المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تابع قصة قصيرة



أشرف صالح
19-03-2009, 06:45 PM
قال العم سيد : منذ أن أبتلى ولدى بشلل أرقده سريره بالطابق العلوى لمنزلنا منذ عشر سنوات وهو لايعرف شىء عن العالم من خارجه فقط أنامل يده هى التى تتحرك عشر سنوات مضت وابنى يرقد ولولا أن الله من عليا بثلاثة أبناء أخرين ما كنت أقدر على خدمته فهم الذين يقومون بتنظيفه ومساعدته على قضاء حاجته أعزكم الله وهو فى فراشه
أصبح عمر ابنى ( هيثم ) الأن ستة وعشرون عاما الشباب يتمتعون بما خلق الله لهم من نعم أدامها الله عليهم وابنى أستغفر الله العظيم ومنذ أيام قال لى هيثم ( الكلام لعم سيد) : بابا
عم سيد: نعم ياحبيب قلبى
هيثم : انت تعبت معايا كتير انت وماما واخواتى
عم سيد : انت ليه بتقول كده ياحبيبى ! أوعى اسمعك بتقول كده تانى
هيثم : بابا هى ماما بقالها خمسة أيام لم أراها فى حاجه ؟
عم سيد : أبدا أبدا ( ووقفت من مكانى وناديت يا أم هيثم يا أهثم تعالى ياوليه كلمى أبنك بيسأل عليكى )
دخلت أم هيثم غرفة ولدها التى لم تراه منذ خمسة أيام و ابتسامة جميله ليس لها معنى الا انها تدل على الأمل ترتسم وجهها وهى على الرغم من أنها تكبدت عناء صعود الطابق العلوى للمنزل
الأم : اامر ياحبيب قلبى
هيثم : ايه يا أمى بيكى أيه ! ؟
الأم : مفيش يابن قلبى
عم سيد _ قد ترقرقت عيناه بالدموع
هيثم : أنا حاسس ان انت بدارى حاجه عليا !
الأم : مفيش يابنى هأولك أيه أصلى بصراحه مكسوفه منك أوى
هيثم ضاحكا : يشير الى أمه أن تمسك يده فتمسكه ويمسكها وتغيب الضحكة عن وجهه وهو يقول فى حزن شديد
وحنان دافىء ماللك ياست الكل
الأم : والدموع قد سالت على خديها وقبل أن تتكلم
هيثم : ماما مالك فى أيه
أنا تعبانه أوى يابنى من المجهود اللى بعمله وشغل البيت واخواتك والطلبات ومكسوفه منك أأولك أيه وأنت يعنى
وسكتت الأم وسكت الجميع ثم عادت الأم فى لهفة شديدة تقول وقد انغمر وجهها بالدموع ربنا يشفيك يابنى وعافيك ياحبيب قلبى وترتمى بجسدها الضئيل فوق جسد ولدها وانهالت تقبل جسده الراقد فوق الفراش
يقول العم سيد : فضلت أمه تبوس فيه وهى بتقوله سامحنى يابنى
نظرت حولى وكنت أحسبنى الوحيد الذى بكت عيناه فرأيت الجميع يبكى
فما كان منى الا أنى غادرت المكان فى هدوء ولم يلتفت أحد حتى اليا
شفى الله كل مريض وعافاكم ومتع الله كل ام بالصحة والعافية
وهدانى واياكم الى مافيه الخير

إبراهيم البشبيشي
15-05-2010, 04:28 PM
فتح الله عليك يا أخي