المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للمسابقة (مشهد أبي ، وفاقد الشيء يعطيه!)



زهرة الياسمين
26-11-2010, 03:46 PM
للمسابقة الجديدة

مشهد أبي .. وفاقد الشيء يعطيه !


قصة واقعية على لسان الزوجة


قصة واقعية دراماتيكية عشت فصولها في زمن طفولتي البعيد حين كنت أرى موكب أبي يمر ويجري بين يديه ثلاث زوجات !
يأمر فيُطاع وتزلزل الأرض من تحت قدميه في بيتنا الريفي الكبير، وأبناء تجاوزوا أصابع اليدين، وأنا من نافذتي الصغيرة أرقب المشهد المتصاعد وتيرته كل يوم، مشاحنات تقام هنا ومكائد تُحاك هناك ، وأبناء تتقاذفهم الحيرة تربوا في هذا الجو الذي يفتقد الشعور بالأمان والدفء والحب .
وعندما تزوجت لم تُمح هذه الصورة المنفرطة عِقدها من ذهني الذي نجا بأعجوبة من الدخول من بوابات الجنون ، وكلما تراءت لي الوجوه الحزينة والمشهد الكئيب من تلك الحياة الغابرة ألوذ بأمان زوجي ، ويزداد اصراري أن تشهد حياتي مع زوجي مشهداً آخر أكثر تماسكا وارتباطا وحميمية ، فأقسم قلبي أن يغدق بالمشاعرعلى صاحب البيت الذي انتشلني من سوق الزوجات ، وصخب الأبناء وارتفاع صوت الحزن والقلق والبغض في عزف نشاذ،
وأقسم العقل على أن يعمل بلاتوقف في اتجاه السعادة ولاشيء غيرها مهما تكبدت في ذلك مشقة أوأرهقتني عُسرة أوعاندني الوصول .
ورحت أُطَّوع كل ذلك لهدف واحد هوسعادتي في حضرة زوجي المُحب لأجنب أبنائي ويلات أن يعيشوا هذا المشهد المرير الذي كاد أن يعصف بعقلي وقلبي لولا يد زوجي الممتدة بحب وحنان لأحتمي به وببيته،
فاختزلت له كل الزوجات في زوجة واحدة تستوعب وتعي وتحتوي وتعرف أين تضع قدميها وفي أي طريق ستمر ، ومتى تنحني لتمرالعاصفة ، فأشبعت لديه كل نواقص الرجال فهويراني كل يوم بجمال، يعشق طفولتي وبراءتي ويثيره جمالي ، ويقف مشدوها أمام ذكائي ويتجول في رياض معارفي ويجد عندي الحل لمشكلاته فاستغني بي عن كل النساء


فامتلكت السعادة التي لم أعرفها سوى في بيته وجنبت أبنائي ويلات الحياة تحت وطأة التهديد والقلق وامتلكت شيئاً عزيزاً كنت أفتقده بشده اسمه الأمان.


----------


عزيزتي الزوجة : اذا اصطدمتي يوما بصخورالفقد فلاتحزني ، واجمعيها لتشيدِّي بها في بيتك جدران الأمان.