المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لنجاح اسرار ومهارات



rose
10-05-2010, 02:21 AM
هناكقصة شهيرة عن معلم فى فنون الدفاع عن النفس، وهى فنون — كما هو معروف — تعتمد بشكل عام على التدريب على السيطرة على قوة الفكر لتركيز الطاقةبصورة معينة فى أعضاء الجسم، وتوجيهها نحو هدف ما. بالتمكن من تلك الفنونيستطيع الممارس لها رد الأذى بقوة فائقة، وبتحكم كامل فى النفس حتى لايُسىء استعمال قوته. ومن هنا فهى أيضا يصاحبها تدريب روحى وأخلاقى عال. وطبعا صارت هذه الفنون تمارس كنوع من الرياضة مثل التايكوندو والكاراتيهوالكونج فو وغيرها، وهى تعتمد على التناغم بين العقل والنفس والجسد.
فىقصتنا اليوم جاء شاب إلى هذا المعلم وسأله: إننى أرغب بقوة فى تعلم فنونالدفاع عن النفس، فكم من الوقت سأحتاج لأكون متمكنا منها تماما؟ رد المعلمقائلا: «عشر سنوات». فتساءل الشاب فى لهفة واضحة وقد بدا عليه أنه استكثرالمدة: «لكننى أريد أن أتعلم فى وقت أقل من هذا بكثير، سأبذل جهدا أكبر،وسأتدرب بانتظام وبصدق. فكم من الوقت سأستغرق فى هذه الحالة؟». فكر المعلملبرهة وقال له:«عشرين عاما».
نظر الشاب إلى المعلم فى دهشة وصدمةمتسائلا: كيف يكون ذلك؟ أبذل جهدا إضافيا فى التدريب وأستغرق ضعف الوقتلأصل إلى التمكن من ممارسة هذا الفن؟ أرجوك أن تشرح لى ماذا تعنى؟ قال لهالمعلم: إن التمكن من هذا الفن يعتبر بمثابة طريق ما يؤدى السير فيه إلى «محطة وصول». إذا سرت فى هذا الطريق وقد انشغلت عين من عينيك بترقب «محطةالوصول»، ستتبقى لك عين واحدة تسترشد بها فى رؤية الطريق. تحير الشاب منجديد وسأل المعلم وهو متردد: «هل يعنى هذا أن أسير فى الطريق، وأنا لاأعرف الموضع الذى سأصل إليه؟». قال المعلم:«لا يا ولدى إن تحديد الهدف،ووضع خطة الوصول إليه إنما هى خطوة أولية وأساسية، بها تتفجر كل قواكالداخلية وقدراتك ومواهبك لتبدأ الرحلة. وحين تقابلك العقبات التى تعرضكلليأس من الوصول، فتذكر الهدف ينعش فيك الطاقة على المواصلة من جديد،ويساعدك على تحويل هذه العقبات إلى خبرة، وفرصة للتعلم. أما أثناء المسيرفى الطريق، فيجب أن تركز كل جهودك فى إتقان ما تفعل، ويكون ذلك هو كل همك،فهذا هو الذى سيوصلك لهدفك فى وقت أقل».
تحديد الهدف.. أولا
سأوضحأولا الفرق بين عبارة «تحديد الهدف»، وبين «عملية التمنى» التى تراود أيامنا بشكل عفوى متكرر، والتى تصل فى بعض الأحيان إلى ما يسمى «أحلاماليقظة». فالطفل الصغير يقول مثلا: «أريد أن أكون طبيبا.. ضابطا» والطفلةتقول: «أريد أن أكون مدرسة.. أو مذيعة». هذه بذرة صغيرة جدا ربما تعبر عناستعدادات هذا الطفل وهذه الطفلة، وربما تكون مجرد التأثر بحبه أو حبهالشخصية جذبتها. أما حين يكبر الأطفال، وتظل عبارة «أريد أن أكون كذا» مجردتكرار ذهنى، ورغبة عشوائية، فهى لا تسمى «تحديد الهدف». بهذا التعريفاكتشفت أن الكثيرين منا، ينطبق عليهم معنى «التمنى»، وقليلون هم من «يحددون أهدافهم». فمعظمنا يسيرون فى الحياة وكأنها مجرد خطوات نمطيةميكانيكية. الطفل يدخل من مرحلة لمرحلة دراسية، وتكون الأولوية لإحرازالدرجات التى تجعله يدخل الجامعة، ويتخرج، ويبحث عن وظيفة تدر عليه أكبردخل ممكن.. وهكذا تسير الحياة فى خريطة «شكلية»، وهو لا يعرف ماذا يريدمنها حقا. ووسط هذا الخضم تراوده من حين لآخر فكرة:«كنت أتمنى أن أكونكذا»، وهو لا يجد أى علاقة بين ما يفعله وما يتمناه. ومن هنا يعانىالانقسام ويفتقر للشعور بالسعادة والتحقق. «تحديد الهدف» كما وضحه المعلمعملية واعية وأساسية، تتواصل فيها مع نفسك تسألها عما تريد من الحياة،وربما عما تريد تحقيقه فى مرحلة ما من العمر، أو فترة زمنية معينة. من