا منطقية ترضي جميع الأطراف

سائقو التاكسي لا يستخدمون العداد, هذا واقع .. لذلك لا بد من من أن تكون ملما بفنون التفاوض والديبلوماسية كي تستطيع دفع ما تدفعه كل مرة

ومن أسس التفاوض , أن تكون عالما بخلفية الشخص الذي تتفاوض معه, كي تقنعه بالأسلوب الذي يلائمه

فلندخل إذن في الموضوع
ما هي أنواع سائقي التاكسي ؟؟

السائق الغلبان

تكون السيارة مهكعة و مضعضعة و طالع عينها
و يكون السائق كبير السن نسبيا.. ذقنه نامية لأسباب تتعلق بأسعار امواس الحلاقة و يرتدي نظارة كعب كباية و ريحته عرق
ما أن تركب حتى يبدأ بالشكوى عند أول مطب صناعي
منهم لله هي العربية ناقصة ؟ العفشة باظت و دي عليها اقساط يا بيه.. و مش بتاعتي لكن شغال عليها .. دانا عندي سبع عيال منهم تسع بنات على وش جواز..! منين يا بيه ؟ العيشة بقت صعبة و انا عندي السكر و الضغط و الروماتيزم و الاسقربوط .. و الدوا غالي.. دانا متجوز اتنين يا بيه مطلعين عيني.. و واحدة منهم حامل في خمس توائم و مش لاقي اي حاجة في أي حاجة

مشكلة هذا النوع أنه يستدر عطفك و يثير فيك ذلك الشعور بالأسى.. تدفع له أكثر من اللازم لأنه غلبان.. لكن ستصدم حين يقول لك في وقاحة
ماينفعوش يا بيه

السائق الفيلسوف

يكون السائق صامتا في البداية .. ثم يبدأ في الحديث عن مواضيع لا جديد فيها لكنه يؤمن بعمق الحكمة التي تتضمنها ..مثل
الطيور على أشكالها تقع
القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
و يحكي لك قصة سخيفة لا معنى لها و يبدأ في استخلاص الحكم الأمثال أثناء تحليله لما حدث
امبارح يا بيه صحيت متأخر عشان نمت متأخر فعلا.. لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. شفت الحكمة ؟

الأسلوب الأمثل في التعامل معه هو أن توافقه في كل ما يقول و تبدي تأثرك به.. ادفع له ما تراه مناسبا .. فلو اعترض .. ابدأ في القول بأن: القناعة كنز لا يفنى

السائق البلطجي

تكون السيارة مخبوطة من الجنب
ما أن تركب السيارة حتى يبدأ السائق في السباب حين تقترب منه أي سيارة
هذا النوع من السائقين يعرف كيف يسب عن طريق الكلاكس.. فهو لا يتوقف عن إطلاق ( تيت تت تت تييت تييت !) و التي تعني في لغة السائقين سبابا غير بالغ الرقي بالمرة
يكره سائقي الميكروباص و يعتبرهم أعداءا شخصيين لبني جلدته من سائقي التاكسي.. يحتفظ بشومة أو سنجة في شنطة العربية استعدادا للطوارئ
امبارح يا بيه زنق عليا سواق ميكروباظ.. رحت نازل له عشان (أشقّه) ! هو فاكر الشارع بتاع أبوه؟
و ينظر من النافذة الفتوحة و يبدأ في سكب البذائات و الكلاكسات على خلق الله.. ما يزعجني فيه هو التلوث الضوضائي و الأخلاقي الذي يسببه

الأسلوب الأمثل في التعامل معه
اسأله : عايز كام يا اسطى؟.. ثم ادفع له ما يراه هو مناسبا.. و اترك له بعض البقشيش على سبيل الاحتياط
هذا إن لم تكن تحوز مطوة قرن غزال في جيبك أنت الآخر

السائق الديلَـر

تكون السيارة جديدة و بتلمع
أما السائق فيبدو سمجا لزجا.. ما أن تركب معه حتى ينظر لك من فوق لتحت نظرة تقييمية ليحدد إنت ليك في إيه بالضبط ؟.. ثم يبدأ في الحديث عن مواضيع لا أستطيع أن أكتبها لأنها قد تخدش حياء القارئ ها هنا
الغرض من هذه القصص هي أن يرى مدى استجابتك و استعدادك و تحمسك لما يقول.. فلو أبديت الاهتمام فسيبدأ بعروضه السخية التي تضمن لك ملفا حافلا بالسوابق في الآداب أو مكافحة المخدرات
يبدو أنه يؤمن بفكرة تعدد الوظائف.. فهو بالإضافة لكونه سائق تاكسي فهو مروج مخدرات و أشياء أخرى حين يلزم الأمر

الأسلوب الأمثل للتعامل معه
سيب العربية و انزل.. و خد تاكسي غيره
يفضل أن تأخذ رقم السيارة , لتهديه لأول ضابط تقابله

السائق المتدين

لا بد من وجود مصحف على التابلوه مع وجود ملصق لدعاء الركوب
الكاسيت مفتوح على إذاعة القرآن الكريم , أو مشغل شريط لأحد هؤلاء الثلاثة فقط لا غير: محمد حسان -محمد حسين يعقوب- الشيخ كشك

مواصفات السائق
بذقن.. و لن يتكلم غالبا لأنه يستمع للكاسيت.. و لو تكلم فيؤكد لك أن البنات رقيعات, و أن القيم لم تعد كما كانت, و أن خلق الله لا هم لهم سوى أن يهدموا الإسلام
لو كان معتدلا فستوافقه بسهولة على ما يقول.. لكن الورطة الحقيقية هي أن السائق أحيانا يكون متزمتا في مواضيع مثل: حرمة التصوير أو فرضية النقاب أو تربية الذقن.. مما يجعلك في موقف حرج
يا بيه الرسامين دول هايروحوا جهنم كلهم .. استغفر الله العظيم.. و خصوصا رسامين الكاريكاتير يا بيه.. عشان لا يسخر قوم من قوم.. إيه الكفر اللي بيعملوه ده ؟

أحيانا أخشى أن يقول : و خصوصاً اللي اسمه شريف عرفه بتاع روزاليوسف يا بيه

الأسلوب الأمثل في التعامل معه
وافقه في ما يقول على مضض.. فالجدال أثناء التوصيلة لن يكون كافيا لتغيير وجهة نظره..
ادفع له ما تراه مناسبا فلن يناقشك غالبا.. فـ: الرزق بتاع ربنا يا بيه

السائق البيئة

مواصفات السيارة
مغطاة بالملصقات التي لصقها أحدهم في إهمال.. و يشغل شريطا غريبا لمطرب لم تسمع عنه يغني في شجن و نشاز في ذات الوقت

رأيت في مرة شريطا لمطرب مغمور اسمه: أيمن حلالة.. عارفين الشريط اسمه إيه ؟؟
اسمه (الكلب) ! آه و الله العظيم
(الكلب)
و سأكلمكم عن هذه الشرائط بالتفصيل لاحقا لأنه موضوع مسل فعلا

مواصفات السائق
شاب غالبا.. يرتدي سلسلة و أنسيال ذهبت موضته منذ زمن.. يقود التاكسي في سرعة جنونية بينما يرسل رسالة لصديقته عبر هاتفه المحمول.. يبدأ في الحديث عن فتاته و كيف يقابلها و لماذا .. و هو تصرف بيئة جدا كما تلاحظ

الأسلوب الأمثل في التعامل معه
ما ترسمش الدور عليه و تعمل ابن ناس.. اعمل بيئة انت كمان و اديله الفلوس قائلا
اتفضل يا برنس
فلو أحس أنك من أنك شاب راق, فلا تتوقع أن تدفع مبلغا معقولا

السائق السياسي

مواصفات السائق
غاضب و يتكلم بانفعال.. أو هادئ مبتسم
يحدد هذا موقفه السياسي
لو كان معارضا: سيكلمك في مواضيع تودي في داهية على اعتبارها سبا و قذفا !! سيؤكد ان كل شيء لا يسير على ما يرام بسبب شخص ما , ولا يتوقف عن استجلاب اللعنات عليه
لو كان غير معارض: سيؤكد أن الحياة آخر حلاوة و أن كل شيء يسير على ما يرام بسبب شخص ما , و لا يتوقف عن الدعاء له

