المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيادي الحكومات العربية ملطخة بالدماء



محمود التهامي
28-12-2008, 05:20 PM
في مجزرة غزة ..
أيادي حكومات عربية ملطخة بالدماء


http://www.moheet.com/image/63/225-300/632624.jpg
عدد من ضحايا المجزرة الإسرائيلية


محيط: ما يحدث في غزة هو عار على بعض الحكومات العربية أولا وأخيرا ، فإسرائيل كيان غاصب اعتاد الإجرام وارتكاب المذابح ، أما أن تلتزم تلك الحكومات الصمت والتخاذل تجاه الحصار المتواصل المفروض على غزة منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 وانتهاء بمحرقة غزة في 27 ديسمبر 2008 ، فهذا هو الخطيئة بحد ذاتها ، بل إن تلك الحكومات إن صح التعبير هى من تقتل سكان غزة ولكن بتنفيذ عسكري إسرائيلي.
فحكومة الاحتلال الصهيوني ما كانت لتجرؤ على مواصلة الحصار وارتكاب المجزرة تلو الأخرى لولا تأكدها من أنها لن تجد أي عقاب ، بل إن التسريبات الصحفية تتحدث أيضا عن أن تلك الحكومات هى التي تضغط على إسرائيل لتخليصها من صداع حماس وشاركت في تصعيد الحصار ، في إطار خشيتها من انتقال نموذج الحكم الإسلامي الذي تمثله الحركة إلى عقر دارها وتناست تلك الأنظمة أن حماس جزء لا يتجزأ من النسيج الفلسطيني وأن قتل حماس هو قتل كل الفلسطينيين ، كما أن التطبيع ومفاوضات السلام العقيمة لم تجلب سوى مزيد من الجوع والقتل والاستيطان ، بينما أثبت نهج المقاومة أنه سلاح العرب الأقوى لدحر الاحتلال وفضحه وهذا ما تأكد في جنوب لبنان عبر مقاومة حزب الله وفي غزة عبر إجبار إسرائيل على إخلاء مستوطناتها هناك في عام 2005 .
وإذا كانت تلك الحكومات تحمل حماس مسئولية ما يحدث حاليا في غزة ، فهل تجيب على بعض التساؤلات البسيطة التي يرددها رجل الشارع العادي " ماذا جلبت المفاوضات التي انطلقت في أوسلو منذ عام 1993 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومفاوضات مدريد بين العرب وإسرائيل ومفاوضات كامب ديفيد بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل؟ هل أقامت الدولة الفلسطينية ؟ هل حررت الضفة الغربية ؟ هل أوقفت الاستيطان ؟ هل حررت القدس ؟ هل منعت هجمات المستوطنين على سكان الضفة ؟ هل أزالت حواجز الاحتلال التي تجعل تنقل الفلسطينيين بين مدن وقرى الضفة أشبه بالجحيم؟".
الإجابة بالطبع معروفة للجميع وهى أن تلك المفاوضات استخدمتها إسرائيل كغطاء لابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية وإثارة الفتن بين الفلسطينيين عبر محاولات تجريم المقاومة ووصفها بالإرهاب، وأخيرا الفصل بين غزة والضفة في مسعى لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا.
وحتى وإن كانت حماس مخطئة لأنها اختارت نهج المقاومة ورفضت الخضوع والاستكانة ، أليس من العار على بعض الحكومات العربية أن تعاقب مليون ونصف مليون نسمة هم سكان غزة على اختيارهم من يحكمهم في انتخابات نزيهة وشفافة شهد بها القاصي والداني ، أليس من المحرمات في الدول العربية الحديث عن تغيير الأنظمة بالقوة ، فلماذا إذن الإصرار على القضاء على حماس وإزاحتها بالقوة.
تلك الحكومات خضعت بلا شك لرغبات أمريكا وإسرائيل في التخلص من كل ما هو مقاوم لكي يتحقق لهما مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على تمزيق الدول العربية إلى كيانات طائفية تسهل مهمة فرض أنظمة موالية لإسرائيل وأمريكا وبالتالي ابتلاع ثروات المنطقة العربية بالكامل.
المقاومة أجهضت هذا المخطط وعندما تأكدت إسرائيل من أن الحصار المتواصل فشل أيضا في تأليب سكان غزة ضد حماس بدأت حربا همجية واسعة لتغيير الوضع القائم هناك ، إلا أنها تناست مصير الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان ومصيرها هى أيضا على يد حزب الله عندما تلقت هزيمة موجعة بعد 33 يوما من القصف الجوي المتواصل على لبنان ، كما تناست أن الشعب الفلسطيني رغم المجازر المتواصلة ضده لم يخضع يوما.
إلا أن ما سبق لا يعني ترك غزة وحدها تواجه القتل والدمار والجوع، فالشعوب العربية مطالبة الآن بتحرك جدي يتجاوز الإدانة والاستنكار لإجبار أنظمتها على اتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل، مع تأكيد حقيقة أنه في حال استمر العدوان الإسرائيلي على غزة ، فإن التوابع لن تقتصر على إسرائيل فقط وإنما سيكتوي بنيرانها أيضا كل من شارك أو تواطأ مع عدوانها البربري غير المسبوق.