هنافقول المعلم أن تحديد الهدف يؤدى إلى «تفجر كل قواك الداخلية وقدراتكومواهبك لتبدأ الرحلة» تعبير دقيق، مفاده أن «تحديد الهدف» يبدأ أولا منقدرتك للاستماع إلى داخلك وليس من منطلق «صورة خارجية نمطية» يصنعها أىإنسان آخر. معنى هذا أنه حتى تكون سعيدا ومتحققا يجب أن تبذل جهدا فىاكتشاف نفسك وتلاحظ مواطن قوتك أيا كانت: ذهنية، فنية، رياضية، وهذه ليستمجرد عملية ذهنية بحتة، ولكن هى أيضا حالة وجدانية، تجعلك مؤمنا بقدراتك،وبالهدف الذى حددته، وتبث فيك السعادة الكاملة وأنت تقول إن تحقيق هذاالهدف سيكون عملك الأساسى فى الحياة عموما، أو فى فترة ما. حين ينسجمالمستويان داخلك: التعرف على مواطن قوتك، مع حب قوى داخلى للتعبير عنها فىعمل تحب أن تقوم به، تكون قد «حددت هدفك». وهنا تبدأ المرحلة الثانية وهى «وضع الخطة».
«وضع الخطة» هو المرحلة التى يتحول فيها «المشروع» أى «الهدف» من «الرسم النظرى الخلاق»، والذى يشبه إلى حد كبير «الرسمالهندسي» المتقن، إلى خطوات على أرض الواقع، أى بناء المبنى الذى هو «هدفك». أثناء هذه العملية - عملية البناء - أنت معرض لأن تجد غياهبكثيرة، وتشتيتات تريد أن «تشوه» الخريطة، وبالتالى تضيّع الهدف. ومن هذهمثلا ضغط الآخرين أو ضغط المجتمع عليك لتدخل فى النمط الذى يريدون لكقهريا، أو شك فى قدراتك يراودك، أو صدمة نفسية بسبب ظروف من أى نوع.. هنايصبح «تذكر الهدف» من جديد، تفجيرا لإمكانياتك من جديد، وإيقاظا لإيمانكبنفسك وبهدفك، وبالتالى الحماس له، فتعود للخريطة الأصلية، ويستمر البناءخطوة وراء خطوة، بوضوح رؤية وعزيمة.
ما الـذى يـعـوق تحـقيق أهدافنا على أرض الواقع؟
قدنكون مثل الشاب الذى ذهب بلهفة إلى المعلم لأنه يريد بصدق أن يتعلم «فنونالدفاع عن النفس». أى أنه يدرك تماما «محطة الوصول» التى يريدها وهى «هدفه». لماذا إذاً يقول له المعلم: لو»انشغلت عين من عينيك بترقب «محطةالوصول»، فستتبقى لك عين واحدة تسترشد بها فى رؤية الطريق»؟
المعلم هنايلمس نقطة فى غاية الدقة، وهى «التركيز» فى العمل نفسه، أى إعطاء كل الجهدوكل المعرفة وكل الحب والحماس لما تعمله فى اللحظة ليكون على أفضل مايكون. وهنا يتم الإنجاز بسرعة فعلا.
أما إذا اقتطعت من طاقتك وجهدكللتفكير أثناء العمل فيما ستكون عليه «محطة الوصول»، فسيكون إنجازك فىلحظة العمل بنصف طاقتك وجهدك وحبك، وبالتالى سيتأخر الإنجاز.
على أرضالواقع مثلا نفترض أن طالبا «حدد هدفه» فى لحظة ما أن ينتهى من استذكارمادة معينة، ثم بدأ فى القراءة. هو معرض أن يفقد تركيزه لو بدأ يفكر فىأنه يريد أن ينتهى منها سريعا ليفعل كذا وكذا، وهذا سيجعله يستغرق وقتاأطول.
أما إذا ركز تفكيره فى الاستيعاب، فسينتهى فعلا بسرعة. مثال آخر: قد تخطر له أثناء القراءة فكرة عن مشكلة ما فى حياته، يتداعى معها الحزن،ويأخذه الحزن إلى فتور الحماس تجاه ما يفعل، فإما ينجزه دون إتقان، أويؤجله، أو يتركه تماما ويبحث عن شىء آخر، وينسى الهدف. جميع علماء النفسالحديث يقولون إن سبب عدم «النجاح» بمعنى عدم «تحقيق الأهداف» إنما هوبسبب فقدان «التركيز»، أى الانتقال عشوائيا من الاهتمام بشىء إلى آخر إلىغيره، بدون وعى، فكأنما ترمى بهم الرياح حيثما تذهب.
أما وضوح الهدففيحدد إتجاها واضحا للسير، والإيمان بنفسك وبالهدف يعطيك القوة والحب لماتفعل، والإرادة تساعدك على تخطى العقبات، وتجنب التشتت. وهذا هو الجزءالخاص بك للنجاح فى أى شيء، إذا قمت به بإتقان يتسابق كل ما فى الكونليساعدك على تحقيقه.
تدريب: راجع أسلوب حياتك وفقا للمنهج المذكور أعلاه. هل يساعدك فى هذه الرحلة نحو تحقيق هدفك؟

دعاء الكروان
19-05-2010, 08:44 PM
تسلم الايادى روز

جزاكى الله خيرا