المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاكمة القرن ...... حوار خلف القضبان



lionking
13-11-2010, 07:58 PM
http://www.vb.6ocity.net/imgcache/8822.imgcache.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?pid=4288151&id=156816408646)


حوار خلف القضبان... محاكمة القرن

قصة قصيرة من تأليفى .... تأليف شادى ابوالدهب


(!وايه فايدة الكلام ...انا اندبحت هتقدر تجيبلى حقى ؟؟)

كانت هذه هى الجملة التى وجهها شريف لصديق عمره - سيف - حينما حاول ان يتحدث معه ويخرجه من ازمته النفسية بعد قصة حب طويلة لم يكتب لها النجاح .... رجع سيف الى منزله وجلس فى غرفة مكتبه المظلمة واضعا يده على جبهته ربما متأثرا بحالة صديق العمر وربما يتذكر ما مر به هو شخصيا من الم ومعاناه لا لشىء الا لأنه أحب واخلص وامن واقتنع بأنه لا اسمى فى الوجود من الحب ... !! وفجأة تحرك صوب مكتبه وبدأ يسجل خواطره كما اعتاد دائما على صفحته الخاصة فى - الفيس بوك - كاتبا وثائرا ومتسائلا انه وما دمنا نحاكم من يقتل ويزهق روح انسان افلا نحاكم من يقتل املا .. من يغتال حبا ... من يغتصب سعادة وبراءة ؟؟! افلا نحاكم من يخفى القمر بكفيه ؟ افلا نحاكم من يجرد ضمائرنا من لونها الاخضر الحى ليزرع بداخلنا يأسا وألما وسوادا ينهى اى وجود لأى خضرة ؟؟ افلا نحاكم ذلك التنظيم الذى اشاع فى البلاد وبين العباد رحيل الفجر وموت الحب وتآمر الشمس ؟؟ افلا ندين ونحاكم من احرقوا كتب العشق وابيات الشعر والقوا بها نهارا جهارا فى نهر الجنون ؟؟ واستمر فى طرح ثورته الوجدانية مختتما تلك الخاطرة بقوله - لا بد من محاكمة الجانى ..!! - وأغلق جهازه واخلد الى النوم بعد يوم طويل ملىء بالشجون وذهب فى اليوم التالى الى مكتب المحاماه الخاص به ومارس طقوس العمل اليومية ما بين مقابلة اصحاب القضايا وما بين ردهات المحاكم ومرت الايام لا تحمل جديدا الى ان دخل ليلا الى صفحته الخاصة على الفيس بوك كما اعتاد فاذا بمفاجأة ضخمة لم يكن ابدا ليتصورها ... لم يكن ليتصور ان تلك الكلمات التى قد كتبها فى ليلة يائسة حزينة انتشرت كالنار فى الهشيم لم يكن يتصور كل هذه التعليقات -وقد تجاوزت الالاف - وكلها تحمل قصصا انسانية رقيقة ... تحمل كلماتها عذابات جيل شعر بأنه قد عاش خديعة كبرى ...!! واتفقت كل التعليقات على جملة - لابد من محاكمة الجانى - على انه لم تكن كمية التعليقات هى المفاجأة فلقد لا حظ سيف ان كل التعليقات من الشباب ولم يكن هناك اى تعليق من حواء ..!! لقد كان يتصور ان مشكلته وصديقه هى بأى حال من الاحوال حالة فردية لا اكثر ولا اقل فاذا به يجد نفسه امام ظاهرة ..!! تختلف الاسماء والتفاصيل لكن النتيجة واحدة والمعاناه واحدة ..!! هنا وفى هذه اللحظة وجد انه امام مسؤولية وامام نداء من ضمير لم ينم يوما ولم يبيع ...!! ادرك انه صار ملاذا لغرقى فى بحر الظلمات فكتب بلا تردد على صفحته - احتاج منكم توكيلات لمحاكمة الجانى ....!!- وبالفعل توافد المئات على مكتبه حاملين له التوكيلات اللازمة لرفع اغرب قضية ... قضية من قتل الحب !! وكانت هذه المساجلات والتعليقات على النت مسار اهتمام الكثيرين لتتحول فى ايام معدودات الى قضية رأى عام وتهكم الكثير فى وسائل الاعلام وفى الفضائيات على هذا المحامى الشاب الذى يبحث عن هؤلاء الجناة الذين قتلوا الحب وعما اذا كانوا قد تركوا بصماتهم ام لا ...!! وهكذا كان التهكم ضاريا واخرين اتهموا المحامى الشاب بأنه مريض بداء الشهرة وانه انسان مفلس بلا قضية ..!! وفى نفس التوقيت كان المئات يوميا يتوافدون ويسلمون المحامى الشاب توكيلاتهم حتى وصلت عدد التوكيلات الى نصف مليون توكيل !! نصف مليون قصة .. نصف مليون ضحية ونصف مليون جانى ...!! كان ما يقال سرا وهمسا اصبح يتردد علنا وبقوة .... اصابع الاتهام تشير ناحية حواء ... حواء الان متهمة وهناك نصف مليون ضحية ... نصف مليون حلم تبدد على يديها ...!! وتوجه -سيف - ذلك المحامى الشاب الى مكتب النائب العام وبين يديه اكثر من نصف مليون طلب لمحاكمة الجانى وادانته .. وهنا تغيرت نبرة الاعلام وادركت ان الامر لم يكن كما توقعوه وان الامور تسير بشكل متصاعد وامام هذا العدد الضخم - نصف مليون توكيل - قد يوافق النائب العام على اجراء المحاكمة ...!! وبدأت المنظمات النسائية وحقوق المرأة شن حرب بلا هواده على سيف متهمة اياه بالعنصرية وباثارة الفتن ثم اتهمته اخيرا بالجنون ..!! وحاولت هذه المنظمات التأثير على قرار النائب العام المتوقع واغلاق هذه القضية ومورست ضغوط على اعلى المستويات ولكن لا يعرف احدا ماذا سيكون قرار النائب العام ممثل العدالة على ارض الوطن ... وسرت التكهنات وسرت الشائعات ليصدر النائب العام قراره بقبول اوراق هذه القضية والبدء فى محاكمة عادلة عاجلة لمحاكمة الجانى .....!! وتحدد يوم الرابع من يناير عام 2010 موعدا للمحاكمة وستمثل حواء خلف القضبان لمعرفة من الجانى ... ومن قتل الحب فينا .....!



( البرسا)