المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عام الرمادة، ومواقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه والعظات والعبر المستفادة ...



RSS
20-01-2012, 06:20 AM
عام الرمادة، ومواقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه


والعظات والعبر المستفادة







لقد ابتلي عمر رضي الله عنه ببلاءات كثيرة، وامتحن بامتحانات عسيرة، نجح فيها كلها، توجت باستشهاده رضي الله عنه، تصديقاً لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، ويُبتلى الرجل على قدر دينه".




ولقوله صلى الله عليه وسلم كذلك: "إن الله إذا حب عبداً ابتلاه".


أكبر تلك الابتلاءات التي حدثت في عهده


1. طاعون عمواس عام 18هـ، الذي فني فيه عدد كبير، ولولا أن الله ألهم عمر أن لا يدخل بمن معه من المسلمين فيه لكانت الخسائر أفدح بكثير.


2. وعام الرمادة، في آخر سنة 17هـ، إلى أول سنة 18هـ.


فما هو عام الرمادة؟ ولم سُمي بهذا الاسم؟ ومتى كان ذلك؟ وما هي المواقف والتدابير التي اتخذها عمر إلى أن انجلت تلك الغمة؟ وما هي الدروس والعبر التي يمكن أن تستفاد من تلك المواقف؟






للإجابة على تلك الأسئلة نقول وبالله التوفيق1:




عام الرمادة




وما أدراك ما عام الرمادة؟ إنه عام جدب وقحط، نتجت منه مجاعة ضربت أرض الحجاز.






متى كان هذا العام؟ وكم استمر؟





بدأت هذه المجاعة من أواخر عام 17هـ إلى أول سنة 18هـ، واستمرت لمدة تسعة أشهر.






لِمَ سُمِّيت بهذا الاسم؟



رد الحافظ ابن كثير وغيره تلك التسمية لأسباب:


1. اسوداد الأرض من قلة المطر حتى عاد لونها شبيهاً بالرماد.


2. أوكانت الريح تسفي تراباً كالرماد.


3. أولأن ألوان الناس أضحت مثل الرماد.


وقد يكون العام سُمِّي بهذا الاسم لتلك الأسباب مجتمعة.




الأدلة على شدة تلك المجاعة وقسوتها



منها ما يأتي:



1. ما أخرجه الطبري من خبر عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: "كانت الرمادة جوعاً شديداً أصاب الناس بالمدينة وما حولها، حتى جعلت الوحوش تأوي إلى الإنس، وحتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها، وإنه لمقفر".2


2. وقال الحافظ ابن كثير: "وقد روينا أن عمر عسَّ المدينة ذات ليلة عام الرمادة، فلم يجد أحداً يضحك، ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة، ولم ير سائلاً يسأل، فسأل عن سبب ذلك، فقيل له: يا أمير المؤمنين، إن السؤَّال سألوا فلم يعطوا، فقطعوا السؤال، والناس في هم وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون".


3. قال نافع مولى الزبير: سمعتُ أبا هريرة يقول: "يرحم الله ابن حنتمة3، لقد رأيته عام الرمادة، وإنه ليحمل على ظهره جرابين، وعكة زيت في يده، وإنه ليعتقب هو وأسلم4، فلما رآني قال: من أين يا أبا هريرة؟ قلت: قريباً؛ قال: فأخذت أعقبه، فحملناه حتى انتهينا إلى صرار، فإذا صرم نحو من عشرين بيتاً من محارب، فقال عمر: ما أقدمكم؟ قالوا: الجهد، قال: فأخرجوا لنا جلد الميتة مشوياً كانوا يأكلونه، ورمة العظام مسحوقة كانوا يسقونها، فرأيت عمر طرح رداءه، ثم ائتزر فما زال يطبخ لهم حتى شبعوا، وأرسل أسلم إلى المدينة فجاء بأبعرة فحملهم عليها، حتى أنزلهم الجبانة، ثم كساهم، وكان يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك".5


4. تجمع بالمدينة من غير أهلها حوالي ستين ألفاً من العرب، وبقوا عدة أشهر ليس لهم طعام إلا ما يقدم لهم من بيت مال المسلمين، ومن أهل المدينة.






منقول