المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النقابة في الاسلام



صلاح الشريف
08-12-2010, 12:53 AM
النقابة في الاسلام



http://www.vb.6ocity.net/imgcache/10950.imgcache.gif


د.حامد جامع


عضو المجلس الأعلى لنقابة السادة الأشراف سابقا


ووكيل الأزهر الشريف السابق
أجمع جمهور علماء اللغة على أن النقابة - بكسر النون - مصدر الفعل نقب بفتح القاف، وقال سيبويه : النقابة - بكسر النون - للاسم و بالفتح المصدر .
والنقيب فى اللغة : هو المدبر لأمور القوم القائم بسياستهم .
والنقيب و العريف عندهم بمعنى ، ولكن المفسرين يقولون : النقيب أكبر من العريف , ويقول الفقهاء النقيب هو الرئيس .
والنقابة معروفة منذ مطلع الاسلام من السنوات الاولى للدعوة النبيوية التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض فيها نفسه ودعوته على القبائل فى موسم الحج ليؤمنوا به وبدعوته , لينصروا الاسلام. بل أن النقابة نظام عرفته الشرائع قبل الاسلام , والى هذا يشير قول الله عز و جل :
" ولقد أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا "
وفى تفسير الآية يقول القرطبى : اختلف أهل التأويل فى كيفية بعث هؤلاء النقباء بعد الاجماع على ان النقيب كبير القوم ، القائم بأمورهم ، الذى ينقب عنها و عن مصالحهم. وقال قتادة وغيره : هؤلاء النقباء قوم كبار من كل سبط ، تكفل كل واحد بسبطه بأن يؤمنوا و يتقوا الله ، ونحو هذا كان النقباء ليلة العقبة , اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن بايعوه اثنى عشر رجلا وسماهم النقباء اقتداء بموسى صلى الله عليه وسلم.
وعن هذه الليلة العظيمة يقول علماء السيرة النبوية : خرج الذين اسلموا بيثرب ( المدينة المنورة ) بعد العقبة الاولى الى الموسم مع حجاج قومهم من اهل الشرك حتى قدموا مكة ، فواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط ليالى أيام التشريق ، فلما مضى ثلث تلك الليلة خرجوا من رحالهم لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسللون تسلل القطا - ضرب من الحمام - مستخفين حتى اجتمعوا فى الشعب عند العقبة ، وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبدالمطلب ليتوثق به ، وكان اول متكلم وتبعه النبى صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ، ودعا الى الله ، ورغب فى الاسلام ,ثم قال
" أبايعكم على ان تمنعونى ما تمنعون منه نساءكم " أى على الرد عنه و عن الاسلام وعلى الحرب دفاعا عن النبى صلى الله عليه و سلم وفى سبيل الله، وتحدث رجال من القوم فأعربوا عن نصرتهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم والذود عنه كما يذودون عن أنفسهم و نسائهم و أولادهم.
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للقوم ، وكانوا ثلاثة وسبعين رجلا و أمراتين " أخرجوا الى منكم اثنى عشر نقيبا ليكونوا على قومهم بما فيهم " فأخرجوا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس وهم ( أبو امامة أسعد بن زرارة ، سعد بن الربيع ، عبدالله بن رواحة ، رافع بن مالك ، البراء بن مغرور ، عبدالله بن عمرو بن حرام ، عبادة بن الصامت ، سعد بن عبادة ، المنذر بن عمرو ، أسيد بن خضير ، سعد بن خيثمة ، رفاعة بن عبدالمنذر ) رضى الله عنهم أجمعين ، فقال النبى صلى الله عليه و سلم للنقباء
" أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين عيسى بن مريم ، وأنا كفيل على قومى " يعنى المسلمين ، قالوا : نعم ، ولما اجتمع القوم لبيعة رسول الله صلى الله عليه و سلم تحدث العباس بن عبادة بن نضلة الأنصارى ليشد العقد لرسول الله صلى الله عليه و سلم فى أعناق قومه فقال لهم : إنكم تبايعون هذا الرجل على حرب الأحمر و الأسود من الناس ، فإن كنتم ترون أنكم اذا أنهكت اموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا ... أسلمتموه ، فمن الان فهو و الله إن فعلتم خزى الدنيا و الآخرة ، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعتموه إليه ، على نهكة الأموال - أى نقصها - وقتل الأشراف .. فخذوه ، فهو و الله خير الدنيا و الآخرة ، قالوا : فإنا ناخذه على مصيبة الأموال وقتل الاشراف .. فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا ؟ قال : " الجنة" قالوا : ابسط يدك فبسط يده فبايعوه .
وقد أهتم فقهاء الاسلام منذ القرن الخامس الهجرى بالنظم الاسلامية فأفردوا لها الكتب التى بينتها و فصلتها ومن هذه الكتب : الأحكام السلطانية و الولايات الدينية لأبى الحسن الماوردى الشافعى المتوفى سنة 450 هــ ، و الاحكام السلطانية لأبى يعلى الفزاء الحنبلى المتوفى سنة 4588 هــ و قد تضمن كتاب الماوردى عشرين بابا كل باب منها لولاية من الولايات و الباب الثامن فى ولاية النقابة على ذوى الأنساب ، وقال فى مطلع هذه الباب هذه النقابة موضوعة على صيانة ذوى الأنساب الشريفة عن ولاية من لا يكافئهم فى النسب ولا يعادلهم فى الشرف ، ليكون أمره فيهم أمضى ، روى عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال : " اعرفوا أنسابكم تصلوا ارحامكم فإنه لا قرب بالرحم اذا قطعت وإن كانت قريبة ، ولا بعد بها إذا وصل وإن كانت بعيدة " ومثل ذلك قال الفزاء
ويلاحظ أن الولايات الاسلامية الدينية التى بوب لها الماوردى فى كتابه عشرين بابا لم يسم أى ولا ية منها بالنقابة إلا ولاية النقابة على ذوى الانساب ، و ذلك يبين أن هذا الاسم مختص بها دون غيره من الولايات الدينية.


والله سبحانه و تعالى أعلم

خلود
17-12-2010, 02:27 AM
بارك الله فيك اخى الفاضل

تسلم ايدك على معلوماتك الهامه

صلاح الشريف
17-12-2010, 02:59 AM
الاخت العزيزة جدااااااااااااااااااااا
خلود
مرورك شرف صفحتي