المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النيابة تحتجز أمين شرطة وسائقين فى أحداث شغب «موقف عبود»



since1990
14-11-2010, 01:10 AM
فتحت النيابة العامة تحقيقات فى أحداث الشغب التى وقعت أمس الأول أمام موقف «عبود»، إثر مصرع سائق غرقاً خوفاً من رجال الشرطة. استمعت النيابة لأقوال عدد من أقارب السائق وزملائه، أكدوا فيها أن الضحية وقف على شاطئ ترعة الإسماعيلية بعد أن حاصره رجال الأمن ورفع يده مستسلماً لهم إلا أن أحدهم هاجمه ودفعه فى المياه، وقذفه آخر بالحجارة، مما أدى إلى إصابته وعدم القدرة على السباحة ومصرعه غرقا.

على الجانب الآخر، أفاد تقرير الطب الشرعى المبدئى بأن الضحية مات باسفكسيا الغرق، وتوجد كدمات وإصابات ظاهرية فى الجثة. صرحت النيابة بدفن الجثة، وطلبت تحريات المباحث حول أحداث الشغب التى أعقبت انتشال جثة الضحية من المياه. وأمرت النيابة بالقبض على أمين شرطة و2 من السائقين، وقررت حجزهم على ذمة التحقيقات لحين ورود تقرير الطب الشرعى النهائى.

تولى التحقيقات محمد الضبع، مدير نيابة حوادث شمال القاهرة، ويذكر أن اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، يجرى التحريات بنفسه فى تلك الواقعة. فى الرابعة من عصر أمس الأول – الخميس – كان موقف عبود للركاب بمنطقة شبرا الخيمة ممتلئاً عن آخره، كعادته كل يوم خميس، بسبب نزوح عدد من العاملين إلى بلادهم وقراهم فى محافظات الوجه البحرى. لحظات وسمع الركاب أصوات صراخ لعدد من السيدات والأهالى.

بالقرب من شاطئ ترعة الإسماعيلية القريبة من الموقف كان المشهد كالتالى: سيدات ورجال يجلسون على الشاطئ دموعهم لم تتوقف لحظة واحدة، ابنهم «محمد عبدالرحمن – 18 عاما» غريق فى المياه.. ورجال الإنقاذ النهرى يبحثون عنه.. وعدد ليس بالقليل من رجال الشرطة متفرقون على بعد أمتار من الأسرة. مشاجرة حدثت بين أسرة الضحية وأفراد الشرطة. اتهمتهم الأسرة بالتسبب فى مصرع ابنهم غرقا. وروت شقيقة الضحية تفاصيل الحادث.. أكدت أن أخاها الغريق يعمل سائق ميكروباص، وأثناء عملهم طارده رجال شرطة المرور للحصول على إتاوة منه – على حد قولها – فاضطر إلى الهروب منهم. وعندما حاصروه على شاطئ الترعة رفع يده لهم مستسلماً كما روى لها عدد من شهود العيان.

وواصلت الشقيقة كلامها: «هاجمه أحد أفراد الشرطة ودفعه فى المياه.. وقذفه الآخر بالحجارة وأصابه فى رأسه.. وتسبب فى غرقه.. أخى يجيد السباحة ولو تركوه لكان قد خرج سالما».

فيما قال شقيقه فى تحقيقات النيابة العامة إن أخاه كان قد تم ضبطه بمخالفة مرورية وتوجه إلى إدارة المرور لسداد المخالفه وفوجئ بمن يبلغه بأن أخاه خرج من إدارة المرور والشرطة تطارده وبعد ذلك عرف أنه غرق فى المياه. واتهم أفراد الشرطة بالتسبب فى مصرعه. فى اليوم التالى للحادث تولى رجال الإنقاذ النهرى البحث عن الجثة.. فى حراسة الشرطة.. والأهالى ينتظرون على الشاطئ.. وبمجرد أن شاهد الأهالى جثة ابنهم يحملها رجال الإنقاذ انطلقت صرخاتهم.. وخطفوا الجثة من أمام سيارة الإسعاف. وأدخلوها موقف السيارات «عبود». وشاركهم العشرات من السائقين زملاء الضحية منع الشرطة من انتزاع الجثة.

استعان أفراد الشرطة بسيارات الأمن المركزى التى حاصرت الموقف وحطم الأهالى والسائقون بعض الكتل الخرسانية وقذفوا رجال الأمن المركزى بالحجارة، مما اضطرهم إلى مطاردة الأهالى بالعصىّ. وتسببت تلك الأحداث فى إصابة 4 من أفراد الشرطة و7 من الأهالى بجروح بسيطة وتم نقل بعضهم إلى المستشفى. وبعد ساعة تمكن رجال الأمن بعد وساطة من أعضاء مجلس الشعب والمحلى من نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى. وأصر الأهالى على نقلها بأنفسهم، وهو ما وافق عليه قيادات الأمن واقتادوا الأهالى بالجثة إلى المشرحة.

أحداث الشغب منعت الآلاف من الركاب من السفر إلى قراهم ومحافظاتهم.

انتقلت قيادات الأمن بالقاهرة والقليبويبة إلى المكان، وتحدثوا مع السائقين وأسرة الضحية. ووعدوهم بمحاسبة المقصرين، وطالبوهم بانتظار تحقيقات النيابة. تسلمت الأسرة الجثة أمس من مشرحة زينهم وأثناء مرورهم أمام قسم الساحل رشقوه بالحجارة، واضطر الأمن إلى تفريقهم بالعصى.
الفجر الساطع