المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من خاف شيئًا هرب منه، ومن خاف الله هرب إليه



دعاء الكروان
24-05-2009, 08:27 AM
http://www.samysoft.net/forumim/slambasmla/110ru7.gif

من خاف شيئًا هرب منه، ومن خاف الله هرب إليه
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif




أخي المسلم: إنما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة وسير الليل.. فإذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل إلى مقصده(الفوائد: 131.)؟!
قال سفيان الثوري: رأيت رجلاً متعلقًا بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم سلم، فقلت له: ما شأنك؟ ومم تطلب السلامة؟ فقال لي: يا أخي.. كنا أربعة إخوة، تنصر أحدنا عندًا، وتهود الآخر، وتمجس الثالث، وبقيت أنا خائفًا من الله تعالى، وراغبًا في السلامة(الزهر الفائح: 34.).http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif
بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين: خطوة عن نفسه، وخطوة عن الخلق، فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس، ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله، فلا يلتفت إلا إلى من دله على الله وعلى الطريق الموصلة إليه(الفوائد: 72.).
وعن عثمان بن أبي دهرش: أنه كان إذا رأى الفجر قد أقبل عليه تنبه وقال: أصير الآن مع الناس ولا أدري ما أجني على نفسي(صفة الصفوة: 2/218.).
وقال أبو القاسم الحكيم:من خاف شيئًا هرب منه، ومن خاف الله هرب إليه(تزكية النفوس: 117.).
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif
وعندما قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: ما أكثر الداعين لك، تغرغرت عينه وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا(الورع عبد الله بن حنبل: 152.)http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif
أخي المسلم:
أعظم الخلق غرورًا من اغتر بالدنيا وعاجلها، فآثرها على الآخرة، ورضي بها من الآخرة، حتى يقول بعض هؤلاء: الدنيا نقد، والآخرة نسيئة، والنقد أحسن من النسيئة ويقول بعضهم: ذرة منقودة، ولا درة موعودة.
ويقول آخر منهم: لذات الدنيا متيقنة، ولذات الآخرة مشكوك فيها، ولا أدع اليقين بالشك.
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif
وهذا من أعظم تلبيس الشيطان وتسويله، والبهائم العجم أعقل من هؤلاء، فإن البهيمة إذا خافت مضرة شيء لم تقدم عليه ولو ضربت، وهؤلاء يقدم أحدهم على عطبة وهو بين مصدق ومكذب.
فهذا الضرب إن آمن أحدهم بالله ورسوله ولقائه والجزاء فهو من أعظم الناس حسرة لأنه أقدم على علم، وإن لم يؤمن بالله ورسوله فأبعد له(الجواب الكافي: 36.).
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif
أخي الحبيب:
أين موقع قدمك؟ وما هو عملك وأين مكانك غدًا عندما ينصرف الناس إلى أحد الدارين وهل تجهزت لهذا الأمر كما تحرص وتجتهد في أمر الدنيا؟!
قال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبًا(الجواب الكافي: 79.).
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif
قال الغزالي عن الخوف: إنه يقمع الشهوات، ويكدر اللذات، فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة، كما يصير العسل مكروهًا عند من يشتهيه إذا علم أن فيه سمًا فتحترق الشهوات بالخوف، وتتأدب الجوارح، ويذل القلب ويستكين، ويفارقه الكبر والحقد والحسد، ويصير مستوعب الهم لخوفه، والنظر في عاقبته، فلا يتفرغ لغيره، ولا يكون له شغل إلا المراقبة والمحاسبة، والمجاهدة والضنة بالأنفاس، {واللحظات(الإحياء: 4/16.).قالت فاطمة بنت عبد الله بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز: يكون في الناس من هو أكثر صومًا وصلاة من عمر، وما رأيت أحدًا أشد خوفًا من ربه من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في المسجد ثم رفع يديه فلم يزل يبكي حتى يغلبه النوم، ثم ينتبه فلا يزال يدعو رافعًا يديه يبكي حتى تغلبه عيناه(تذكرة الحفاظ: 1/120.).
هذا هو الخوف الذي يمنع من الوقوع في المعصية ويحول دون اقتراف السيئة.
قال حكيم من الحكماء:الحزن يمنع الطعام، والخوف يمنع الذنوب، والرجاء يقوي على الطاعة، وذكر الموت يزهد في الفضول(تنبيه الغافلين: 2/419.).
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif
والخوف المطلوب يجب أن لا ينقلب إلى اليأس والقنوط من رحمة الله لأنه}لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاالْقَوْمُ الْكَافِرُونَ{[يوسف: 87].
فرحمة الله وسعت كل شيء وهو الرحيم الغفور الجواد الكريم ولكن لا بد من الخوف وتذكر الآخرة وما أعده الله عز وجل للعصاة المذنبين حتى يكون ذلك الخوف مانعًا له من تخطي حواجز المعاصي والولوج في مائها والوقوع في أدرانها.
ولا بد من بقاء الأمل برحمة الله وما أعده الله عز وجل من نعيم وثواب جزيل للمؤمنين المتقين الذين يقفون عند حدود الله.
ومهما يكن من أمر فإن عصرنا هذا الذي تفشى فيه مرض الغفلة عن الله وتنازعتنا الدنيا بزينتها وانتشر وباء التبلد وعدم الاهتمام بالمصير فيما بعد هذه الحياة الدنيا.. يتطلب منا أن نلجأ إلى الدواء ونلتمس مواطن الخلل... ونتذكر الدار الآخرة وما أعد الله فيها للمحسنين وما أعد الله فيها للعاصين المذنبين.. لعل قلوبنا تستيقظ من غفلتها وتهب من رقدتها.
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif
وحالنا لاهية ضاحكة عابثة كيف تكون حال من سبقنا؟ أيا ترى هم مثلنا في الغفلة والتفريط؟
قال إبراهيم بن عيسى: ما رأيت أطول حزنًا من الحسن وما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة(صفة الصفوة: 3/233.).
وحين دخل العلاء بن محمد على عطاء السليمي وقد غشي عليه، فقال لامرأته أم جعفر:ما شأن عطاء؟! فقالت: سجرت جارتنا التنور، فنظر إليه فخر مغشيًا عليه(صفة الصفوة: 3/326.).
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif
أخي الحبيب.. أين نحن من هؤلاء؟!
قال سليمان الداراني:ما رأيت من الخوف أظهر عليه من الحسن بن صالح قام ليلة بـ}عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ{ فغشي عليه فلم يختمها إلى الفجر(تذكرة الحفاظ: 1/216.).
إذا ما الليل أظلم كابدوه....يـسفر عنهم وهـو ركوع




أطار الخوف نومهم فقاموا....وأهل الأمن في الدنيا هجوع
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif



يا مغرورًا بالأماني: لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها، وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها. وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل، وأمر بإيساع الظهر سياطًا بكلمة قذف أو بقطرة من مسكر، وأبان عضوًا من أعضائك بثلاثة دراهم.


فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيه}وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا{دخلت امرأة النار في هرة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب، وإن الرجل ليعمل بطاعة الله ستين سنة، فإذا كان عند الموت جار في الوصية فيختم له بسوء عمله فيدخل النار، العمر بآخره والعمل بخاتمته(الفوائد: 83.).
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/5c1622fn.gif



ولهذا كان سفيان يبكي ويقول: أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت(جامع العلوم والحكم: 70.).


والدنيا عند هؤلاء معبر للآخرة ما رأوا أمرًا إلا تمثلت أمامهم الآخرة وما وقفوا بموقف إلا تذكروا الموقف الأكبر.. إنها حياة القلوب.


قالت رابعة بنت إسماعيل:ما سمعت الأذان إلا ذكرت منادي القيامة، ولا رأيت الثلج إلا ذكرت تطاير الصحف، ولا رأيت جرادًا إلا ذكرت الحشر.


والقلوب المتجددة الإيمان يسري في نبضتها ومضات الخوف وتستشعر الموقف مع كل لحظة تعلم اقتراب الأجل وبعد نهاية كل يوم توقن بدنو الحساب والعقاب.



قال خالد بن خداش: قرئ على عبد الله بن وهب كتاب أهوال يوم القيامة -تأليفه- فخر مغشيًا عليه، قال: فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام رحمه الله تعالى(السير: 9/226.).:50 (31):






أسأل الله لى ولكم حسن الخاتمة

فريد
24-05-2009, 09:52 AM
بارك الله فيكى يااخت خلود
اللهم ردنا اليك ردا جميلا
أخي الحبيب:
أين موقع قدمك؟ وما هو عملك وأين مكانك غدًا عندما ينصرف الناس إلى أحد الدارين وهل تجهزت لهذا الأمر كما تحرص وتجتهد في أمر الدنيا؟!
قال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبًا(الجواب الكافي: 79.).

هذا السؤال يجب ان يبقى فى عقل و قلب كل من
يسال نفسه دائما ماموقفه منه

جزاكى الله خيرا

قمر
24-05-2009, 02:45 PM
موضوع اكثر من رائع
تسلم ايدك يادعاء
بارك الله فيكى

دعاء الكروان
25-05-2009, 09:33 AM
وجزاك مثلة ان شاء الله مثلما دعوت
شكرا لك اخ فريد
لمرورك الكريم وردك الاكرم
بس اختك دعاء هى اللى عاملة الموضوع
وشكرا

دعاء الكروان
25-05-2009, 09:35 AM
قمر
جزاكى الله خيرا
يسلم مرورك الكريم وردك الاكرم

خلود
30-05-2009, 10:06 AM
ولا بد من بقاء الأمل برحمة الله وما أعده الله عز وجل من نعيم وثواب جزيل للمؤمنين المتقين الذين يقفون عند حدود الله.


كلامك جميل جدا وموضوع اكثر من رائع تسلم ايدك يادعاء ومن تميز الى تميز

fagrmasr01
30-05-2009, 11:00 AM
الله عز وجل يجازيكى عنا خير
الله عز وجل يحسن اليكى
كما تحسنين الينا بهذه الكلمات الطيبة الواعظة التى تنبهنا وتوقظنا
جزاكى الله عنا خير الجزاء
آمين
والحمد لله رب العالمين

الفارس
30-05-2009, 11:17 AM
من خاف شيئًا هرب منه، ومن خاف الله هرب إليه

ربنا يبارك فيكى يادعاء
مواضيعك دائما رائعه

دعاء الكروان
06-06-2009, 08:33 AM
خلود
فجر
الفارس
نورتو الموضوع بوجودكم الكريم
وردكم الاكرم

الباشا تلميذ
07-06-2009, 06:51 PM
فرحمة الله وسعت كل شيء وهو الرحيم الغفور الجواد الكريم ولكن لا بد من الخوف وتذكر الآخرة وما أعده الله عز وجل للعصاة المذنبين حتى يكون ذلك الخوف مانعًا له من تخطي حواجز المعاصي والولوج في مائها والوقوع في أدرانها.
ولا بد من بقاء الأمل برحمة الله وما أعده الله عز وجل من نعيم وثواب جزيل للمؤمنين المتقين الذين يقفون عند حدود الله.

اللهم يارحمن يارحيم ياحى ياقيوم ياغفور ياكريم
برحمتك اثتغيث
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا
وما اظهرنا وما اخفينا وما علمنا وما جهلنا
آمييييييييين

بارك الله فيكى
وجزاكى الله خير الجزاء
جعله الله فى ميزان حسناتك