المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 00 الحــــــــــب ألأعمــــــــــــــى



RSS
28-11-2010, 10:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


وجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم




قال تعالى : " ... قُلْ لا أسألُكم عَليهِ أجْراً إلا المودةَ في القُربَى ، ومن يقترف حسنةً نزد لهُ فيها حُسْنًا " الشورى / 23 .

جاء في تفسيرها من الآراء ما يلي :
[ 1 ] قال البخاري : عن ابن عباس أنه سُئل عن قوله تعالى " قُلْ لا أسألُكم عَليهِ أجْراً إلا المودةَ في القُربَى " فقال سعيد بن جُبير: قربى آل محمد ، فقال ابن عباس : عجّلت ، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان لهم فيه قَرابة فقال : إلا أن تصِلوا ما بيني وبينكم من القرابة .

وعند الطبراني عن ابن عباس " إلا أن تودونى في نفسي لقرابتي منكم وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم " .

[ 2 ] عند الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عباس ( إلا أن توادوا اللهَ تعالى وأن تقربوا إليه بطاعته ).

[ 3 ] الرأي الثالث : حكاه البخاري عن سعيد بن جبير " إلا المودة في القربى " قال هي قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعنى توادونى في قرابتي وتحسنوا إليهم وتبروهم . وعن ابن إسحاق : سألت عمرو بن شعيب عن قوله تعالى " قُلْ لا أسألُكم عَليهِ أجْراً إلا المودةَ في القُربَى " قال : قربى النبي صلى الله عليه وسلم . رواه ابن جرير .

·روى السدي عن أبي الديلم : قال علي بن الحسين رضي الله عنهما لرجل من الشام : أما قرأت في سورة الأحزاب ( إنّما يُريدُ الله لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطَهِّركم ...) قال : نعم ، ولأنتُم هُمْ ؟! قال : نعم .
·روى ابن جرير عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قالت الأنصارُ فعلنا وفعلنا ، كأنهم فخروا ، فقال ابن عباس أو العباس - شك عبد السلام أحد الرواة - : لنا الفضل عليكم . فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم في مجالسهم فقال " يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذِلَّةً فأعزّكم الله بي ؟! قالوا : بلى يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ألم تكونوا ضُلاّلاً فهداكم الله بي ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : أفلا تُجيبوني ؟ قالوا : ماذا نقول يا رسول الله ؟ قال – ألا تقولون : ألمْ يُخْرِجْكَ قومُكَ فآويْناك ، أوَلمْ يُكَذبوك فصدّقناك ، أوَلمْ يخذلوك فنصرناك ؟! – قال فما زال رسول الله يقول حتى جثوْا على الرُّكب وقالوا : أموالنا في أيدينا لله ولرسوله ، فنزلت : [ قُلْ لا أسْأَلُكم عليه أجرًا إلا المودّةَ في القربى ] .

·روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودّةَ في القُربى ) ، قالوا يا رسول الله مَن هؤلاء الذين أمر الله بمودّتِهم ؟ قال : " فاطمة وولدها " .

·قال ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة ، ومن أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرًا وحسبًا ولا سيما إذا كانوا متبعين للسّنّة النبوية ، ثم قال : ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بغدير خمّ " إني تارِكٌ فيكم الثقليْن ، كتاب الله وعِترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض يوم القيامة " رواه الحاكم في المستدرك وقال الذهبي صحيح .

·روى الإمام أحمد بن حنبل عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إن قريشًا إذا لقي بعضهم بعضًا لقوهم ببشْرٍ حسن ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها ، قال ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا ، وقال : "والذي نفسي بيده لايدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ".ورواه الترمذي أيضًا .

·روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر أن أبا بكر رضي الله عنه قال : " ارقبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته .

·وفي الصحيح أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لعليِّ رضي الله عنه :
" والله لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليَّ أن أصل من قرابتي .

·وقال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله عنهما : : والله لإسلامُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلام الخطاب لو أسلم ، لأن إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب " .

قال ابن كثير في تفسيره تعليقًا على هذه الأحاديث التي أوردها : " فحال الشيخين رضي الله عنهما هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك ، ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين رضي الله عنهما " .

·روى الترمذي أيضًا وحسَّنه عن جابر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجَّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعتُه يقول :
" يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي " .

·وروى الترمذي أيضًا وحسّنه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أحِبُّوا الله لِما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبّوا أهل بيتي بحبى " .

·روى الحافظ أبو يعلى عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما مثلُ أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام ، مَن دخلها نجا ، ومَن تخلف عنها هلك " .رواه الحاكم في المستدرك ، أنظر الصواعق المحرقة لابن حجر ص 186 .

