المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعاء الرسول الأعظم لأنس بن مالك



صلاح الشريف
10-12-2010, 01:11 AM
بســـــــــــــــم الله الرحمن الرحيم


أنس بن مالك (رضي الله عنه)


هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن حارث وهو ذو إصبح بن عوف بن مالك بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر و'عمرو بن الحارث ذي أصبح الحميري' من ملوك اليمن, الحميري ثم الأصبحي, المدني, حليف بني تيم من قريش, فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه المخلصين، أما بعد :-
قصة خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، إنه أنس بن مالك بن النضر أبو حمزة الأنصاري الخزرجى .
عاش هذا الفتى مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان عمره ما بين العاشرة والعشرين ، وذلك أن رسول الله (صلى عليه وسلم ) قدم المدينة وكان أنس في العاشرة من عمره ، وتوفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنس في العشرين من عمره .
تشرف أنس بن مالك (رضي الله عنه) بخدمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذلك حينما قدمت بة أمه أم سليم النبي (صلى الله عليه وسلم) لما قدم فقالت له هذا أنس غلام يخدمك فقبله النبي (صلى الله عليه وسلم) .
نِعْمَ الأم أم سليم، ونعم ما اختارت لابنها من هذه المهنة التي تشرف بها، لقربه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهكذا تكون الأمهات المؤمنات تختار لأبنائها من التوجهات ما يكون سبباً لازدياده من الخير وطاعة الله ورسوله .
بقي أنس بن مالك (رضي الله عنه) في خدمة الرسول (صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، مما أتاح له القرب من خير الخلق ، ومعرفة هدية، والأخذ عنه ، أضف إلى ذلك دعاء الرسول (صلى الله عليه وسلم ) له بالخير في الدنيا والآخرة ، الذي رأى أثره في حياته قبل مماته . فقد طلبت أمه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يدعو لابنها ، فقالت : يا رسول الله أدع الله لأنس فقال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه قال أنس فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وأن أرضي لتثمر في السنة مرتين .
كل هذا الخير العظيم بسبب دعاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي حصل بطلب أم سليم .
وما زال الخير يتواصل على أنس بن مالك (رضي الله عنه ) في حياته كلها ، ومن ذلك ما رواه ثابت البناني قال شكا قيم لأنس بن مالك في أرضه العطش، قال فصلى أنس ودعا فثارت سحابة حتى غشيت أرضه حتى ملأت صهريجه، فأرسل غلامه فقال انظر أين بلغت هذه فنظر فإذا هي لم تعد أرضه . فقد استجاب الله دعاءه وسقا أرضه . وهذا من دعاء الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) له بالبركة في المال .
ولقد أحسن أنس بن مالك (رض الله عنه) في خدمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ويقول في ذلك : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما أمرني بأمر توانيت عنه أو صنعته فلامني وإن لامني أحد من أهله قال دعوه فلو قدر أو قال قضي أن يكون لكان . وفي رواية : والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا . [الطبقات الكبرى] .
كما يدل هذا الخبر على حسن معاملة الخدم وخاصة إذا كانوا من أهل الصلاح والتقوى ، الذين يؤمن جانبهم ، ولا يرجى منهم إلا الخير .
أيها المستمعون الكرام ، معشر الشباب ، لقد حفظ أنس بن مالك (رضي الله عنه ) لهذه الأمة علماً جماً من حديث رسول الله (صلى الله عبيه وسلم) ، فقد كان أحد المكثرين من الرواية عنه ، قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ : خرج له البخاري دون مسلم ثمانين حديثا وانفرد له مسلم بسبعين حديثا واتفقا له على إخراج مائة وثمانية وعشرين حديثا .
معشر الشباب ، لم يغب أنس بن مالك (رضي الله عنه) عن بدر مع صغر سنة ، فقد ذكر ابن حجر في الإصابة أن أنساً خرج مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بدر وهو غلام يخدمه ، … وإنما لم يذكروه في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل.
كما ذكر ابن حجر في الإصابة أن أنس بن مالك (رضي الله عنه) غزا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثماني غزوات . ولا شك أن هذه الغزوات كانت وهو في ريعان الشباب، دون العشرين من العمر .
ويشهد أبو هريرة (رضي الله عنه) لأنس بن مالك في اقتدائه برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيقول : ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ابن أم سليم يعني أنسا . [الإصابة ] .
وكان أنس بن مالك (رضي الله عنه) شديد الحرص على لسانه ، فعن أبي غالب قال : لم أر أحدا كان أضن بكلامه من أنس بن مالك . وعن عطاء الواسطي عن أنس بن مالك قال لا يتقي الله عبد حتى يحزن من لسانه . وقال الجريري : أحرم أنس بن مالك من ذات عرق قال فما سمعناه متكلما إلا بذكر الله حتى حل قال فقال له يا ابن أخي هكذا الإحرام . [الطبقات الكبرى ] .
معشر الشباب ، لو تأملنا ما حصل عليه أنس بن ملك (رضي الله عنه ) من الخير في الدنيا والآخرة ، كان ذلك كله بإيمانه بالله ورسوله ، إضافة إلى صحبته لرسول الله (صلى الله عليه وسلم وقربه منه .
إذاً فالخير في قرب الأخيار وصحبتهم، والصحبة التي تورث خيراً للإنسان في الدنيا والآخرة ، فمرحباً بها وإن كانت في سبيل الخدمة لهم ، خاصة أهل العلم والفضل منهم، العلماء الربانيون الذين ينفعون أنفسهم ، وينفعون أمتهم عامة، ومن حولهم من أصحابهم خاصة . ينفعونهم بالعلم والعمل الصالح .
ومن جانب آخر فإن الآباء والأمهات لهم دور كبير في هذا الجانب ، في اختيار أصحاب لأولادهم ، وربطهم بأهل الخير والصلاح ، كما فعلت أم سليم (رضي الله عنها) أم أنس بن مالك (رضي الله عنه) عندما قدمت أنساً لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخدمه فحصل له بذلك الخير العظيم في الدنيا والآخرة .
أيها المستمعون الكرام ، معشر الشباب ، في الختام نسأل المولى جل وعلا أن يلهمنا رشدنا ، وأن يوفقنا لصلاح ديننا ودنيانا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه المخلصين ، أستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.