المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرقابة والداخلية والـ"تيييييييييت"!



محمود التهامي
21-12-2008, 04:28 AM
الرقابة والداخلية والـ"تيييييييييت"!

http://www.boswtol.com/5gadd/images/227/sahsah_47.jpg

فاكر فيلم (صغيرة على الحب)؟ طب فاكر أغنية التتر كانت بتقول إيه؟ وقتها كان التليفزيون المصري في بدايته وكان يقدم أعمالا متميزة وفيه انفرادات حقيقية لذا كانت كلمات الأغنية تفخر بهذا: "كله ثقافة وعلوم وفنون.. بيسلي تمام زي السيما.. التليفزيون.. التليفزيون".
ده كان في الستينيات لكن الحال تغيرت تماما وصار التليفزيون المصري أشبه بالرئيس الأمريكي اليوم "بطة عرجاء" أي أنه "لا بيهش ولا بينش" أمام كل هذا الكم من الفضائيات والتي تقدم انفرادات حقيقية وتنقل تغطيات لحظة بلحظة بل إنه حتى في الدراما التي كانت نقطة تفوق التليفزيون المصري ظل يتراجع ويتراجع في الوقت الذي كانت فيه الفضائيات الأخرى تتقدم وتتقدم.
بل إن الانفراد اليتيم الذي قام به التليفزيون في الفترة الأخيرة جاء بالصدفة عندما كانت قناة النيل للرياضة تقوم بتغطية بطولة شرم الشيخ الدولية للبولينج يوم 23 يوليو عام 2005 وفجأة حدثت تفجيرات شرم الشيخ فبدأ المعلق الكروي "خالد لطيف" يعمل كمراسل من قلب الحدث بعد ساعة واحدة من بدء التفجيرات واستمر النقل لمدة 9 ساعات لغاية لما وصلت كاميرات قناة النيل للأخبار.
الغريب أن قيادات التليفزيون فرحت كثيرا بهذا الانفراد وقتها رغم كونه جاء عن طريق الصدفة، فخرج "حسن أبو العلا" معاون وزير الإعلام المصري في ذلك الوقت قائلا إنه شعر بالفخر الشديد لأول مرة عندما رأى قنوات مثل فوكس وسي إن إن والجزيرة والعربية تنقل عن التليفزيون المصري.. لكن هل تكرر الانفراد؟ وهل أصبحت الصدفة عمدا؟ بالطبع لا..
ورغم هذا فغياب الانفرادات لم يكن وحده هو الشيء السلبي، وإنما فتش عن الرقابة! فالرقابة في التليفزيون صارت تتفنن وتبدع في كيفية "تطفيش" المشاهدين. في البداية بدأت بالمشاهد الخارجة في الأفلام والتي أصبحت من وجهة نظر الرقابة لا تقتصر على المشاهد الجنسية فحسب وإنما لأن هناك تطورا طبيعيا لكل الأشياء حتى الحاجة الساقعة فلابد لأداء الرقابة من أن يتطور هو الآخر.. وهكذا تعدى الأمر المشاهد الجنسية وأصبح يشمل المشاهد السياسية ففي برنامج ما قد تجد ضيفا ينتقد أداء الحكومة أو أحد المسئولين وفي أثناء مشاهدتك واندماجك مع كلام الضيف تجد الصوت فجأة تحول إلى "تييييييييييت"!
وهكذا أصبح المشاهد المصري يعلم أنه كلما سمع صوت "تييييييييييت" فإن الكلام الأصلي إما شتيمة أو معارضة للحكومة لكن الأمر لم يقف عند هذا..
مؤخرا نزل فيلم "محمد هنيدي" الجديد (رمضان مبروك أبو العلمين حمودة) إلى دور العرض، وكان طبيعيا أن تقوم الفضائيات بعرض إعلان الفيلم الذي يتضمن أحد المَشاهد كالتالي:
"محمد هنيدي" مدرس لغة عربية قادم من الأرياف إلى مدرسة خاصة يقف في الفصل أمام أحد الطلاب فيقف الطالب ليجده "هنيدي" ضخم الجثة عريض المنكبين -مثل "أدهم صبري"- فيسأله: "اسمك إيه يا فِرع؟".. يرد الطالب: "شهاب عبد الحميد النجار".. فيسأله "هنيدي": "اوعى يا واد يكون اللي في بالي" فيرد الطالب بتحدٍّ: "هو.. وزير الداخلية".
المشهد في إطار فيلم كوميدي، ويقف عند هذا الحد بل إن الفيلم أظهر الوزراء كلهم وبما فيهم وزير الداخلية ووزير التربية والتعليم حريصين على مصلحة البلد وعلى مستقبل التعليم وعلى أولادهم وهو ما يجعلهم يلجأون للأستاذ "رمضان" طالبين منه أن يؤدب أولادهم ويصلحهم!
لكن الرقابة في التليفزيون المصري لم يعجبها هذا المشهد لذا جاءت آخر جملة في نفس المشهد من الإعلان كالتالي: "اوعى يا واد يكون اللي في بالي"، فيرد الطالب بتحدٍّ: "تييييييييييت"!.. وعليك أن تستنتج أنت معنى الـ"تييييييييييت".
الغريب في الأمر أن المشهد لا يوجد به أي "أباحة" أو معارضة للحكومة أو حتى شتيمة، لكن الرقابة ارتأت أن كلمة "وزير الداخلية" كلمة خارجة ولا تصلح للعرض على شاشة التليفزيون المصري! وهكذا صارت هناك نسختان من الإعلان واحدة على الفضائيات وواحدة خاصة بالـ"تييييييييييت"، وعليك أن تختار وعلى الرقابة أن تتحمل مسئولية ما سيضعه خيال المشاهدين مكان الـ"تييييييييييت".. أنت وخيالك بقى!




المصدر/ نانسي حبيب , بص وطل

محمود التهامي
24-12-2008, 09:52 AM
تيييييييييييييييييييييييييييييييييييييت
قصدي خايفين تردو وللا الموضوع مش عاجبكو

ههههههههههههههههههههههههههههههه

http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/23/06/9gdpkri2w.gif/gif

خلود
25-12-2008, 03:25 PM
على فكره موضوعك جميل جدا وفعلا هما زرعوا الخوف فى قلوب الناس وبقى ده حال الناس عايزه تربى ولادها وخلاص

حاجه تحزن والله

محمود التهامي
25-12-2008, 04:34 PM
شكرا مرورك خلود

المشكلة دلوقتي مبقتش فينا

المشكلة في الجيل المقهور اللي جاي بعدنا

المشكلة في أولادنا وأحفادنا

دا للي هيتجوز او حد عرف يتجوز في الظروف دي

دا اللي متجوزين دلوقتي بيقتلو مراتاتهم وعيالهم

رجعنا تاني لأيام أبو لهب

بس أيامها كانو بيقتلو البنات بس

دلوقتي كله بيتقتل

ماهو ولا البنات هتتجوز ولا الولاد هيشتغلو