المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورأته من بعيد ...!! - منقول - http://www.vb.6ocity.net



RSS
24-10-2010, 02:54 PM
.....................................
..............................
.......................
................
............
........
.....
...
..
.
.
.
.







(( ورأته من بعيد ... ))




كانت ترقص كل ليلة على مسارح الليل ...
وكان جسدها النحيل , يتلوى كالمحموم بحركات مكررة ..
وكانت روحها نافرة من صراخ وتهليل المخمورين , ومن تطلعات عيونهم الجاحظه المتعلقة بجسدها الشبه عاري , والذي لم يبقى ما ظهر منه على طبيعته , فقد غطته المساحيق والالوان التي تسرق العيون ببريقها من دون أي دفء أو أحساس أدمي ...
لقد تعبت من الظهور كل ليلة بهذه الصورة المزرية , وقرفت من النظرات النهمة الشرهة لجسدها الخاوي . وشعرت أنها منقبضة الصدر ...
فقررت أن ترتاح من عناء السهر في كل ليلة , بأن تخرج من مواخير الليل الى فضاءات النهار وأن تتنسم هواء نقي نضيف . خالي من سموم دخان السيجار , وعبق المسكرات النتن ..

وخرجت الى الفضاء الرحب ...
وتسربلت بملابس بسيطة كباقي النساء . وتوجهت الى مكانها الأثير عند ساحل البحر ...
وأستوت جالسة في مكان قصي هاديء . مستمتعة بهدوء الطبيعة وهوائها العليل وهي تتابع موجات البحر المترنحة بدلال وغنج ...
ساعتها ..
أدركت كم هي الحياة جميلة , وكم هي الطبيعة رائعة بكرم عطاياها ...
وسرحت بهذا الملكوت الأخاذ ....

ورأته من بعيد .... ؟!

طفل صغير مكتنز , يرتدي بنطال جينز أزرق اللون قصير لمستوى ركبته , وقد غطى صدره الممتليء ( تي شيرت ) أصفر اللون ذو رقبة واسعة تكشف عن مجمل أعلى صدره الشمعي السمين , وكان ذلك ال ( تي شيرت ) قصير بحيث يكشف عن جزء كبير من بطنه البطينة ..
وكان الطفل يتدحرج في سيره خلف أمه التي تسحبه وهي ممسكة بأحدى يديه وتاركة يده الأخرى طليقة . يلطم بها كل ما جاء في طريقه وهو يتضاحك بفرح وسرور ..
حتى وصل عندها ....
عند .. السارحة بهذا الملكوت ..
ولطم رأسها بيده الصغيرة متضاحكاً وهو يتعثر بخطواته المترنحة خلف أمه التي تسحبه ..
فما كان منها ألا أن .. أنفجرت بضحكة مدوية من كل قلبها وبصوة عال . مما نبه الأم لفعلة وليدها ..! .
فسارعت الأم بتأنيبه وأجباره على الأعتذار ...

فأقترب الطفل منها بخطواته الصغيرة البطيئة .. وأحتضن رأسها بكلتى ذراعيه الصغيرتين , وقبل رأسها بشفتيه المبتلتين بلعابه الندي ..
ساعتها شعرت أن الدنيا بأكملها تنحني أليها بخشوع ..!!
وهمت أن تمسكه وتقبله بنهم ...
ولكن ..؟
سرعان ما سحبته أمه منها .. وسارت مبتعدة به ..
في تلك اللحظة ..
أحست بذلك الأحساس الجميل ..أحساس جمال الحياة وروعتها لو أكتملت كل جوانبها ..
فهبت من ساعتها عائده الى حجرتها , بعد أن أنقبض صدرها من شعور الضياع والحرمان الذي أصبح يلف حياتها ..

وفي حجرتها ..
تسجت في فراشها . والذي تحتفظ بجانبه وعلى المنضدة المحاذية لسريرها . بزجاجة مليئة بالحبوب المهدئة لزوم الاسترخاء بعد عناء سهر الليالي . وكأس ماء ممتليء حتى النهاية ..
وبعد أن رمت بجسدها المتعب فوق السرير . وأخذت تسترجع صورة ذلك الطفل الجميل ..
بدت لها الحقيقة ..
نعم ..
أدركت الأن ..
والأن فقط .. حيث جعلها ذلك الطفل تدرك حقيقة جرمها الكبير . عندما قررت أن تجهض جنينها في تلك السنين البعيدة , بعد أن أكتشفت خيانة زوجها الحبيب مع أخرى ... وأصراره على الزواج من تلك الأخرى . وهما في طور تأسيس أسرتهم الصغيرة ..!
فلم يكن منها ألا أن أجهضت الجنين الذي كان يربطها بتلك الأسرة الصغيرة . وأطاحت بتلك الأسرة نهائياً بعد أن طلبت الأنفصال ... كرداً لأعتبارها ..!
وأفترقى ...
وهامت هي على وجهها في هذه الدنيا وهي تحمل معها وصمتها ( مطلقة ) .
وتلاقفتها الأيادي القذرة الموشحة بقفازات الرذيلة ..
حتى رسى بها الحال أخيراً .
واحدة من بنات الليل , راقصة تعرض جسدها كل ليلة وبثمن بخس , وهي تستجدي النسيان الذي لن تدركه..
بكت ..
وتألمت ..
وتعبت من وخزات وتأنيب الضمير , وأسلمت أخيراً . أنها لم تستطيع الأستمرار بما هي عليه . وأدركت أنها لم تخلق لذلك ..!

وأخيراً...
أتخذت قرارها المحتوم ..؟!
وسحبت الغطاء على وجهها و .......................................... نامت .

وكانت زجاجة الحبوب المهدئة بجانبها .... فارغة تماماً
وكأس الماء كانت نصفها ....................... فارغة






.......................... تمت...........................





.................................................. .......... شكرا