·وروى أبو يعلى عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهلي من بعدي " ، مجمع الزوائد ج9ص174 وقال الهيثمي : رجاله ثقات .

·روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن عليّ : " اللهم إنّي أحبه ، فأحبه واحبب مَن يحبه "

·روى أحمد بن حنبل من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن أبغض أهل البيت فهو منافق " .

·روى أبو الفرج الأصبهاني في كتابه " الأغاني " : أخبار الخليفة عمر بن عبد العزيز 8/308 طبعة بيروت / دار الفكر ، عن سعيد بن أبان القرشي قال : دخل عبد الله بن الحسن على عمر بن عبد العزيز/ وهو حديث السّنّ له وفرة ، فرفع الخليفة مجلسه وأقبل عليه ، وقضى حوائجه ثم أخذ عُكنَةً من عُكنِه فغمزها حتى أوجعه ، وقال : اذكرها عندك للشفاعة . فلما خرج لامَهُ قومُه وقالوا : فعلتَ هذا بغلام حدث ؟! فقال : إن الثقة حدّثني حتى كأني أسمعه من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما فاطمة بضعة منّي ، يسُرّني ما يسُرّها "، وأنا أعلم أن فاطمة لو كانت حية لَسَرَّها ما فعلتُ بابنها .قالوا : فما غمْزُكَ بطنه ، وقولك ما قلتَ ؟! قال : إنه ليس أحد من بني هاشم إلا ولَهُ شفاعة ، فرجوْتُ أن أكون في شفاعة هذا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ولكن ما هو العائد والمردود من وراء محبة أهل بيت النبوة ؟!
قال تعالى : " قلْ ما سألْتُكم من أجرٍ فهو لكم " 47/ من سورة سبأ .
جاء في تفسير المنتخب عند هذه الآية :[ قل للكفار : أي شيء من أجر طلبتُه منكم على تبليغ الرسالة فهو لكم ، ما أجري الذي أنتظره إلا على الله ] .
أقول : هذه الآية تبيِّن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد طلب على تبليغ رسالته أجرًا من الناس ، وهو ما ورد في قوله تعالى (قُلْ لا أسْألُكم عليه أجرًا إلا الموَدَّةَ في القُرْبى ) . فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس أن يُوادّوا أهل بيته وقرابته كمقابل على تبليغ الرسالة ، وهو في الحقيقة لن يستفيد من هذا المقابل ، ولكن الناس هم المستفيدون ، وهو ما عبّرت عنه الآية بقول ( فهو لكم ) ، وتقرر هذه الآية أن محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لها مردود وعائد وخير عظيم ، وهذا العائد قد بيّنته الآية التالية :-
قال تعالى " قُلْ ما أسألكم عليه من أجرٍ إلا مَن شاء أن يتّخِذَ إلى ربِّه سبيلا " 57 / من سورة الفًرقان .
جاء في تفسير المنتخب أيضًا عند هذه الآية : [ وقل لهم : إني لا أبتغي على دعوتكم إلى الإسلام أجرًا وجزاءًا ، إلا أن يهتدي أحدكم ويسلك سبيل الحق ، ويرجع إلى ربه ] .

تقرر هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب من الناس مقابلا على تبليغ الرسالة غير هداية أحد منهم .

فإذا ضممنا الآيات التي تتكلم عن الأجر الذي طلبه النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ الرسالة نجدها كالتالي :
·آية تقول : ( إنْ أجريَ إلا على الله ) .
·وأخرى تقول ( إلا المودة في القربى )
·وأخرى تقول ( ما سألتُكم من أجرِ فهو لكم ) .
·وأخرى تقول ( إلا مَن شاء أن يتّخِذََ إلى ربه سبيلا )
إذا قرأنا هذه الآيات مضمومة إلى بعضها في سياق واحد – هو سياق الأجر الذي طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس على تبليغ الرسالة لخرجنا بالنتيجة التالية :-
أن محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم شيء يُرضي رسول الله ، وأن مردودها سيكون عائدًا على الناس وليس عائدً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وان هذه المحبة سبيل إلى الله ، أيْ وسيلة إلى رضا الله ومحبته .

عند قوله تعالى : " ومَن يقترِفْ حسَنةً نَزِدْ لهُ فيها حُسْنا " قال ابن عباس : هي المودة لآل محمد صلى الله عليه وسلم . أخرجه ابن أبي حاتم .
وعنه أيضًا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أحِبّوا الله لِما يغذوكم به ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا آل بيتي بحبي " . وعن ابن مسعود قال : " حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة " .
وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهلي من بعدي " . أخرجه أبو يعلى ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات .