المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نبدأ مسيرتنا للخروج من محنتنا



lionking
15-09-2012, 12:16 PM
د. أيمن محمد: كيف نبدأ مسيرتنا للخروج من محنتنا؟






الجمعة 14 September 2012 - 12:48 م


كتب:
د. أيمن محمد (http://elbadil.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AF-%D8%A3%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF)


إذا أردنا أن نرسم لأنفسنا معالم الطريق الصحيح الذي ينتهي بنا إلى الغاية المنشودة، وهى الكمال الحقيقي والسعادة الأبدية، فعلينا أن نتلمس بدقة بداية الطريق، التي تمثّل لنا المنطلق الصحيح لمسيرتنا الجهادية الطويلة في الحياة، من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى الذي ينشده كل إنسان عاقل.
ولاشك أن تعيين الهدف بنحو واضح ودقيق يسهم بشكل كبير في رسم الطريق وتعيين المسار، حيث إن الهدف هو الذي تتعلق به إرادة الإنسان الدافعة إلى العمل من أجل تحقيقه.
فالإنسان الذي يريد ـ مثلا ـ أن يسافر إلى القاهرة جنوباً، يسلك طريقاً مختلفاً عمن يريد أن يسافر إلى الإسكندرية شمالاً.
والإنسان إنما يعين هدفه وغايته في هذه الحياة بناء على ما يراه مناسبا لذاته، وبما يحقق له السعادة والنجاح، وهذه الرؤية تتوقف بطبيعة الحال على كيفية النظر إلى أنفسنا.
فمن ينظر إلى نفسه نظرة حسية سطحية أو غرائزية مادية ـ كما هو عليه أكثر الناس ـ فإنه سيضع هدفه في الحياة هو إشباع هذه الغرائز والرغبات المادية من الطعام والشراب والجنس والمال والجاه والشهرة، وسيرسم طريقه في الحياة بنحو يؤمن له هذه الغاية.
وبالعكس من ذلك لو أنه نظر إلى نفسه نظرة عقلية عميقة ومتزنة، فإنه سيضع لنفسه هدفا أسمى من ذلك، ويخط لنفسه طريقاً يحقق له الشرف والعزة والكرامة الإنسانية.
ومن هنا نفهم أن على الإنسان قبل كل شيء أن يدقق النظر، ويرجع إلى ذاته ليكتشفها ويتعرف عليها أوّلاً؛ لكي يحدد هدفه وغايته المناسبة لذاته ثانياً، ثم ليرسم معالم الطريق الذي يريد أن يسلكه من أجل الوصول للهدف المطلوب ثالثاً.
هذا هو سبيل الراشدين والعقلاء وطريق المصلحين والأحرار والشرفاء، الباحثين عن السعادة الحقيقية، والمعرضين عن الظنون والأوهام التقليدية، والرافضين للاستسلام والانسياق وراء العقل الجمعي والتبعية العمياء.
أما سبيل غيرهم من عامة الناس الضائعين والحائرين والمتبعين لأهوائهم، فهم ينطلقون من أحاسيسهم وعواطفهم، أو مما نشأوا وترعرعوا عليه في مجتمعاتهم البشرية، وبحسب ما تأثروا به من الظروف البيئية، من معارف وقيم متعددة دينية كانت أو مادية. وسواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، يمينية كانت أو يسارية، فهم كالريشة في مهب الريح تحملهم العواصف تارة إلى الشرق وأخرى إلى الغرب، فليس لهم على الحق دليل، ولا يهتدون إليه سبيلاً.
ومن هنا تبدأ الصراعات الفكرية والمذهبية والسياسية، بين الإسلامي وغير الإسلامي، وبين المتدين والعلماني، واليميني واليساري، في صراع لا أمد له ولا منتهى، صراع يهدر الطاقات ويدمر الإمكانات المادية والبشرية.
إذن ينبغي علينا أن نعود أولاً إلى ذواتنا، ونبحث عن الوسيلة الصحيحة والأمينة التي يمكن أن نعتمد عليها؛ لنتعرف من خلالها على أنفسنا وحاجاتها أولاً، ثم على العالم من حولنا ثانياً؛ لكي نبني رؤيتنا الكونية الصحيحة حول حقيقة الإنسان، ومبدأه ومنتهاه، والهدف الذي من أجله يحيا ويعيش في هذا العالم، وما هو طريق السعادة والحياة الكريمة.
ولا ينبغي أن يتوهم أحد أن هذا نوع من التفلسف الرومانسي أو المثالية الخيالية التي لا علاقة لها بالواقع أو الحياة؛ لأن هذا التوهم هو الذي يقود أكثر الناس إلى التعامل السطحي والساذج مع مثل هذه القضايا المصيرية التي تُعيّن مصير الإنسان في هذه الحياة ومابعدها، وتجعلهم بعد ذلك ألعوبة في أيدي الأشرار والمحتالين، وضحايا لأصحاب الأفكار المنحرفة والأحزاب السياسية الانتهازية، والتي لا تبحث إلا عن مصالحها الشخصية أو الفئوية.
بل الذي قلناه هو عين الواقع الموضوعي غير المنحاز إلى أي أفكار قبلية أو عقائد مسبقة مفروضة علينا، بل نسعى أن ننطلق من نقطة الصفر لنتلمس بداية الطريق الصحيح بعيدا عن الميول النفسية أو الضغوط الاجتماعية أو القوالب الفكرية النمطية الخارجية.
فعلى الثلة العاقلة والحرة التي تبغي معرفة الواقع بنحو مستقل وموضوعي، وتسعى لإصلاح نفسها ومجتمعها البشري، وتريد أن تقود مسيرة النهضة والرفعة لأمتها، وتضع أسساً جديدة وأصيلة للحضارة الإنسانية، أن تسلك هذا السبيل، لتخرج نفسها وأمتها من حضيض الاستبداد والتخلف والعبودية إلى أوج الكرامة والعزة والحرية...

حاتم جلال
15-09-2012, 01:09 PM
طيب وربنا كلام ميه ميه

اهم حاجه تحدد هدفك وتعرف انت عايز ايه

وتعمل بقى اللى عليك علشان توصل لهدفك ده

تسلمى ياليون