الأسلوب الأمثل للتعامل معه
لو كنت غير معارض , و كان هو معارضا قل له أنك من الداخلية
وقتها لن يأخذ منك مليما و سيؤكد أن التوصيله هدية منه
أما لو كنت معارضا و كان هو غير معارض, فقل له أيضا أنك من الداخلية
وقتها – أيضا- لن يأخذ منك مليما و سيؤكد أن التوصيله هدية منه

السائق اللورد

السيارة أنيقة جدا.. أما السائق فلم أر مثله في حياتي سوى واحد فقط
حكى لي أخي عنه منذ سنوات و قال أنه غريب فعلا لدرجة أنه أخذ صورة فوتوغرافية له
و شاءت الأقدار و ركبت مع نفس السائق بعد سنوات.. و عرفته على الفور لأنني شاهدت الصورة التي أخدها له أخي

دعني أصفه لك
يرتدي بذلة أنيقة و ربطة عنق محكمة حول عنقه.. يضع عطرا غالي الثمن لن أقول اسمه كي لا يكون إعلانا.. يدخن السجائر المثبتة في مبسم من العاج.. و يبدأ في الحديث عن البورصة و سوق المال , و الطرق المثلى للاستثمار في ظل العولمة
هل رأيت هذا السائق من قبل ؟ في الغالب لا لأنه واحد فقط في الجمهورية فيما يبدو

الميزة المهمة في هذا السائق هي انه لن يقول لك المبلغ الذي يريده.. سيقول لك إن سألته : دي حاجات بسيطة يا فندم
و لن يناقشك فيما تعطيه له و سينصرف في أدب
لكن , ألا ترى أنك كنت مضطرا لدفع مبلغ فادح , يليق بهذا اللورد الأنيق ؟

ها هي بعض أنواع سائقي التاكسي.. لا بد أن تكون ملما بهذه الخلفية كي تعرف الطريقة المثلى في التعامل معهم .. لكن عموما ينصح خبراء التفاوض بأن تدفع اقل مما يلزم لأنك مهما دفعت ,فسيقول لك : ماينفعوش يا بيه ! فتدفع المزيد

لو كان المشوار طويلا كطريق المطار مثلا , فاتفق معه قبل أن تركب.. كي لا ينتهي بك الأمر في القسم تحرّر محضرا ..أو في عنبر الكسور بقصر العيني !.. هذا إن لم يكن شارع قصر العيني متوقفا كالعادة

ملحوظة : لو كنت سائق تاكسي فماتاخدش في بالك.. احنا بنهزر معاك يا اسطى.. طريقك أخضر ياباشا

منقووول كالعادة
لأني بطلت أكتب
من يوم ما مالاقيتش حد يقرا

محمد المصري
30-12-2008, 11:15 PM
لا حلوة الحكاية دى

شكرا نصل

على فكرة سواق التوكتوك اللى تركب معاة لو شاف الموضوع دا هيثبتك

انا قلتلك وخلاص خلى بالك

محمود التهامي
30-12-2008, 11:42 PM
لالالالالالالالالا
كله الا التوكتوك
احنا نقدر برضه

اميرة حبى انا
31-12-2008, 01:57 AM
شكرا على المعلومات القيمة
http://www.m7shsh.net/images/xfspbu3o3whc3iyzscfa.gif

محمود عبد الله
31-12-2008, 11:04 AM
انا اقولك حكاية الشنب بتاعة سواق المكروباص
اولا : عشان يحاف عليه لما يتخانق فى الموقف
ثانيا : عشان يمسح عليه لما زبون ينرفزه فى الطريق ولا حاجة
ثالثا : عشان طريقه طويل و متكرر كل يوم فبيكسر الملل و يقعد يلعب فى شنبه
و شكرا على الموضوع الجامد ده

محمود التهامي
31-12-2008, 02:04 PM
ههههههههههه
شكرا مرورك محمود

خلود
04-01-2009, 01:04 AM
طيب وشارع القصر العينى مالو بس انا بروح له فى شغلى
بلاش الاشاعات عليه انه بيبقى زحمه علشان اعرف اوقف سواق التاكسى
انا عامله ابونيه وياهم والحمد لله ربنا هاديهم على
وكلهم كويسين وربنا يحرسهم